تحقيقات وتقارير

محاولات اغتيال السودان من الداخل !!

[JUSTIFY]أمريكا تجتهد كثيراً لتأخذ نصيبها الوافي من المصالح في أفريقيا.. تماماً كما وجدت لنفسها مواطئ أقدام في الخليج.. ومن خلف أمريكا “مصالح غريبة” هي الأخرى تريد حظها في أفريقيا.. فالقارة السمراء تمتلك مخزوناً هائلاً من المصادر الطبيعية والثروات والمعادن.

ليس الأمر مجرد حروب ضد “القاعدة” أو التنظيمات الإسلامية الأخرى، بل الصحيح أن أمريكا وحلفائها يجعلون من هذه الدعاية ” المبالغ فيها”، ذريعة للبقاء بصورة دائمة في أفريقيا واليوم تمثل “مالي” المدخل المناسب لذلك “الهدف الشيطاني”؛ فكل حركة للسلاح والجنود في أي مكان أفريقي خاصة دول السهل؛ تصب في مجري تلك النوايا.. والسودان ليس بعيداً عن هذه “الأجندة الأمريكية الغريبة”.. وفي السودان عشرات المداخل في السودان مياه وأراضي وثروات معدنية وأيضاً “مشكلات داخلية” ومن هنا بالضبط تتحرك الكثير من محاولات “اغتيال” السودان من الداخل لن تتدخل أمريكا ولا فرنسا كما حدث في مالي.. ولكن كل مخالب القط الأخرى متوفرة.. فالحركات المتمردة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق هي الآن تمثل مخالب القط المناسبة!!

الهجوم علي أم روابة قبل يومين يصب في مجري الأجندة الغربية؛ وليس المشهد مجرد عملية نهب مسلح فالمطلوب أن يبقي غرب السودان منطقة أو مزرعة للألغام… قابلة للانفجار في أي وقت؛ فتبدأ مرحلة نزع الاستقرار من كل غرب السودان.. ثم المزيد من الاختراقات؛ في مالي يورانيوم وفي تشاد نفط وفي غرب السودان نفط وذهب ومعادن أخري وكل هذه الثروات.. يريدونها أن تذهب “لرفاهية” الغرب وأمريكا؛ وتظل أفريقيا مجرد سوق لمنتجات “حبيسة” في معتقل عملاته الصعبة وكل اقتصادياته.

المطلوب أن تبقي كل أفريقيا “كنزاً: يتقاسمه الغرب أنساناً وثروات.. في أشبع صور “للتبعية”.. أمريكا ودول الغرب وتوابعها في أفريقيا ينشطون في صناعة قوة أكبر من مستوي الأفريكوم تستخدم في التدخلات السريعة في كل مناطق النزاعات الأفريقية ومجلس الأمن يرتب لهذه الصناعة الغربية لتأخذ طابعاً دولياً.. ورغم أنفس سيادة القارة و”12″ ألف جندي سيكونون في مالي ويوغندا وجنوب السودان ودول أخري ستأخذ نصيبها من كراسي القوة!!.

وقات اليوناميد في دارفور تتحول لمجرد احتياطي أممي مسلوب الإرادة وغير قادر علي حماية نفسه ناهيك عن حماية دارفور؛ وربما تصبح ترتيبات أخري داخله تمكن أمريكا ودول الغرب من تحويله لإدارة فعالة تخدم “الأجندة” المرسومة لأفريقيا.

المتوقع أن تستمر مظاهر الاختراقات المسلحة والهجمات في مناطق متفرقة من دارفور ومناطق أخري متاخمة لها… فيصبح كل الغرب ساحة ساخنة لأمد طويل.. محجوب الباشا الخبير بمركز العلاقات الدولية ينبه في ورقته المهمة حول التطورات الإقليمية وانعكاسها علي السودان الي ضرورة أن “تسارع” الحكومة نحو نزع الألغام المنتشرة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، عبر تكثيف التفاوض مع الحركات المتمردة والوصول معها “لاتفاقيات” تقطع الطريق أمام تنفيذ الأجندة الخفية.

