رئيس حركة العدل والمساواة في أول حوار شامل
نحن وقعنا عن قناعة تامة ولأجل أهلنا في دارفور، ووقف نزيف الدماء الطاهرة التي تُراق في الحروب التي تدور في بلدنا ولأجل عودة أهلنا النازحين إلى قرارهم واستقرارهم إلى متى تظلُّ ملفات السودان عرضة للنبش في المنابر الدولية مع تقديرنا للوساطة القطرية.
كان من الأفضل معالجة أمورنا بالداخل ولكن المعارضة كانت ترغب أن يناقش الأمر في منبر الدوحة، ولكن نحن كلنا نرغب في أنه مهما اختلفنا أن تعالج أمورنا داخل البلاد، وهذا مع احترامنا لما قامت به دولة قطر الشقيقة. وخاصة أننا كنا داخل منابر سياسية وكنا نتحاور سياسياً قبل أن نكون عسكريين. * الذين ما زالوا يحملون السلاح من أبناء دارفور هل هم على قناعة أن حمله يأتي بخير قادم لدارفور وللسودان؟.
السلاح ليس حلاً، ولكن أبناء دارفور كانوا مجبورين على حمله لأجل حقوقهم، ولكن عقب ما توصلنا إليه من اتفاق مع الحكومة نتوقع أن تزول المرارات وتنتهي الحرب ويعيش أهلنا في دارفور في سلام. * هنالك حديث حول المانحين يتعهدون ولا يلتزمون وهذا ما جعل د. السيسي يجوب الدول الأوربية، هل لديكم إمكانية استخدام خطاب جديد يمكن أن يلتزم المانحون من خلاله؟.
بالطبع لدينا خطاب للمانحين هو السلام الآن، إخوانا المانحون يرون أن لا سلام بالمنطقة ولكن إن شاء الله خطابنا سيكون هو سلام دارفور، وسنكون جزءاً من مؤتمر المانحين الذي سيعقد في 7/8/2013م سندعو فيه إلى مزيد من العون. * اتفاقكم، هل هو إطاري خاص أم أنه يحمل رؤية حصرية أم لديكم تصور يحمل رؤية واسعة جديدة تناقش مع كل القوى السياسية لأجل الإسراع بإنهاء الصراع في دارفور؟.
نحن نحمل رؤية عامة لكل أهل دارفور ولابد من وقف الحرب، كما لدينا طرح قوى لإخواننا من الأطياف السياسية في كل السودان وطرح شامل ندعو فيه كل إخواننا حمله السلاح للانضمام إلى ركب السلام وهمنا هو تحقيق السلام والتنمية في دارفور؛ بجانب أننا ننادي بالحريات حرية الصحافة الأقلام والرأي والتعبير، ونحن نخاطب كل قضايا أهلنا بالسودان ونناقش قضاياهم كل فرد سوداني ولنا تفاهمات واتصالات مع الأحزاب السياسية السودانية، وكذلك لدينا قواعد في كل الولايات مما يمكننا إنشاء حزب كبير وقاعدة عريضة تصب في مصلحة السودان وأهله. * ما هي أولويات الحركة في المرحلة المقبلة؟.
أولوياتنا هي التركيز على ما تمَّ الاتفاق عليه، أيضاً التركيز على إنزال مشروعات التنمية في دارفور، وتوفير كل مقومات العودة الطوعية، وتحقيق الأمن وكل ما يشجع النازحين بالعودة إلى أراضيهم.
مقاطعة وماذا عن البند الآخر سيد محمد بشر بند الحريات والإفراج عن المعتقلين؟.
نعم أيضاً هذه من أولويات الحركة التي تعمل على ضرورة تنفيذها، وهي التأكيد أولاً على مسألة الحريات والعمل على الإفراج عن المعتقلين والمساجين والمحكومين بسبب النزاع في دارفور؛ بجانب التركيز على العمل للتحول الحزبي، كما لدينا طرح جاد في بناء قواعد وانفتاح عمل سياسي وحواري مع كل القوى السياسية، وكذلك حوارات مع الحركات التي مازالت تحمل السلاح؛ هنالك نقاط التقاء ومحاولة أن يكون هؤلاء جزء من العملية السلمية للدفع بعجلة السلام. نحن نسعى إلى توحيد كل الفصائل الموقعة على السلام والمشاركة في الحكومة، ونحن نستطيع أن نؤسس لعمل حزبي قوي. * ما هو تفسيركم لما حدث في شمال منطقة فوراوية من قبل منسوبي جبريل ومقتل النائب العام للحركة ومجموعة من حراساته، وكيف يكون الردّ على مثل هذه الأفعال؟.
ما حدث في شمال فوراوية يؤكد أن مجموعة جبريل ليس لها قضية مع الحكومة السودانية؛ فهم الآن لديهم اختلافات شخصية معنا ويقومون بمحاولة تصفية حسابات شخصية، وهذا يتنافى مع الأهداف الحقيقية للثروة؛ لذلك نحن نقول أنه ليس لدى جبريل ومنسوبيه أي أهداف حقيقية للثورة في السودان، وما قاموا به من فعل هو سلوك نرفضه بشدة، ونحن كثوار مازلنا نحمل مشروع الإصلاح لبناء الدولة السودانية.
