منى سلمان
الحنين البي ليه ما قدرو ؟!
لا ادرى ما السر في وقوعي في اسر ذلك الصوت، فقد ظللت لشهور اجلس لاستمع اليه كالمسحورة، حتى صار طقس الاستماع في حد ذاته درجة من درجات الادمان .. ربما لان اداء المغنية مع ابهام الكلمات والشجن المشحون بين نغمات الموسيقى، كان تجسيدا حيا لمعنى وجع الحنين، وقد كنت وقتها محاصرة بمخاوف واحزان عميقة سببها وقع اثنين من احبائي في براثن مرض مزمن وخطير .. شقيقتي ووالدي الحبيب، ورغم مرور السنوات على ضياع ذلك الشريط كنت كلما تذكرته، خطر على بالي موقف لـ (أبو الحسن الندوي)، فقد قيل انه كان مع جماعة في دعوة، فجرى بينهم مسألة في العلم، وطال البحث وهو ساكت، فقالوا : لم لا تتكلم ؟!
فرفع رأسه وأنشد:
رب ورقاء هتوف بالضحى . . . ذات شجو صدحت في فنن
ذكرت الفا ودهراً صالحاً . . . فبكت حزناً فهاجت حزني
فبكائي ربما أرقها . . . وبكاها ربما أرقني
ولقد أشكو فما تفهمه . . . ولقد تشكو فما تفهمني
غير أني بالجوى أعرفها . . . وهي أيضاً بالجوى تعرفني
الحنين وما أدراك ما الحنين .. كلمة قليلة الحروف كثيرة المعاني عظيمة الدلالات .. قيل في الحنين انه الشوق الممزوج بمرارة الصبر وحلاوة الأمل تجمعهم المحبة الصادقة والتي بها اطهر المشاعر وأصدقها بين المحبين، والحنين له عدة وجوه وانواع تعيش الروح دوما بين حالاته .. نحن إلى ديارنا لوغبنا عنها سنين أو شهور
فيأخذنا الحنين لنشتاق لأراضينا وتربتنا الغالية .. الشعور بالحنين للأهل ان رحلنا عنهم لظرف ألم بنا .. حينها لا يرتاح لك بال ويرضى عنك الحنين المتدفق إلا بعد ان يأخذ بتلابيب فؤادك ويجبرك على الرجوع فتعانقهم بمحبة وصفاء وتتمنى ان الأيام لا تحرمك منهم مرة اخرى ..
وتجسد حنين الغربة عن الاحباب عندما تغنى به محمد ميرغني:
حنيني اليك وليل الغربة اضناني وطيف ذكراك بدمع القلب بكاني
اقول يا ريت زماني الفات يعود تاني ونعود تاني
القاك يا حبيب روحي وتلقاني
وتلقى الريد معاي ولحظة ما نسيتك ولا هو نساني
فقوله (اقول ياريت) هي مفتاح سر الحسرة والحنين لاشياء لا تدرك ولا تطال ..
كما تغنى به عبد الله محمد:
الحنين البي من قلبي الأمين
من مشاعرو السامية والريد الدفين
الحنين البي لو طالت سنين
ما بتمر بي خاطري لحظة تودرو
قال بعض العارفين ان الحنين شعور قاس فهو احساس بالشوق تجاه شخص أو مكان نفتقده فنجد أرواحنا تهفو له، ونجد عقولنا لا تتوقف عن التفكير فيه، حتى أعيننا لا ترى غيره عندما تنطبق اجفانها مع الاحلام .. ونستفيق على نبضات قلوبنا المؤلمة التي تعاني من لوعة الفراق تذيب أرواحنا لوعه وشوق ..
لكن دوما من بين دفقات ألم الحنين تلوح بارقة أمل، تعلن لنا أن بإمكاننا أن نتخلص من هذا الشعور المؤلم وهذا العذاب المرهف .. لا يوجد هناك إنسان على وجهه الأرض لا ينسى فقد وهب الله للانسان نعمة النسيان، حتى لا يتعذب بالشوق وعذاب الذكريات فلا يلبث ان يمر علينا الوقت ونرى هذه الذكرى تتضائل وتنكمش لتصبح مجرد قنينة عطر صغيرة مغلقة تسبح في بحر الذكريات في دواخلنا ..
واخيرا نقول ان الحنين حبل القلوب السري الذي يغذيها من وريد الانسانية، رغم انه باب للألم عندما يرتبط بالمستحيل كما غناه الراحل مصطفى سيد احمد:
كيف الحنين وكتين يهيج لي زول بعيد ما بتلحق
كيف الرجوع لي زول قنع شايل رفاة قلبو الحرق منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
مقالك عجيب الليله يا منى يابنت سلمان وقاصدة خالتك عديل اليوم
الحمعة اصبحت فى حالة حنين وشوق ممزوج بشنو قلت انا فى كل لحظة فى
حالة حنين لكن الليلة عجيب ويظهر مزيج مرارة الصبر دو ادته دفرة رغم
درجة حرارة سودانى الجوة وجدانى اكثر من 40 درجة وعندنا هنا مطر وغيم
متحركين بالشماسى لكن مشتاقة اشوف ناس الجمعة بالجلاليب والثساب البيض الجرسة دى كلها وانا لى بالضبط 100 يوم من السودان لقيت
مقالك واتفتحت كدى بعدك اتحول لمقال ايو الجعافر ثم جبره والباقين
ودعناك الله
[SIZE=4]بالجد مقال فمة الروعة اخت مني وهذا ما يميز اهل السودان الحنين الجارف حنين بمعني الكلمة والمفردات التي نظمتيها ،،،فحنين علاقة الرحم تنبع من طيبة اهلنا،، وحتي حنين الحب والوله عندنا اقوي من حرارة الاستواء ،،،ولك كامل تحياتي
[/SIZE]