رأي ومقالات

محمد‎ ‎الطاهر‎ ‎العيسـابـي‎ : رفع الدعم .. والكيّ بالنار !


[JUSTIFY]إستبشر الشعب السوداني خيراً باكتشافات وإيرادات الذهب ، والاتفاق الذي تم مع جوبا وعائدات رسوم عبور نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية والذي يغذي الخزينة العامة بمليار دولار سنوياً ، ونجاح الزراعة المطرية وتوفر المخزون الإستراتيجي من الذرة وتصدير الفائض منه !

وللأسف فإن كل هذه البشريات والآمال قد ” تبخرت ” ، بتلميح وزير الماليّة بالإتجــــــــاه إلى رفع الدعم تدريجياً عن ( السلع الإستراتيجية ) من دقيق الخبز والسكر والمحروقات و (عودة حليمة إلى عادتها القديمة ) ، هل فشلنا في إدارة إقتصادنا إلى هذا الحد الذي يجعلنا نصرّ على رفع المعاناة ( فوق ) كاهل هذا الشعب الكادح المكافح الصابر !

لماذا تلجأ وزارة المالية دوماً إلى هذه المعالجات المؤلمة وتمارس جراحتها دون ( مخدر ) على جسد المواطن المنهك المرهق المثقل بالهموم والديون !

تمنيت أن يهبط ( صنّاع القرار ) في بلادي من قصورهم ( المترفه ) وسياراتهم الفارهه (المنعشه التكييف) ، ويتوزعوا على ( بيوت ) تغلق أبوابها عليها لتستر نفسها وأن يسلمهم عائل الأسرة ( راتبه الشهري ) لنرى كيف يقابلون هذه المصروفات التي تشيب لها الولدان من أكل وشرب و مصروفات مدارس ومدافرة مواصلات وكيس خضار وإيجار و علاج وطواري وأزمات ومفأجآت ، هل ياترى ستكون لهم قلوب ( قاسيّة ) تذهب لتجري نفس جراحتها ( المؤلمة ) في هذه الاجساد المنهكة !!

لقد منح هذا الشعب حكومة الإنقاذ مايكفي من ( الصبر والمصابرة ) بشهادة تصريحات كبار المسؤولين في كثير من اللقاءات الجماهيرية ، إذن بماذا قابلت هذا الصبر والجَلد ، للأسف بمزيدٍ من ( ضنك العيش ) نتيجة هذه الإجراءات ( التعسفية ) من جبايات وضرائب ورفع يد الدولة عن الدعم لتضع يدها في ( جيب ) المواطن المهتريء !

هل إستُنفِدت كل الحلول والمعالجات الإقتصادية ( الممكنة ) لتذهب المالية إلى ( الكيّ ) الحارق للجسم والجالب للسخط !

وماذا تفيد كل إنجازات الدولة التي تملأ بها الدنيا ضجيجاً إذا لم تنعكس على ( حلّة ) ملاح المواطن ومعيشته ورفاهيته ، وبالمناسبة المواطن أصبح ( لايحلم ) برفاهية قادمة أو إنخفاض أسعار كل آماله أن ( تقف) الدولة إلى هذا الحد !

أين بشريات وزير الماليّة التي وعد بها عند مطلع هذا العام ؟ هل هي مزيداً من المعاناة والضيق والنكد ، بات المواطن يظن أن هناك من يتخصص في عذاباته ويستلذ بسماع آهاته بهكذا قرارات شاقة ومجحفة وقاسية ومؤلمة !

من أين لهذا المواطن أن يسد رمقه ومتوسط دخل رب الأسرة لايتجاوز ( 700) جنيه في أحسن الحالات ! .

رفع الدعم عن المحروقات ولو جاء ( تدريجيّاً ) يعني مضاعفة ( العبء ) على المواطن مرات ومرات بسبب زيادة مقابله للمواصلات وإرتفاع تكلفة ترحيل السلع الذي سينعكس على جميع الأسعار !

للأسف لقد عجز المسؤولون عن إقتصاد البلاد في التفكير في إيجاد معالجات بديلة تكفي المواطن شرّ هذه الزيادات التي ستطرأ على سلعه ( الرئيسية ) وتنعكس على حياته المعيشيّة فلجأوا ( للكي ) كآخر علاج !