منسوبو خليل لم يقوموا بقتل أعواننا فقط بل قتلوا ونهبوا المواطنين، مما يؤكد أنهم يقومون بثورة ضد أهل دارفور، وما يقومون به الآن هو استهداف شخصي بعيداً كل البعد عن أهداف الثورة وفيه مبينه؛ وفي هذا الشأن نحن الآن نمارس حق الدفاع للحد من تصفية مزيد من قياداتنا من أبناء دارفور البررة، وإن كانت قد اختلفت الوسائل في الرد فستبقى أهدافنا ثابتة، ولكن لن نتغير وستبقى ثوابتنا الثورية على حالها؛ ونحن نقول لإخواننا في الركينات التي لم توقع وتراجعت عن مشروع السلام أن ما نقوم به غير صحيح ولا يصب في مصلحة دارفور، وأن ما يقوم به جبريل الآن يستهدف به أهلنا في دارفور، أما نحن فأننا نستخدم حق الدفاع المشروع.
ولم نبيت النية للحرب معهم خاصة بعد أن تم الخطوة التصحيحية في (21) رمضان، حيث لم يكن لقوة جبريل أكثر من ستة عربات في شمال دارفور، ومع ذلك لم نفكر يوماً في مهاجمتهم أو الاعتداء عليهم.
بل كنا نمدهم بما لسنا بحاجته من إسبيرات ووقود؛ وفي ذلك كنا ننظر بأننا ثوار وأصحاب قضية واحدة، لم نكن ننظر للخلافات السياسية فهذه هي رؤيتنا الإستراتيجية بعد استعداد كل استعداء كل أصحاب القضية، وبعد أن تبينت لنا نيتهم وغدرهم باغتيال قيادات الثورة وأبنائها الأبرار،سوف تتغير نظرائنا لهم وسوف نقتدي في هذه الحالة بالمثل السوداني القائل (البادئ أظلم).
ولكن أنتم تتوعدون منسوبي جبريل بالحرب، فأين إنسان دارفور من هذه المعارك التي ستدور في قراهم فهم الخاسرون بالتأكيد، ألم يكن هنالك أدنى اعتبارات لهم؟.لم نكن نتوعدهم في السابق، كما سبق أن قلنا لدينا حق مشروع في الدفاع عن أنفسنا؛ هم الآن يتوعدونا وعلينا أن نستجيب، وستكون في ذلك مواجهات ولم نقف مكتوفي الأيدي. أما بالنسبة لإنسان دارفور في تلك المناطق، فنحن أول الحركات التي بادرت بالعمل على حفر آبار المياه لأجله، فضلاً عن قيام الحركة بفتح المدارس.
نحن نضع إنسان دارفور في حساباتنا ولكن هذه الحرب فرضت علينا، نحن لا نريدها ولكن جبريل هو من أرادها؛ فهو يقاتل ويسعى لإسقاط النظام كحد قوله، ولكن إسقاطه ليست فوراوية فبماذا يتأثر النظام في الخرطوم والقتال في فوراوية.
ونحن نؤكد أن توقيعنا للسلام هو لتخفيف لمعاناة أهل دارفور الذين أرهقتهم الحروب وأصبحت ساحة المعارك هي دارفور، وأصبح القاتل والمقتول أيضاً من أبناء دارفور؛ فنحن نتأسف على مثل هذه التي يتحمل تبعاتها أبناء دارفور الموجودين في منطقة فوراوية أو المناطق الأخرى من الإقليم؛ لذلك لابد لحركة جبريل من تحمل كل تبعات سلوكهم العدواني ومصائب كل أهلنا بالمنطقة، وتحمل كل ما يحدث لإنسان دارفور البرئ الأعزل. نحن لم تكن الحرب إحدى أمانينا ولكنها فرضت علينا، والآن هم يعرفون هذا جيداً .
خطاباتنا لهم بدأت منذ دعوتهم لإحداث الإصلاح داخل الحركة، وظلت اتصالاتنا مع جبريل ورفاقنا بشكل رسمي في الفترة الانتقالية؛ نحن نتعامل كشركاء في المشروع وندعوهم من الآن ولا نمانع في أن نلحق بنا الحركة بالاتفاق؛ فهنالك مؤتمرات قادمة ونؤكد أننا ستظل على اتصال بهم حتى يصتنطوا لصوت العدل من أجل إنسان دارفور ويلحقوا بالعمل السياسي السلمي. وأنا بدوري انتهز هذه الفرصة وعبر المشهد الآن لأناشدهم وكل إخواني في الحركات التي لم توقع للدخول في السلم، ونؤكد من جانبنا أننا أصبحنا كشركاء في السلطة مع الحكومة وسنفسح المجال لأي شريك من الحركات التي مازالت لم تلحق بالعملية السلمية، ونؤكد أننا سنفسح لهم المجال للمشاركة في السلطة بشكل فعال.
وفي ختام حديثي أشكركم على الاهتمام بقضية دارفور.
صحيفة المشهد الآن
بسمات أبو القاسم