رأي ومقالات

المعارضة ” راقدة قرض “

[JUSTIFY]هذا تعبير استخدمه الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي للتدليل علي ضعف المعارضة في معرض مخاطبته لحشد جماهيري بدار الزعيم الأزهري شاركت فيه معظم أحزاب المعارضة.

كان الأجدر والاصوب ان يستخدم الدكتور تعبير(راقدة سلطة)وليس قرض الذي اعتبره توليفة لغوية مستخدمة لا يفهمها المتلقي إلا إذا قام بشرحها مطلق التعبير ، القرض لم يرتيط بالضعف لان تعبير (ختو قرض) ينم عن الخلافات ويؤشر الي الانقسام لكنه لا يشير الي الضعف وظني ان الدكتور كان يستهدف هذا التعبير لكن مرجعيته التفسيرية والاجتهادية لم تألف مثل هذه التعابير من قبل لطبيعتها الشعبية من جهة ولعدم وجود حاضن لغوي لها ضمن الاجتهادات الفقهية التي اعتاد عليها الدكتور قبل وثيقة الفجر الجديد!!

غاية علمي ان ضعف المعارضة يعبر عنه شعبياً ( براقدة سلطة) والخلافات التي يشتجر المعارضون حوله يتم التعبير عنها (بختو قرض) وبما أن الدكتور الكودة تربي في كنف البلاغة الفقهية وتسيطر علي لسانه المفردات المهذبة التي أفادها من كتاب الله، فإن ثقافته الشعبية لا تسعفه بدقة التعبير الشعبي الفصيح لذا فأنا أميل لوصف ضعف المعارضة (براقدة سلطة) واله اعلم!

قيمة الصيحة التي أطلقها الكودة تؤشر الي انه اكتشف ضعف المعارضة لكنه لم يبين أسباب هذا الضعف ولقد سرني هذا الاكتشاف جداً وأسبغ علي صفة الكشاف لان تاريخ اكتشافي له يعود الي عام 95 عقب مؤتمر القضايا المصرية باسمرا ثم هاجرت بعد هذا الاكتشاف وكتبت بهذا المعني مقالً طويلاً نشرته صحيفة الحياة اللندنية عام 97 بما يعني ان ما اكتشفه الكودة في هذا العام اكتشفته أنا منذ القرن الماضي!

المعارضة ضعيفة لان جوهر البرنامج الديمقراطي المطروح للتغيير ليس عريقاً في أذهان اكبر أطرافها لذا فهي ليست مع تغيير حاسم لكنها تقف مع فكرة إسقاط النظام علي يدها وبطرقها الخاصة.

وضعيفة لان الفرصة الوحيدة التي كانت متاحة للتغيير كانت تقع بين عامي 89/91 عن طريق الإضراب السياسي الذي تقوده النقابات وتحضنه الأحزاب وينحاز له الجيش.

بعدم نجاحها في أحداث التغيير عبر هذه الآلية انتقلت لخدمة أجندة الحركة الشعبية لان الحركة كانت مصدر التأزيم المستمر وموضع الاهتمام الأوربي الأمريكي الكنسي الداعم لأهدافها لأسباب إستراتيجية بحتة تقع ضمن ترتيبات الغرب للمنطقة بأكملها.
استطاعت الحركة الشعبية بيدها ان تجر المعارضة من (أضانا) منذ قرار مبدأ تقرير المصير حتي تبنيها قرار الانفصال ومارست لتحقيق ذلك بعض التكتيكات المكشوفة ضمن إستراتيجية ثابتة لم ولن تفصح عنها!!

المعارضة ضعيفة لان انفصال الجنوب أعاد نحو ثمانية ملايين معارض بالفطرة لدولة جديدة مواجهة بتحديات أهمها ظلال الهوية رغم أنها محسومة إفريقياً إضافة الي نظام الحكم وبناء الدولة وإعادة رص صفها عن طريق هيمنة حزب واحد لم تعرف عنه طهارة اليد ولا القدرة علي البناء وهي ضعيفة أيضاً لأنها معارضة ينقصها الخيال وتعيش علي الذكريات التاريخية وتخسر كل يوم في الحاضر وتخاطب المستقبل بمفردات الخمسينيات.

صحيفة السوداني
محمد محمد خير[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. [B]أقبضوا عليهم أولاً وأودعوهم السجون …. دماء أبو كرشولا تطاردهم

    وتلاحقهم [/B]

  2. هذا الكودة عايز يكون زعيم أي طريقة مرة مع ألجبه الثورية
    ومرة عامل حزب لوحدة يمكن مايكون معا الإ أهل بيته

  3. المواطن السوداني يعلم ان المعارضة (راقدة سلطة)
    المؤتمر الوطني يعلم كذلك ان المغارضة (راقدة سلطة)
    المواطن يعلم ان المعارضة بحزبها الاتحادي المعترف بمشاركته في الحكومة وحزب الامة المشارك في الحكومة ولكنه لايعترف بذلك وبقية الاحزاب التي لاتسمن ةلا تغني من جوع ليست مؤهلة لمعارضة الحكومة
    بالتالي الوضع يحتم على المواطن ان يكون اللاهب الاساسي في الملعب ضد ممارسات الحكومة التي لا تأبه به واثقلت كاهله بالغلاء الطاحن والمرض والفقر في الوقت الذي برى قيه الحكومة متلاهلة ومنسوبيها يتمتعون بحياة رغدة ومترفة وتلك قسمة ضيزى ..
    عموما المواطن سيحسم الامر عاجلا ام آجلا بدافع الجوع والفقر والمرض وهذا واقع فرض نفسه كما تفرض الحكومة جبروتها وقوتها وفسادها عليه.. ولكن ماليس منه بدليس منه بد ولكم في اكتوبر وابريل عبرة ولم يتبق الا ان يقول الشعب كلمته الاخيرة حسما للامر .. ولا اظن ان صبر الشعب سيطول اكثر من ذلك .. والله اعلم