حوارات ولقاءات

السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني “محمد مختار الخطيب” : يوجد صراع ولكنه صراع مفيد وهذا الصراع سيحسم من خلال هيئة الحزب


السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني “محمد مختار الخطيب”، وصل إلى المنصب في ظروف يقول الشيوعيون إنها استثنائية بعد وفاة السكرتير العام السابق للحزب “محمد إبراهيم نقد”، والآن تزداد أهمية الرجل باقتراب موعد المؤتمر العام للحزب الذي حدده في حواره مع (المجهر) بأنه لن يزيد عن الخمسة أشهر بحسب دستور الحزب، ما يجعل الأشهر القادمة موعودة بأن تشهد الكثير من الحراك والتحولات في أروقة الحزب الشيوعي. (المجهر) جلست إلى الرجل وكانت إفاداته على النحو التالي:

{ الحديث عن انعقاد المؤتمر العام للحزب الشيوعي بدأ يتكاثر وتتباين وجهات النظر حوله، متى سيعقد المؤتمر العام للحزب الشيوعي؟
-نسير في اتجاه إجراءات عقد المؤتمر السادس وقبل فترة بسيطة -عشرين يوماً- عقدنا مؤتمر العاصمة، ويتم التصعيد للمؤتمر السادس وتم تجهيز الأوراق، وبعضها في مرحلة الصياغة النهائية، ومن ثم سيتم دعوة اللجنة المركزية لمناقشة هذه الأوراق ومن بعد ذلك سيتم تحديد الموعد الذي يعقد فيه المؤتمر.
{ ومتى سيتم دعوة اللجنة المركزية للإنعقاد؟
– بمجرد الانتهاء من صياغة هذه الأوراق سيتم توزيعها على أعضاء اللجنة المركزية ثم من بعد ذلك ستتم دعوتها لاجتماع اللجنة المركزية لمناقشتها وإجازتها على أساس أنها مشاريع تقدم للمؤتمر.
{ قضية انعقاد المؤتمر العام بهذه الطريقة غير واضحة. ألم تحددوا جدولاً زمنياً محدداً لتلك الإجراءات؟
-نحن نعمل وفق الدستور وخلال الشهر القادم ستتم دعوة اللجنة المركزية ومن ثم توزيع مشاريع الأوراق للمناطق والفروع، واجتماع اللجنة المركزية يحدد وفق الدستور خلال أربعة شهور بعد انعقاد اللجنة المركزية، وتمكن الناس من قراءة الإوراق والاطلاع عليها ومناقشتها.
{ هذا يعني أنه خلال خمسة أشهر سيشهد الناس انعقاد المؤتمر العام للحزب الشيوعي وفقاً لدستوره؟
-نعم خلال خمسة إلى ستة أشهر.
{ ومن أين أتى الشهر السادس؟ ألم تقل إن الدستور حدد خمسة أشهر؟
-نعم لكن إذا دخلنا في ظروف الخريف لا يمكن أن يقوم المؤتمر، وهناك ظروف تحكم قيام المؤتمر.
{ وما طبيعة الأوراق التي تحدثت عنها والتي تعملون على إعدادها؟
-هناك ورقة سياسية، ثم ورقة تنظيمية والبرنامج والدستور.
{ وما هي أبرز النقاط التي تضمنتها الأوراق والبرنامج والدستور؟
-لا شك أن هناك مستجدات في الفترة بين المؤتمرين الخامس والسادس، وقد تضمن هذه المستجدات في الورقة ومعالجة الحزب لها ونظرته حولها، والخط السياسي للحزب خلال الفترة القادمة ونعمل على تنسيق الديمقراطية والقيادة الجماعية في الحزب وتطوير دور الفرع بحيث يكون فعلاً فاعلاً.
{ بحديثك عن الديمقراطية والعمل الجماعي، هل قصدت بها تجاوز الخلافات والصراع الذي يدور الآن حول قيادة الحزب؟
-لا توجد أي صراعات داخل الحزب، ودائماً الصراعات المنهكة تتم في ظروف غياب الديمقراطية وطبيعة الحزب الشيوعي قائمة على الصراع والنقد وبالتالي الصراع والنقد يطور الحزب.
{ هل وجود الصراع في الحزب الشيوعي قضية طبيعية؟
-نعم ولكن ليس على القيادة وإنما على الأفكار، ونحن من قوى اجتماعية مختلفة داخل الحزب ودخلناه طوعاً والأثر السياسي الخارجي يؤثر على الحزب ويوجد صراع ولكنه صراع مفيد وهذا الصراع سيحسم من خلال هيئة الحزب وأدبياته الداخلية وما يعرف بالمؤتمر وبالتالي ما يجيزه المؤتمر سيكون هو الخط السياسي الذي يقود الحزب في الفترة القادمة.
{ لكن تاريخ الحزب الشيوعي يقول إنه كلما كثرت محكات الصراع ينتج عنه انشقاقات. هل الحزب الشيوعي موعود بانشقاق جديد على خلفية الصراعات الحالية حول القيادة؟
-كانت تتم المؤتمرات في الفترات الماضية نتيجة لظروف السرية وتتراكم المسائل ويكون الصراع موجوداً في داخل اللجنة المركزية ولا تمنح الأفكار المتصارع حولها الفرصة الكاملة على أساس أن يكون الناتج حولها، وفي ظرف الديمقراطية تحسم المسائل عن طريق الأغلبية.
