هل الشهادة العربية سبب الأخطاء الطبية؟
الأستاذ الدكتور مأمون حميدة أقر وبصراحة متناهية أن أكثر من «90%» من الأطباء الذين تخرجوا حديثاً لم يتم تسجيلهم في نقابة الأطباء وحال تعيينهم في القطاعات الصحية الحكومية لأنهم لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان الذي كان من صميم تخصصهم، ولم يكن في السياسة أو الاقتصاد وقال حرفياً: «لا يجب أن نكون كالنعام ندس رأسنا في الرمال».. هذا واقعنا وإذا فكرت يوماً أن يدرس ابنك أو ابنتك في الجامعات السودانية فعليك العمل لعشرات السنين في الغربة لتعليم أحد الأبناء، وأن تبحث للآخرين عن فرص عمل ليسهموا معك في مصاريف الابن المحظوظ..
أخيراً.. هل الأخطاء الطبية المميتة نتيجة التفريخ الزائد للجامعات دون مراعاة للنوعية، وأقصد بالنوعية طلاب الشهادة العربية المحرومين من إبراز نبوغهم وهم الحاصلون على الدرجات شبه النهائية، ويخطيء من يوهم نفسه بأن المناهج في دول المهجر أقل كفاءة وتحصيلاً.. شخصياً أعرف قريباً بدم أو سكن أو زميلاً له ولد أو بنت في دول المعمورة كلها يدرسون في أفضل جامعاتها وكلياتها، وانصهروا تماماً مع هذه المجتمعات ولا أتوقع عودتهم ليسهموا في نهضة العباد قبل البلاد.. وربما يختارون شريك أو شريكة الحياة وقد يكون قرار الاستقرار النهائي الصعب.. كل هذا نتيجة عقلية العصر الحجري والنظرة السوداء القاتمة للمغتربين وأبنائهم..
سنوياً تذهب ملايين الدولارات لجامعات العالم من أبناء المغتربين.. ومعها يفقد الطالب كثيراً من ولائه ومعرفته بوطنه الأم.. وتضطر الأسرة للسفر إلى حيث وجود الأولاد والبنات ويحرم الجميع من حضن الوطن الدافئ.
** مبروك التعادل والتأهل لأهلي شندي، أجزم بأنه لن يفوز بالدوري ولن يتأهل للدور الثاني.. وأتمنى ألا يصيب توقعي.. ففي الرياضة الجميع سبقونا، وكذلك جامعاتنا لم تعد تعادل أو تنافس كما كانت.. مستشفياتنا الأقل كفاءة وتقديماً للخدمات.. في السياحة وكل مجالاتنا، ما دام المتعصبون والمتهورون أمثال «باعو» في قيادات وزاراتنا ومصالحنا ومؤسساتنا باعونا من غير «تمن».. وإذا أردنا إعادة السيرة الأولى، علينا بأمثال كمال حامد في الرياضة وفريق شرطة محمد حامد في الداخلية, و«س» حامد في التعليم و«ش» حامد في الصحة و«ص» حامد في السياحة و«ض» حامد في الخارجية و«ع» حامد في الدفاع و«غ» حامد في البترول.
** العودة الميمونة للرئيسين
كنت ضد المؤيدين لزيارة الرئيس البشير لجوبا لأسباب كثيرة، وكانت نسبة التفاؤل متساوية تماماً مع نسبة التشاؤم. التشاؤم مفاده دخول جوبا للتو عضوية المحكمة الجنائية، وكذلك عدم التزامها بالكثير من القرارات التي أبرمت بين الطرفين ونقض العهد الذي بات السمة البارزة لحكومة الجنوب.. ونسبة التفاؤل المئوية لأن حدوث أي مكروه لا سمح الله لرئيسنا معناه الحرب الضروس والطاحن، وربما إعادة الدولة الوليدة إلى حضن أمها عنوة.. التوقيت لم يكن مناسباً إلا بعد أن أوضح المشير الكثير من المبهمات وأنه من حدد الجمعة موعداً فكان موفقاً وكنا جميعاً على خطأ.. هذه الزيارة ربما تكون طعماً لزيارات قادمة، أرجو أن ننتبه ولا ننسى أن الجود يفقر والإقدام قتّال.. المهم عوداً حميداً فخامة الرئيس.