والوصول لاتفاقيات قد يعطي السودان ميزات أخري إذ يكسبه وضعاً إقليمياً جيداً يخرجه من حالة “الانكفاء” الذي يعيشه الآن وينصرف به عن أدواره الإقليمية المرجوة منه.. تماماً كما يقول بذلك الفريق محمد نجيب الخبير بمركز العلاقات الدولية بالخرطوم.

لن يكون من الصعوبة بمكان أن تتجه القوي العالمية المتسابقة الي أفريقيا؛ أن تفكر في نقل الصراع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الي مرحلة جديدة؛ تمهد الي فصله عن الوطن الأم تماماً كما حدث في الجنوب؛ فهذا ممكن إن استمرت الأوضاع بلا حلول وطنية تنهي ذلك الصراع المرير.

ربما يعرف صناع القرار في حكومة السودان ذلك المخطط الجهنمي ما يعني أنهم أمام خيار مهم وهو اتخاذ خطوات شجاعة نحو أطروحات جديدة للحل حتي لو جاء ذلك عبر تنازلات تمنح الإقليم الحق الكامل في ترتيب أوضاعه بواسطة أهله لا يفرق في ذلك بين واحد وآخر.

الاعتماد علي الحلول المركزية وفق الرؤية الحكومية البحتة والتي استمرت لفترات طويلة؛ هي المسئولة عن تدويل مشكلات السودان وهي المسئولة عن فصل الجنوب وستكون هي المسئولة عن فصل دارفور في المستقبل القريب.. ولعل هذا ما يدعونا جميعنا الآن الي الاتجاه نحو “الشراكة الحقيقية” بين مختلف القوي السياسية والأفراد في إدارة شئون البلد.. فلكل منا نصيبه ودوره كما قلنا سابقاً.. وأهالي المناطق “الطرفية” هم أدري بشعاب مناطقهم من الخرطوم؛ فأعيدوا إليهم الأمر وكفانا “مماحكات” ومفاوضات تنتهي لتبدأ مع نهايتها مشكلة أخري من ذات النوع.

غداً قد يكون الهجوم الأخير علي أم روابة “مجرد نزهة” أمام أحداث أخري نسأل الله ألا تقع، لأن كل مدن السودان قد تكون في مرماها.
لا فائدة من أي صياح وتحديات؛ فالمرحلة هي مرحلة العقل ولا مجال فيها لأي استعراض للعضلات لم نكسب منها غير المزيد من الجروح والماسي.. الحوار اقرب من البندقية!!.

صحيفة الأهرام
فتح الرحمن النحاس[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. فتح الرحمن النحاس – واضح جداً من كتاباته (دس السم في العسل) فهو طابور خامس ولا جدال في ذلك فهو يحاول أن يبدو في ثياب الواعظين بأن لا مجال للحرب وأن الحوار هو الأقرب !! لقد قامت الحكومة السودانية وقدمت كل أنواع التنازلات بغية الوصول إلى السلام في ربوع السودان المختلفة – تلك التنازلات التي قامت بها لم يقبل بها الشعب السوداني كله لأنها كانت مذلة .. مهينة .. وأخرها تلك (المصفوفة) اللعينة التي كانت فيها الحكومة تتفاوض مع (عرمان وعقار بينما كان الحلو يقتل المواطنين الأبرياء في أم روابة وغيرها
    من هنا نقول لا للطابور الخامس كاتب المقال أعلاه ونقول لا للمفاوضات ونحن أبناء الشعب السوداني لا نريد من أمريكا أن تفرض علينا (عرمان وعقار والحلو أو غيرهم ولا نريد من إسرائيل وفرنسا أن تفرض علينا عبد الواحد نور ولا غيرهم من العملاء المرتزقة عبدة الوسخ أمثالكم ولا نامت أعين الجبناء .