رأي ومقالات

حيدر المكاشفي : شيل دا من دا يرتاح دا عن دا ..!!

قيل والعهدة على القائل إن رئيسنا الأسبق جعفر نميري رحمه الله عندما أعلن برنامج «القيادة الرشيدة» استدعى أحد وزرائه وكان مولعاً ببنت الحان ومعاقراً لها فخيّره الرئيس بين أن يتركها أو يترك الوزارة فما كان من هذا الوزير إلا أن نهض وأدار ظهره للرئيس وخرج دون أن ينبس ببنت شفة، ويقال أيضاً في الأيام تلك ربما على سبيل الدعابة انه عزم ذات مرة على تطهير حكومته ممن يراه لم يعد صالحاً للوزارة، فطلب من الدكتور جعفر محمد علي بخيت رحمه الله وكان وقتها وزيراً للحكومات المحلية أن يعد قائمة بأسماء كامل الطاقم الحكومي ويوافيه بمكتبه على جناح السرعة، دخل الدكتور جعفر على الرئيس وهو يتأبط فايلاً بالمطلوب، أجلسه الرئيس ثم أمره أن يبدأ تلاوة الأسماء ومناصبها، اسماً اسماً ومنصباً منصباً وأن يدوّن أمام أي واحد القرار الذي سيمليه عليه، تنحنح دكتور جعفر على طريقة المذيعين وبدأ اذاعة الأسماء، فلان الفلاني الوزارة الفلانية، يقول الرئيس «سيبو دا».. علان العلاني الوزارة الفلتكانية، يقول الرئيس «شيلو دا»، واستمر الحال هكذا بين «شيلو دا» و«سيبو دا» إلى أن أتى دكتور جعفر على ذكر اسمه ومنصبه هو شخصياً، قال الرئيس «شيلو دا» وهنا علت الدهشة وجه الدكتور وكادت عيناه أن تخرجا من محجريهما من هول المفاجأة الصاعقة وهبّ واقفاً كمن لدغته كوبرا وصاح في الرئيس «يا ريس الحكاية شنو أنت ماك نصيح ولا شنو»، رحمهما الله الاثنين فقد غادرا هذه الفانية بما لهما وما عليهما..

المؤكد الذي لا يحتاج إلى تأكيد هو أن الهجوم الذي وقع على مناطق أبو كرشولا، السميح، الله كريم وأم روابة، هجوم غادر ومدان بأقسى العبارات ولن يكسب منه منفذوه شيئاً سوى الادانات واللعنات التي ستنصب عليهم بسبب هذا الفعل الغشيم والغاشم، ولكن صب اللعنات واصدار البيانات الشاجبة وتدبيج المقالات النارية والقاء الخطب الحماسية واطلاق النيران الكلامية الكثيفة على مثل هذه الأفعال الخرقاء، ثم من بعد ذلك ترفع الأقلام وتجفف الصحف وتطوي السجاجيد وتسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح، فإن ذلك كله لن يغني شيئاً عن النظر إلى الجانب الآخر من المأساة، فما دامت هناك حرب عصابات قائمة ومعلنة وتشهد عليها بين الفينة والأخرى هجمة هنا وضربة هناك، لم يكن مفاجئاً هذا العمل العسكري الذي نفذته قوات مختلطة مكونة من عدة حركات، بل أن الأهالي كانوا يرون رأي العين الترتيبات والاستعدادات لهذه الهجمات تجري أمام ناظريهم على قدم وساق، ومن غير الحصافة و«المضارفة» على النفس أن لا تتوقع أي عمل عدائي ممن هو عدو يتربص بك والحرب بينكما قائمة لم يُعلن بعد وقفها كليةً أو على الأقل وقف لاطلاق النار، وإن فعلت فتلك غرارة يحاسب عليها المسؤولون عنها وثغرة يجب سدها بمن يأخذها بحقها ومستحقها، وهذا يتطلب أول ما يتطلب إجراء مراجعة شاملة على كامل هذه المنظومة ولو على طريقة الرئيس الأسبق نميري في الطرفة التي رويناها عنه مع الدكتور جعفر بخيت، إذ لابد من «شيل»، و… شيل دا من دا يرتاح دا عن دا وكفاية غيرة حيرة ومعاندة وأنا من النهار دا مش ممكن أرضى تعلّي صوتك تاني يا ما شفت منك يا ما يا ما قلبي عاش مجروح يللا روح بألف سلامة… أو كما قالت هذه المطربة العربية.
3 بشفافية
حيدر المكاشفي
صحيفة الصحافة

‫6 تعليقات

  1. يا اخي حيدر الا يشيلهم الجليل الرحيم وياريت لو ربنا اخدهم في قعدة جماعية عشان نشوف وجوه جديدة يهما الوطن قبل النفاق واللعب على الدقون

  2. سلام عليكم
    معليش أنا مضطر أكرر التعليق: هذه حكومة أصبحت حزبية بحتة ولا يمكن تتعامل إلا مع ما يفيد الحزب أولا! وهذه حقيقة هي تتكلم بها وتفخر بها.

  3. [B][SIZE=5]لا توجد عزيمه كافيه لهذا كي يقيل ذاك ولا شجاعه مطلوبه لذاك كي يستقيل هذه هي ادبيات الشخصيه السودانيه في هذا الزمان رحم الله جعفر محمد نميري ومواطني ذلك الزمان.[/SIZE][/B]

  4. لو خلو السودان بدون حكومه يكون افضل كلهم خموم ومامنهم فايده محسوبين علينا حكومه-حتى الاحزاب التانيه مامنها فايده

  5. دا اب عاج جلاد الوزراء ، القرار قراره والبخالفوا ، عكاز في رأسه ، عسكري صاح تلقاهوا مكفكف الميري ، او مارق عضلاته . وين نلقى زي اب عاج ، ربنا يرحمه .