** الباشمهندس الأستاذ الطيب مصطفى عاد معافى من قاهرة المعز بعد الرحلة الاستشفائية، وقد فقده محبوه ومعجبو زفرات حرى كثيراً طوال فترة غيابه.. حمد لله ألف على السلامة ونورت الإنتباهة.
محيي الدين حسن – صحيفة الانتباهة
مغترب: الأحوال الاقتصادية هي سبب الهجرة.. والسوداني ثقة ومفضل عند السعوديينخليفة محمود الكبيك من أبناء منطقة الصوفي بالنيل الأبيض مواليد العام (1971) درس بمدرسة الصوفي الابتدائية (1992) ثم الصوفي الثانوية،والتحق بمعهد تأهيل المعلمين ببخت الرضا في العام (1996)، متزوج وأب، مغترب بالمملكة العربية السعودية منذ العام «1999» جلسنا إليه في حوار صغير لنستمع الى تجربته عن الاغتراب ورأيه في بعض القضايا التي تهم المغترب السوداني فإلي مضابط الحوار:
٭ حدثنا عن تجربتك في الاغتراب وكيف وجدتها؟
بعد تخرجي في معهد تأهيل المعلمين ببخت الرضا عملت معلماً بمرحلة الأساس لمدة «5» سنوات، وبعدها انتقلت للعمل بالخرطوم في إحدى الشركات، وبما أن فكرة الاغتراب كانت تجول بخاطري لتوفير مناخ ووضع مادي جيد انتهزت أول فرصة لاحت لي وتوجهت إلى المملكة العربية السعودية وتحديداً منطقة الطائف، والحمد لله على ذلك. فالتجربة اكسبتني الكثير وقرار الاغتراب بالمملكة قرار لا يمكن أن أندم عليه أبداً.
٭ ما هو إحساسك بالغربة في أيامها الأولى وكيف تجاوزته للمرة الأولى؟
صراحة كانت البدايات بها شيء من الألم وإحساس البعد عن الديار والأهل والأصدقاء، يؤثر سلباً على المعنويات، ولكن سرعان ما تبدد هذا الإحساس بعد الالتقاء بإخوة كرام من كل مناطق السودان المختلفة، أصبحوا عزانا الوحيد وكانوا نعم الإخوة والأصدقاء، كما كان لأسرتي الصغيرة دور كبير في تجاوز إحساس الغربة
٭ كيف تجد العمل بالمملكة العربية السعودية وما هي طبيعة هذا العمل؟
العمل بالمملكة العربية السعودية متطور جداً، ولة بيئة ممتازة، وبه اهتمام بالوقت واحترام في المواعيد وجودة عالية في الخدمات والمنتجات. أما طبيعة عملي فأنا أعمل بشركة الجزيرة للدهانات، وهي شركة غنية عن التعريف.
٭ للغربة إيجابيات كثيرة، وكذلك سلبيات، فماذا تقول في هذا الجانب؟
كما أسلفت سابقاً فإن الغربة تسلب منك أجمل لحظات من حياة الإنسان بالبعد عن الأهل والأصدقاء والبعد عن أحق إنسان بوجودنا بالقرب منه بالذات الوالدين فهم أحق الناس بوجودنا بجانبهم، فأنا أحب والدتي جداً لذلك أشعر بأن الغربة تأخذني منها.. ومن الإيجابيات طبعاً تحسين الوضع المادي، فتستطيع جمع المال وتأمين هذا الجانب لأبنائك والحمد لله على كل حال.