بقلـم : محمد الطاهر العيسـابي

[email]motahir222@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. احسن مقال تناول فيه الكاتب حاله المواطن الذى اصبح مثل خيال الماته لاحول له ولا قوه -حسبي الله ونعم الوكيل -حسبنا الله ونعم الوكيل –

  2. [B]الله غالب والدنيا مغالب والحكومة دي اكبر مغلب في الدنيا عرفه الشعب السوداني،،، هي لله لا للسلطة ولا للجاه كيف اذا ناس الحكومة عندهم رواتب عالية جدا ومخصصات ترهق الميزانية وسيارات فارهةومحروقاتهامجان وليس سيارة واحدة وتموين مجاني،، وعلاج مجاني وتذاكر سفر مجانية وكل شي على حساب الدولة. اما المواطن المغلوب على امره من ذوي الدخل المحدود احلامهم غطست في الطين ولي لقمة العيش مالاقين،، والمسئولين عنهم ماسائلين . لهم رب العالمين يارب نصبح ونلقاكم مافيشين عن الوجود مختفين ياتجار الدين(قالوا مشروع حضاري وثورة الانقاذ الوطني) ده مشروع دماري ثورة الدمار الشامل[/B]

  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    والله لقد قلت ما يريد ان يقوله غالبية شعب السودان
    لكن المفروض الكلام ده يصل للبشير ووزير المالية ونواب البرلمان لو كان بقى فيهم شئ من الرحمة على هؤلاء الغبش ليتفاعلوا معه
    جزاك الله كل خير

  4. بدأت حركات الطابور الخامس تظهر جلية في تعاملات الوزراء والمسئولين المتنفذين فتصريحات وزير الكهرباء والمياه والسدود (أسامة عبد الله) وأقواله وأفعاله تؤكد ذلك – حجوة أم طبيبينة سد مروي الذي سبب صداعاً للشعب السوداني فترة طويلة جداً وأنه بعد إكتماله سيحدث طفرة كبيرة في الزراعة والاكتفاء الذاتي ووفرة في الكهرباء ستغطي جميع أنحاء السودان وبأرخص الأسعار لأنها كهرباء رخيصة يتم إنتاجها من الماء ، فإذا بوزير السدود ينسف هذا الكلام بكلمة صغيرة غير آبه بها وهذا يدل على أنه لا يعرف شيئاً عما يعانيه المواطنون من شظف العيش وبكل بساطة يقول أنه بصدد زيادة تعرفة الكهرباء وإذا رجعنا لدكتاتورية (مكاوي) وظلمه للشعب سنجد أن مكاوي أحسن حالاً من أسامة عبد الله – كذلك فعلها وزير المواصلات بأن زاد تعرفة المواصلات بدون إستشارة أحد ، وكذلك وزير المالية يلمح برفع الدعم وزيادة أسعار .. الخ (الطابور الخامس يكتمل الآن (وزير المالية + وزير السدود والمياه والكهرباء + وزير المواصلات + وزير الصحة حميدة + وزير الزراعة المتعافي ثم أخيراً وزير الداخلية الذي لمح من قبل أنهم يحتاجون لزيادة الميزانية وبعده وزير الدفاع الذي يأخذ الكثير من أموال الموازنة ثم يريد أن يأخذها كلها مائة في المائة . كذلك وزير السياحة الذي دخل الساحة بكل قوة ليأخذ أكبر قدر ممكن من الأموال ، ولا تنسوا ولاة الولايات الذين يفتعلون المشاكل والفتن بين القبائل وحتى الحروب لزيادة مخصصاتهم في الميزانية واستقطاب أكبر قدر من المال . (لم يفكر أي شخص من المسشئولين المرطبين بأحوال الشعب والسؤال هو من أين يأتي المواطن بكل تلك المصروفات) يبدو لي أن الطابور الخامس يعجل بقلب نظام الحكم بزرع الكراهية بين الشعب والحكومة !!

  5. اخى محمد الطاهر والله مقالك فى الصميم لماذا يستمرون بالضغط علينا لماذا لقد هرب كل شاب من هذا البلد لماذا لايستقيل كل من فى راس الاقتصاد السودانى
    والله لم تمر ازمة مثل هذه فى البلاد

  6. الأخ الأكرم العيسابي ..
    أسأل الله تعالى أن لا يكون مقالك هذا لتخفيف الضغط عن وزير المالية وسياسات الدولة الاقتصادية لأننا تعودنا ان تتم تهيئة الناس للحدث القادم عبر المنابر الصحفية ثم يتم تداول الأمر في المجلس الوطني ولكن !!!
    سياسات اقتصادية بسيطة يتم انفاذها كما انفذها عمر بن الخطاب:
    1/ مقاطعة السلع الكمالية
    2/ مساواة قادة الدولة بضعفايها .. لا يأكل الرئيس ومن معه إلا بعد أن يأكل أخر واحد من ضعفاء المسلمين .. وقس على ذلك التربية .. الصحة .. التعليم .. الركوب .. السكن .. الخ
    3/ مراقبة الله قبل مراقبة الناس
    4/ تطبيق الشريعة الإسلامية قولاً وفعلاً وأن يتساوى في ذلك الغني والفقير
    5/ الصدق .. الأمانة .. التقوى

    كسرة:
    ممكن يجي يوم يكون فيه الوزراء والسفراء والرسميين والتنفيذيين وكافة قيادات الدولة راكبين في المواصلات العامة بما فيهم أمير المومنين عمر البشير .. الله أعلم