تحقيقات وتقارير

عبد العزيز الحلو .. رائحة الموت تطارد روحه

[JUSTIFY]لا تزال شائعات مقتل نائب رئيس متمردي الجبهة الثورية عبد العزيز الحلو تتداول في الأوساط المختلفة السياسية والأمنية معاً، وبحسب مصادر مطلعة أن طيران القوات المسلحة قام بغارة على مناطق المتمردين استهدف فلول الجبهة الثورية ما أدى إلى مقتله، فيما رجحت مصادر أخرى أن يكون قد تعرض لإصابة بالغة، وكشفت المصادر أن الغارة أدت لتدمير حوالى «28» سيارة تابعة للتمرد إضافة إلى طائرة مجهولة هبطت لنقل الجرحى وتم قصفها خلال الغارة في منطقة «أبو كرشولا». ويعتقد أن الحلو من ضمن أولئك الذين تم قصفهم في طائرة الجرحى أثناء إقلاعها. وعبد العزيز آدم الحلو يعدُّ من أبرز قيادات جبال النوبة بعد يوسف كوة، حيث انضم للحركة الشعبية لتحرير السودان في 1986م ليكون أحد مؤسسي تنظيم الكومولو، وشارك في الانقلاب مع فيليب عباس غبوش، وبعد فشل الانقلاب أمره جون قرنق بالخروج وإعلان انضمامه للحركة الشعبية، وعينه قرنق برتبة النقيب في الجيش الشعبي، حيث تولى قيادة مناطق عسكرية عديدة، وعين قائداً للجبهة الشرقية وقائداً لحملة بولاد، ثم تولى أركان حرب يوسف كوة ورئيس قطاع الشمال بعد اتفاقية السلام ــ وهو أحد المتشددين لمشروع السودان الجديد، يمتاز بعلاقات واسعة مع الغرب خاصة الولايات المتحدة، وله نفوذ وسط الحركات المتمردة بدارفور، وعاش جزءاً من حياته بشرق السودان بالقضارف ثم جبال النوبة.

شارك في معارك النوبة الشهيرة في القردود وأم دورين التي قام فيها بعمليات تطهير واسعة ضد أبناء القبائل العربية حتى تحدثت بعض المنظمات الحقوقية والدولية مع جون قرنق حول إبادة الحلو لهذه القبائل، فنقله قرنق إلى شرق الإستوائية وهناك مارس عمليات تطهير واسعة ضد المخالفين لسياسات قرنق بمعاونة فيانق دينق مجوك الذي كان آنذاك مسؤولاً عن استخبارات الإستوائية، وبعد أن تأكد قرنق بأن الحلو قاتل ماهر وشجاع، تم نقله إلى قيادة الجبهة الشرقية لقيادة عمليات الحركة. وفي الشرق خطط لعمليات اقتحام كسلا واقتحام الشريط الحدودي حتى قرورة والترتيب لدخول همشكوريب وخاض عمليات تجنيد كبيرة لعمال المشروعات بهذه المناطق. بعدها تم نقله إلى جبال النوبة وأصبح رئيس الحركة هناك، وذلك لفراغ المنطقة من قيادي حقيقي حسب رؤية قرنق آنذاك، الحلو ومنذ وقت مبكر قام بتحديد وتقييم أقوى قيادات النوبة التي يمكن أن تخلف يوسف كوة، ووصل العدد إلى أحد عشر قيادياً يسبقونه في الترتيب العسكري والانضمام للحركة وهم من أبناء الجبال الحقيقيين ولكنهم من الرافضين لدخول الشيوعية ورافضين قيادة يوسف كوة التي أسهمت في تمدد الشيوعية، فاستغل الحلو هذا الموقف فدفع هذه المجموعة المسماة مجموعة أبو صدر دفعهم بواسطة آخرين لكتابة مذكرة لقرنق عن الأوضاع في جبال النوبة، ليؤكد لقرنق أنهم ضد الحركة وأقنع قرنق بإعدامهم وأن يكون ذلك في الجنوب وقد كان، وتمت تصفية المجموعة وصعد الحلو في ترتيبه القيادي. بعد تصفية المجموعة القيادية من أبناء النوبة بواسطة رئيس استخبارات الجيش الشعبي آنذاك والقائد الأول حالياً، لم يبق أمام الحلو للسيطرة الكاملة على قيادة أبناء جبال النوبة إلا شخص واحد هو تلفون كوكو الذي كان حينها قائداً لقيادة الريف الجنوبي عام 1993م حيث تصاعدت المعارك وعمليات الجيش الحكومي وتم حصار الجيش الشعبي وانهزم هزيمة نكراء في ريفي البرام وانسحب تلفون كوكو. فاستغل الحلو ذلك وقال لقيادة الحركة الشعبية أن تلفون كوكو عقد اجتماعاً واتفق مع قائد المنطقة العسكرية للجيش السوداني وقرر الانسحاب ليهزم يوسف كوة، فأرسل قرنق رسالة إلى كوة يأمره فيها بالقبض على تلفون وإرساله إلى الجنوب «والرسالة أرسلت إلى يوسف كوة بواسطة الحلو لأنه كان محاصراً والاتصالات مقطوعة» وعندما تسلم يوسف كوة الرسالة ردَّ إلى قرنق عبر الحلو بأن تُوقع أقصى عقوبة على تلفون، ولكن الحلو عدَّل في رسالة يوسف كوة وقال يجب إعدام تلفون والضباط المشاركين معه، وتم اعتقال تلفون وإرساله إلى جوبا بعد إعدام كل رفاقه، لكن سلفا كير قائد استخبارات الجيش الشعبي آنذاك تباطأ في إعدامه لمعرفة معلومات أكثر، لكن عدم إعدام تلفون خلق خلافاً كبيراً بين الحلو وسلفا كير، وبعد وفاة يوسف كوة وتسلم الحلو للقيادة في جبال النوبة كان يلحُّ على قرنق باستمرار على إعدام تلفون، وعندها علم قرنق بنواياه وقال له «تلفون سيكون بالجنوب ولن يأتي إلى الجبال».

