امريكا: سوريا “ملاذ امن” للارهابيين المناهضين للعراق
واضافوا في تصريحات لرويترز ان مورا كونيلي القائمة بالاعمال الامريكية وهي ارفع دبلوماسي امريكي في سوريا قالت في جلسة مغلقة من اجتماع أمني بشأن العراق انه يجب على دمشق أن تتوقف عن السماح لما وصفتها بالشبكات الارهابية باستخدام سوريا كقاعدة ضد العراق.
ويتناقض النقد الامريكي مع موقف حلفاء واشنطن الغربيين ومن بينهم بريطانيا التي اشادت بدمشق لمنعها المقاتلين الاجانب من التسلل الى العراق.
وقال أحد المندوبين المشاركين في المؤتمر ان “خطاب الدبلوماسية الامريكية كان حادا وموجزا. وكانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في المؤتمر التي انتقدت سوريا صراحة.”
وأضاف أن “غالبية الباقين كرروا ما نسمعه لسنوات عن كيفية أن استقرار المنطقة مرتبط بالعراق وعن الحاجة لمزيد من التعاون.”
وتشارك دول غربية بالاضافة الى روسيا وايران والعراق وغالبية جيران العراق الاخرين في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة السورية دمشق. ويهدف المؤتمر الى وضع التدابير الامنية للمساعدة على انهاء العنف في العراق والهجمات على القوات الامريكية والعراقية.
ولم تشارك المملكة العربية السعودية التي لها خلافات رئيسية مع سوريا فيما يتعلق بلبنان وايران في المؤتمر.
وضغطت الولايات المتحدة لعقد المؤتمر في 2006 لتشرك الدول العربية بصورة أكبر في الشأن العراقي. ووافقت سوريا التي عارضت الغزو الامريكي للعراق عام 2003 على استضافته بشكل منتظم في اطار سياسة جديدة لنزع فتيل التوتر مع بغداد.
وهدد مسؤولون سوريون بالغاء المؤتمر بعد غارة امريكية على سوريا من داخل الاراضي العراقية في 26 اكتوبر تشرين الاول والتي قالت دمشق انها أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين. وقررت سوريا عقد المؤتمر بعد أن ادانت الحكومة العراقية للغارة وعدولها عن موقف سابق.
ونقل المندوبون المشاركون في المؤتمر عن نائب وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس قوله ان سوريا كانت ضحية للارهاب وأنها لا تسمح بالاعتداء على أي شخص يعيش على أراضيها.
وقال مندوب مشارك اخر “اختار عرنوس ألا يرد مباشرة على القائمة بالاعمال الامريكية لكنه أكد على أن استقرار العراق أمر يصب في صالح سوريا.”
وكان المسؤول السوري يشير الى هجوم بسيارة مفخخة في سبتمبر ايلول استهدف مجمع مخابرات عسكريا في دمشق واسفر عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصا. وألقت دمشق باللوم في ذلك الهجوم على جماعة فتح الاسلام المتشددة التي قالت انها تنشط في لبنان.
وعرض التلفزيون الرسمي اعترافات اعضاء مزعومين في حركة فتح الاسلام والذين قالوا ان السيارة جاءت من العراق.
وقال وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد الذي ظهر لفترة وجيزة في المؤتمر ان بلاده لديها ما يكفي من القوات على الحدود مع العراق لوقف ما سماه بالتسلل في الاتجاهين نافيا تقارير اعلامية بأن الحراس السوريين انسحبوا بعيدا عن الحدود بعد الغارة الامريكية.
وقال مسؤول امريكي ان الغارة اسفرت عن مقتل “أبوغادية” الذي عرفه بأنه مهرب مقاتلين الى تنظيم القاعدة في العراق.
وتسبب الهجوم كذلك في تضرر العلاقات بين دمشق وواشنطن والتي تراجعت بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سوريا في 2004 بسبب ما يعود اساسا الى دعمها لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة (حزب الله) اللبنانية الشيعية.
واستدعت واشنطن سفيرها لدى سوريا في العام التالي عندما اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري المدعوم من الغرب في بيروت.[/ALIGN]