٭ ماذا عن التفكير في العودة إلى الديار، هل تفكر جدياً أم تترك الأمور تسير على حسب الظروف؟
بكل صراحة أنا شخصياً أضع هدفاً نصب عيني ويحتاج إلى بعض الوقت. وكما تعلمين كيف أصبح الوضع الاقتصادي بالبلد، لذلك لا أفكر بالعودة قريباً على الرغم من اشتياقي الدائم للأهل والبلد، ولكن يبقى قرار العودة مربوطاً بتحقيق الهدف الأساسي الذي ارتضيت الاغتراب من أجله، ولكن هذا لا يمنع عودتي في أقرب فرصة إذا تحسنت الظروف التي تضمن لأبنائي وأفراد أسرتي وضعاً أفضل.
٭ كيف هي العلاقة بين أفراد الشعب السوداني بالمملكة؟
الجالية السودانية بالمملكة من أكثر الجاليات ترابطاً ببعضها البعض، وهم يتبادلون التحايا فيما بينهم من دون أفراد الجاليات الأخرى وهم مثل الجسد الواحد ويخال لك أنهم يعرفون بعضهم البعض، كما تربطهم الجمعيات والتنظيمات التي تعمل على ترابطهم.
٭ الجالية السودانية بالمملكة من أكبر الجاليات، فما السبب برأيك؟
هذا الأمر طبيعي وبدهي. فالسودانيون منذ عشرات السنين يفدون إلى المملكة وهم محل ثقة هنا. والسودانيون مفضلون من أصحاب العمل السعوديين لذلك من البدهي أن تكبر الجالية إلى هذا الحد، كما للظروف الاقتصادية بالبلد أثر كبير على وفود المغتربين لتأمين القوت الحلال.
٭ هناك مشكلات تواجه المغترب الذي لديه أسرة على وجه الخصوص ما هي؟
هناك مشكلات كبيرة وغير مطروقة للحل في اعتقادي على الأقل في الوقت الراهن. وأهمها الأسرة الحديثة التي نشأت في الغربة وكيفية صهرها في المجتمع السوداني مرة أخرى ناهيك عن مشكلات التعليم وانقسام الأسر بين الوطن الأم ودول المهجر بغرض الدراسة إضافة إلى افتقار الدولة للتخطيط والبرامج التي تستوعب العائدين من الغربة للاستقرار نهائياً.
٭ بصورة عامة كيف تقيم أوضاع السودانيين في المملكة؟
بحمد الله السوداني المقيم بالسعودية يمتاز بالسلوك القويم وهذه من الأشياء المهمة التي تعطي انطباعاً جيداً عن المواطن السوداني هنا، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض المغتربين القادمين إلى المملكة غير المؤهلين وهؤلاء الذين يواجهون المصاعب في الاستقرار بوظائفهم وتتقطع بهم السبل، ولكن سرعان ما يتجاوزون هذا الوضع بمساعدة إخوتهم وتوجيههم، ولذلك لا بد من الإخوة الذين يودون الاغتراب هنا، أن يتسلحوا بالمؤهلات والشهادات والمهارات ويبحثوا عن الوظيفة التي تحقق الهدف الأساسي من اغترابه.
حوار : نهى حسن رحمة الله – صحيفة الانتباهة
طلاب الشهادة العربية المفترى عليهم:
الجامعة كما نعلم محل إجتهاد و تحصيل ولا علاقة بين نجاح الطالب و أو فشله بنسبة النجاح في الشهادة الثانويةبيتذاكر تنجح و العكس صحيح.لا علاقة بين أن يكون الطالب حامل للشهادة السودانية أو شهادة عربيةفي مدى التحصيل الدراسي بل و أقول بثقة أن طلاب الشهادات العربية من أمير الطلاب أكاديمياً و أخلاقياً مع وجود الإستثناء الذي يثبت القاعدة.