تحقيقات وتقارير

في حدود السودانيين.. معركة الملائكة والشياطين


[JUSTIFY]قتلنا كل الشياطين بين شمال وجنوب السودان هكذا جاءت التصريحات المتفائلة لوزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين عشية عودته من أديس أبابا عقب توقيعه علي فتح المعابر بين الدولتين فتح المعابر التي ستمثل الجسر الذي يردم هوة الانشطار وما بعده الاقتتال في هجليج فخبر فتح المعابر بين البلدين من شأنه أن يقطع الطريق علي كل دعاوي الاقتتال والحرب فأن تبادل المنافع والمصالح علي الحدود من شانها إعادة التواصل القديم بين الشعبين أو ما يمكن أن نطلق عليه عودة المياه لمجاري النيل خصوصاً وان علاقات المصير الواحد من الميلاد لم تقطعها بعد جفوة الانفصال والمواجهات في هجليج أو في الحدود ما يدعم حديث وزير الدفاع أن المعابر ستكون في ذات نقاط الاختلاف وهي الحدود مما يعني أن شيطانا أخر سيلقي حتفه.

إلا أن الحديث عن موت الشياطين وحده غير كاف لان تمضي الأمور بحسب ما هو مخطط له برؤية الكثير من المراقبين فثمة شياطين أخري تنتظر عليها بالضربة القاضية أول شيطان يبرز علي السطح هو شيطان التفاصيل الذي لازم كل تجارب الاتفاقيات السابقة بين السودانيين في سبيل سعيهم لإيجاد نهاية لمعاناتهم مع الصراعات والحروب وهو الذي وقف حجر عثرة في سبيل تحقيق نيفاشا لتطلعات السودانيين في انجاز شعار الوحدة الجاذبة وهو ربما يقف أمام الاتفاقية الجديدة.
شيطان أخر ربما يقف في محطة الانتقال السلس بين الدولتين نحو تحقيق تطلعات شعبيهما وهو شيطان يؤخر عمليات تنفيذ ما اتفق عليه أو أن نصوص الاتفاقات تظل رهينة الأدراج الي حين توقيع اتفاق أخر يحسم الذي سبقه إلا أن كثيرين يقللون من أثار هذا الأمر في ظل التحولات الجديدة بين الخرطوم وجوبا عقب زيارة البشير الي هناك وفي انتظار قدوم سلفاكير الي الخرطوم في الأيام القادمات مما سيقلل من التأثيرات التي يمكن أن يلعبها خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات الثقة بينهما في الأيام الأخيرة وهو الأمر الذي كان مفقوداً في أزمان سابقة من تاريخ التفاوض الذي يتم القفز عليه الآن وطالما إن شيطان عدم الثقة قد ذهب الي حتفه فليس هناك ما يخاف منه في المستقبل.

ثمة شياطين آخرين يمكن النظر إليهم وهم الشياطين الرافضة لأي تقارب بين شطري السودان سواء كان الأمر جنوبياً هواها في السودان الأم من المجموعات التي تحاول قطع الطريق أمام أي شكل من التقارب يمكن أن تهدد مسار المستقبل بين جوبا والخرطوم وهو أمر يمكن تجاوزه من خلال وضع كل الأمور في كنانتي الرئيسين مما يقلل من حدة تأثيرهما أو وضعهما في موقع الصامت الي حين يضاف لذلك الخطوات الايجابية التي تسود الآن بين الحكومة السودانية ومقاتلي قطاع الشمال باعتبار إن الجلوس بينهما من اجل تسوية الأوضاع يعني إن الشيطان الأكبر يمكن القضاء عليه وفقاً لآليات وتسويات جديدة مما يخرج الطرفين من أي حرج محتمل فقط يبقي أخر الشياطين بين الدولتين هو شيطان التدخلات الخارجية أو الاستهداف الخارجي بأهدافه الخاصة التي تناقض أهداف وتطلعات شعبي الدولتين وحكومتيهما علي ارض واقع الممارسة السياسية وهو أمر يمكن تحييده من خلال الضرب علي الصوت الدولي العالي وهو يطالب السودانيين بتسوية مشكلاتهما والعبور نحو المستقبل هذا ما يتعلق بمعركة الشياطين التي يمكن مواجهتها بأدوات أخري هي الملائكة التي تريد فقط ان يعم السلام أرجاء السودان سئموا المعيشة تحت صليل المدافع وكرهوا الحياة وسط الموت.

صحيفة ألوان
الزين عثمان[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. هو شيطان التدخلات الخارجية أو الاستهداف الخارجي بأهدافه الخاصة التي تناقض أهداف وتطلعات شعبي الدولتين

    وهل كان التمرد والجنوب وقطاع الشمال والغرب والشرق بل حتى الوسط إلا بسبب الاستهداف الخارجي ؟

    اقرءوا الأحداث بعيون مفتوحة وعقول واعية

    لن تسمح الامبريالية ولا الصهيونية بحلول لا تؤدي لتحقيق أهدافها
    وهاهو الجنوب يصبح لقمة سائااائغة تتلمظ بها اسرائيل في استمتاع واضح