رأي ومقالات

عبير زين : الضرّات!

غيرة المرأة على زوجها إحساس غريزي موجود منذ بدء الخليقة، و يتفاوت ذلك الإحساس من إمرأة الى أخرى و يتدرج من ظروف الى غيرها بمختلف المواقف ويبقى إحساس الألم هو القاسم المُشرك، ورغم أن الطبيعي فى الضرة أن تكون (أنثى) أخرى فى حياة الزوج إلا أن الكثيرات يكتشفن أن هنالك ضرة (أو ربما ضرّات) في حياة أزواجهن يسرقن إهتماهم و تشتعل بينهم منافسة غير شريفة لأ…ن الزوجة غالباً لا تملك الأسلحة الكافية لمواجهة ذلك.
تعتبر كثير من الزوجات بعضاً مِن العادات الرجالية ضرّة حقيقية مُزاحمةً لها فى حب زوجها وإهتمامه، فكثير من الزوجات يشتكين مُرَّ الشكية من مُصاحبة زوجها للجريدة أو بحلقته المستمرة فى مبارة لكرة القدم أو المصارعة الحُرة دون أن يعير لها إنتباهاً بينما هي تشتعلُ غيرةً، أما الضرة المُتجذرة فهي التى تتمثل في شلة أصدقاء العزوبية و هي من أكثر (الضرّات) قدرةً على إثارة الشِجار بين الأزواج، الأصدقاء الذين لا هم لهم ولا مسئولية أسرية تربطهم فى قعر منازلهم، فهم مازالوا يتمتعون بالحرية ويطبقونها بحذافيرها، فيواصل الزوج الخروج بصحبة أصدقائة الى مشاهدة مباراة لكرة القدم أو الجلوس على احد المقاهى لإحتساء القهوة او حتى تدخين الشيشة فى الوقت الذى يتطلب تواجده فى المنزل ليشيع الدفئ الأسري و يتابع دروس الأبناء والإستماع الى همومهم ومشاكلهم.
الآن ومع تطور العصر وإنبثاق طاقات أخرى من (الضرّات) التى تعددت صورها وأشكالها وأنماطها حتى كادت تطغى على (الأنثى الأخرى) فى حياة الرجل، فقد أصبح من الممكن تواجد الزوج – بعد دوام عمله- فى المنزل ولكنه وجود صورى بجسده فقط إذ أنه يكون مشغولاً بزوجة وأسرة أخرى تتمثل فى الانترنت بكل ما يتيحه من مصادر للتسلية و ربما العبث، فنوافذ الدردشات الصوتية والمرئية تنقل له عالماً لا حصر له من الضرّات سواءً كانت صداقات بريئة او علاقات إلكترونية متسخة النوايا وفى كل الأحوال يظل الوضع مستحكم السوء بين الزوجين.
وأخيراً تظل المرأة الأخرى هى كارثةً فى حياة الزوجة، فمهما تعددت تِلك الضرات ومهما بلغ إرتباط الزوج بعاداته وأصدقائة فلن يتساوى ذلك مع إحساس الزوجة بوجود أخرى فى حياة زوجها، فألف ضرّة عصرية أو تقليدية خيرُ من أنثى واحدة!

همسات – عبير زين

تعليق واحد