عندما تم تعيينه في منصب نائب الوالي في حكومة الوحدة الوطنية أيضاً لم تخل من المكائد، حيث استخدم أحد أعوانه الذين عملوا مع خميس جلاب في إعداد ملف متكامل عن جلاب يظهر مساوئه، فقدم التقرير لباقان أموم وقيادة الحركة الذين بدورهم رفضوا إعادة تعيين جلاب نائباً للوالي. وعبد العزيز الحلو باعتباره قائد الحملة العسكرية لبولاد في 1992م، وأكثر السلاح الموجود بجبال النوبة دخل على يديه من الأراضي الإثيوبية وغيرها، وفي فترة توليه المنصب التنفيذي الثاني بحكومة جنوب كردفان لم يتخل الحلو عن نزعته العسكرية، ففتح معسكرات التدريب العسكري لفرق الكومولو وتمكن من تجنيد ما يقارب «18» ألف فرد، وقام باستجلاب سلاح للجيش الشعبي بكميات ضخمة من الجنوب، وإعادة ترتيب القيادة داخل الجيش الشعبي وعين عناصر في الوزارات من الكوادر السرية، وعلى أساس إثني لضمان تأييد قبائل النوبة له، ومنذ عودته للحركة الشعبية من أمريكا عمل على فتح ودعم معسكرات لتدريب قيادات حركات التمرد بدارفور.

هذه الخلفية العسكرية مرتبطة تماماً بالأهداف الإستراتيجية التي يعمل لها الحلو بجبال النوبة وهي مطابقة لأهداف الإدارة الأمريكية تماماً، وهنا نعود إلى الخلاف الذي نشب بين الحلو وقيادة الحركة الشعبية التي جعلته يهرب للولايات المتحدة ويعتزل العمل السياسي ولا يعود إلا بعد زيارة سلفا كير لواشنطن، حيث طلب من الحلو أن يعود ويعمل في صفوف الحركة الشعبية من جديد بترتيب من بعض الدوائر الأمريكية، فعاد الحلو حسب قرار صادر من سلفا كير في أغسطس 2008م، وعينه مسؤولاً عن ملف دارفور لتوحيد حركات التمرد وإعداد رؤية لسلام دارفور، وأخيراً يحمل عبد العزيز الحلو الجنسية الأمريكية ويمتلك منزلاً بولاية تكساس الأمريكية.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=5][B][COLOR=undefined]ولأن العنصرية البغيضة تأكل أفئدة هؤلاء الإرهابيين المتمردين العنصريين القتلة فإنهم قاموا بتصفية الكثيرين على أساس عرقى حيث أن الذين ينتمون للقبائل العربية فى أبو كرشولا وخاصة من قبيلة الحوازمة وغيرها قد تعرضوا للتصفية الجسدية والتطهير العرقى ، وإن الذى حدث هناك يُماثل ما قام به الصرب فى البوسنة ، ولكن ولأننا لا تعرف كيف نعرض قضايانا على العالم ولا نعرف كيف ندافع عنها لم نقوم بالعمل الكافى لتنوير العالم عن تلك المجازر والتى هي جريمة حرب وتطهير عرقى قامت به حركات الجبهة الثورية ، وبسكوتنا عن عرض ذلك الأمر الخطير والذى يعاقب عليه القانون الدولى وبالصورة الصحيحة فقدنا كرتاً مُهماً وضاعت القضية لأننا قاصرين ولا نجيد التحدث للعالم وعرض قضايانا بالصورة الصحيحة حيث أن حكومتنا ووزارة خارجيتنا وإعلامنا الرسمى وحتى الأهلى عاجزون عن طرح قضايانا على العالم!![/COLOR][/B][/SIZE]