رأي ومقالات

الطيب مصطفى : ماذا دهانا؟!


[JUSTIFY]ما الذي دهانا حتى تردَّينا إلى هذا الدرك السحيق الذي نقل التمرد لأول مرة في تاريخ السودان الحديث إلى أم روابة؟!
حتى بعد أن انسقنا إلى جحر أو قل نفق نيفاشا ــ قاتلها الله ولعنها ودمَّرها تدميراً ــ كنا نملك من إرادة القتال والصمود والقرار ما نحفظ به الكرامة ونوطِّد به العزَّة ونستنهض به قِيم الكبرياء والشموخ فما الذي صيَّرنا إلى ما صرنا إليه؟!
عندما خَدَعَنا الهالك قرنق مستغلاً ثقتنا في الأفعى التي كُنا قد توهَّمنا أنها يمكن أن تخلع أنيابها السامَّة وتجنح للسلم بعد الجلوس على مائدة التفاوض وقام باقتحام توريت زأر البشير وأوقف التفاوض مُقسماً إنه لن يعود إليه إلا بعد تحرير توريت.. أُكرِّر توريت التي تنتمي إلى جنوب السُّودان الذي لم يعُد اليوم جزءاً من وطننا فما بالنا اليوم نتكبكب على التفاوض ــ ليس مع قرنق القوي نسيباً ــ إنما مع الرويبضة الحقير عرمان وأرضنا في الشمال الحبيب ــ جنوب كردفان أوقل دولة تقلي الإسلامية ــ وليس الجنوب الذي لم يكن في يوم من الأيام من ديار الإسلام أو حتى من ديار السودان إلا اسماً… أقول أرضنا العزيزة محتلة من قطاع الشمال الذي نهرول من أجل الجلوس معه واسترضائه؟! ما الذي تغيَّر بين الأمس واليوم؟!
لو استطعنا أن نجيب عن هذا السؤال ونملك الإرادة والقدرة على الفعل لن يُعجزنا العلاج.

كيف تمكَّن الغزاةُ من انتهاك ستمائة وخمسين ميلاً من أرضنا المكشوفة محمولين على مائة وخمسين عربة حتى أم روابة لأول مرة في تاريخ السودان الحديث؟!
لستُ في مقام تعداد العلل التي تنهش السودان اليوم فذلك حديث يطول إنما قصدتُ أن أقول بعد أن قلناها مئات المرات.. كفى كفى كفى فقد بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم فماذا بعد أن وصل التمرد إلى أم روابة وماذا بعد أن بتنا نستجدي التفاوض مع المتمردين وهم في حالة انتصار يغزوننا في عقر دارنا ويبلغون ما لم يبلغوه في أي يوم من الأيام منذ أن أشعلوا تمردهم اللعين؟!
بربِّكم متى متى متى فرض مهزومٌ شروطَه في مائدة التفاوض؟! لماذا أوكلوا قيادة التفاوض لعرمان؟! ما هي علاقة عرمان بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور حتى يفاوض باسمها جميعًا بل بجميع الملف السوداني بما في ذلك مشروع الجزيرة؟!

إنه ــ أهلي الكرام ــ مشروع السودان الجديد الذي لم تتخلَّ عنه الحركة الشعبيَّة لتحرير السودان في يوم من الأيام منذ أن أنشأها قرنق عام «1983م» والذي ظلوا يستنسخون بأشكال ومسمَّيات مختلفة تحمل نفس المفهوم.. آخرها ميثاق الفجر الجديد وقبله ما عُرف بميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانيَّة الذي دشَّن ميلاد الجبهة الثوريَّة السودانيَّة التي تضم قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان والحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة المسلَّحة وهم جميعاً من فعل فِعْلته النكراء في أم روابة وغيرها من المناطق.

إنه مشروع يعمل على استئصال هُوِيَّة هذه البلاد وطمْسها وعلى إعادة هيكلة السودان بما يُحيله إلى كائن آخر غريب الوجه واليد واللسان.. لقد كتبنا عن ذلك كثيراً موردين نصوص ما دعا إليه قرنق وما ظل أولادُه باقان وعرمان والحلو يعملون من أجل إنفاذه.. إنه أيُّها الناس مشروع استئصالي سيُحيل حياتَكم إلى جحيم… إنه أيُّها الناس مشروع استعماري حَقُود يجعلُكم أذلَّة مُستعْبَدين داخل أرضِكم… إنَّه مشروع يُعيد قصة الأندلس وزنجبار في سودان علي عبد الفتَّاح… إنه مشروع يطول عنه الحديث فهل تستسلمون أم تحتشدون وتنفرون للدفاع عن أنفسكم ودينكم ودياركم؟!

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. الطيب مصطفى يسأل!!!!
    لماذا أوكلوا قيادة التفاوض لعرمان؟! ما هي علاقة عرمان بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور حتى يفاوض باسمها جميعًا بل بجميع الملف السوداني بما في ذلك مشروع الجزيرة؟!

    وانا اجيبه قائلا (السياسة يا جاهل) وانت ماذا في جعبتك حتى تكيل لمن تشاء السباب وتهدده بالويل وعظائم الثبور إلا لانك خال الرئيس … هذه هي ويلات السياسة …. الم تفهم

  2. [CENTER][B]وااااحرّ قلباه ممن قلبه شبِم[/B][/CENTER]

    ما أرى مثلك يا الطيب ومثلهم إلا كما قال الشاعر :

    [CENTER]أمرتُهمُ أمري بمنعرج اللوى *** فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغدِ[/CENTER]

    أولم تدرِ بعد ما دههاهم ؟!

    القوم قد أسكرتهم الدنيا فتنافسوا فيها وتباروا….قذف الوهن في قلوبهم وكرهوا الموت
    ولكن هناك من صدقوا ما عاهدوا الله عليه …فمنهم من قضى نحبه ” علي عبد الفتاح …العيدروس …اليافعان مرتضى الغالي ومحمد المزمل وإخوة لهم ، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ”

    أخشى أنهم قد حسبوه عرضا قريباوسفرا قاصدا ولكن بعدت عليهم الشقة فما استطاعوا ثباتا