عبير زين : أُترُكوها سليمةً!

كمْ تمنيتُ أن تخرج لنا فتوى قاطعة جازمة حتى ترسو بِنا على برٍ آمن يُحدد لنا موقفاً مأموناً من خِتان الإناث، فتارةً يُصدر الأزهر الشريف فتوى بالحُرمة المُطلقة وتارةً أُخرى يصعدُ لنا أحدُ الشيوخُ الثِقاة لُيُندد بمن يمنع ختان السُنه، لذا فقد حاولتُ ألا أتورط و أزُجَ بنفسي فى نفقٍ ضيق رُبما جرجر وبالاً ولن اسوقَ الفتاوى، فأنا لستُ متفقهةً فى الدين و لا أدعي العلم بِه، ولكن بروز بعض الآراء والفتاوى التى تُساند خِتان الإناث وتُنادى بضرورته ووجوبه هو الذي جعل الظاهرة تطفو على السطح مرةً أخرى بعد أن كادت تندثر مما جعل الكثيرين يعودون اليه خوفاً من الوقوع فى شرك المخالفه الشرعية، وحتى على هذا الصعيد نجد أن الخلاف قد إستشري وتعددت المُسميات فهنالك فئة تنادي بختان السُنة ومنهم من يُساند نوعاً آخر يُدعى الخِتان الشرعي وكل مُسمي يختلف فى صفته ودرجتة وطريقة الإستئصال مما جعلنا نعودُ الى نقطة الصفر مرةً أُخرى فى الوقت الذى تصعد فيه المرأة فى دول العالم الأخرى الى الفضاء نتجادل نحن فى حكم الختان!

الدعوة إلى ترك الخِتان تتساوى فى الأهمية مع الدعوة إلى الحث على تعليم البنات وذلك لضمان نشأة أُمهات المُستقبل فى بيئة سليمة عقلياً وجسدياً و نفسياً، فالمرأة تتأثر نفسياً بالختان أكثر من تأثرها الجسدي لما فى ذلك من قهر فى عملية الختان ذاتها فتخلف إمرأة فاقدة الثقه فى نفسها مكلومة العزيمة مشوهة الحِس والإحساس.

من أجل طفولة سليمة بعيداً عن أخطار الختان وأضراره المستقبلية، من أجل طفلة بريئة لا تُدرك شيئاً بعد سوى ثقتها بحضن والدتها الدفئ وكف والدها الحنون وحتى لا تتفتح عيناها على صدمة من ألم وقهر وخجل، حتى لا تنظر لنفسها بشئٍ من إنتقاص وربما إحتقار وإشفاق … أُترُكوها سليمة!

همسات – عبير زين