{ طيب هناك حديث قديم ومتجدد يتبناه كثيرون داخل الحزب الشيوعي ينادي بضرورة تغيير الأفكار والنظرية والبرامج في الحزب الشيوعي نتيجة المتغيرات الدولية، بما في ذلك تغيير اسم الحزب نفسه. هل هذه الأفكار مطروحة أمام المؤتمر السادس؟
-كثيرون، كلام غير دقيق وغير صحيح. تمت مناقشة قضية الحزب ومنهجه واسم الحزب خلال خمسة عشرة عاماً منذ العام 1991م وحتى قيام المؤتمر العام الخامس، وفتحت قنوات واسعة وكبيرة لمناقشة هذا الأمر وما توصل اليه الحزب في المؤتمر العام الخامس هو التمسك بالنظرية الاشتراكية والمنهج الماركسي، وثبت اسم الحزب على أن يكون هو الحزب الشيوعي السوداني ويكون حزب الطبقة العاملة، وهذا أمر محسوم من المؤتمر الخامس وأي حديث حول هذا الموضوع يكون. (رفع يديه وأفردهما واكتفى بالصمت).
{ لكن أصحاب هذا الطرح والأفكار ما زالوا موجودين داخل الحزب الشيوعي وينادون بذات الأفكار والمطالب ولديهم صوت عالٍ؟
-الدستور نفسه يقول إن الذين لديهم رأي آخر غير الذي توصل اليه المؤتمر من حقهم أن يحافظوا على أفكارهم، والممارسة هي التي تحدد هل هذا الاتجاه صحيح، وحتى الحزب يمكن أن يرجع إذا توصل إلى أن العملية ليست في صالح ما توصل اليه الحزب.
{ سترشح للجنة المركزية أسماءً لمنصب السكرتير العام للحزب الشيوعي. وبحسب توقعاتك ماهي أبرز الأسماء التي سترشح وفق المعطيات الحالية؟
-هذا من حق المؤتمر العام.
{ نعم من حق المؤتمر العام، لكن هناك أسماء مطروحة الآن ويرددها الناس، والآن “سليمان حامد” من الأسماء المطروحة. هل أنت من المرشحين لسكرتارية الحزب في المؤتمر القادم؟
-هذا كله متروك للمؤتمر العام وليس من حق أي أحد أن يتحدث عن من هو السكرتير القادم، والمؤتمر ينتخب قيادته في اللجنة المركزية وهي تنتخب السكرتير وبالتالي هما فترتان وليست واحدة، وليس هناك ترشيحات في الوقت الحاضر.
{ ورغبتك الشخصية هل تقودك في اتجاه الترشح للسكرتارية؟
-إذا كنت في اللجنة المركزية ورأت أن أترشح وتنتخبني سكرتيراً بالضرورة سأتحمل هذه المسؤولية.
{ يعني ذلك أنك موافق على الترشح لتصبح سكرتيراً للحزب؟
-نعم.
{ هناك من يقول كفاية لكهول الحزب، ومن يطالب بأن يكون سكرتير الحزب في المرحلة القادمة من الشباب، ويقولون إن الحزب لم ينجز من مشاريعه شيئاً وبالتالي الشباب يطالبون بنصيبهم في قيادة الحزب في المرحلة الجديدة.
-مرحباً بالشباب، وهذا يحدده المؤتمر وكيفية تحديد اللجنة المركزية، وفي العمل الثوري لا يوجد شيء اسمه شاب، وهناك عمل ثوري، ومدى التزامك بالعمل الثوري يحدد موقعك وليس الأعمار، وعندنا شباب ممتازون وجيدون والمؤتمر الأخير في العاصمة المثلثة قياداته أغلبها كانت من الشباب والعنصر النسائي، أعداد مقدرة ولجوا لجنة المنطقة.
{ هناك من يشكك في أن نتائج المؤتمر العام للحزب تكون جاهزة قبل الإعلان عن موعد انعقاده ويعود ذلك للتجارب السابقة للحزب؟
-دعني أشرح لك الخطوات.
{ لكن الاتهام يقول إن الخطوات تعلن فقط للإعلان والنتائج أصلاً جاهزة؟
-لا غير صحيح واللجنة المركزية تختار لجاناً للتحضير وتكون لجاناً للتحضير للأوراق التي هي مشاريع سياسية وتنظيمية والدستور وغيره ثم تطرح على اللجنة المركزية وتجيزها وتمنح فرصة أربعة أشهر للمناطق والفروع لتناقش وبالتالي كل العضوية توافق على الأوراق التي ترفع للمؤتمر.
{ ومن أين اتت نظرية المؤامرة والتشكيك في نوايا الحزب ووجود طبخات معدة مسبقاً؟
-ضحك وقال: “أنا أؤكد أننا حريصون على أن تسود الديمقراطية داخل الحزب وتشارك فيه كل العضوية ولذلك نحتفي بمؤتمراتنا ومنابرنا ونصر على أن تقوم في مواعيدها لأنها السبيل الوحيد لنخلق مجتمعاً ديمقراطياً. نحن ندعو لثورة وطنية ديمقراطية، ومرحلة وطنية ديمقراطية هي أكثر ديمقراطية من الديمقراطية السياسية، بمعنى أن رفد الديمقراطية السياسية بديمقراطية اقتصادية واجتماعية وثقافية، وندعو لمجتمع اشتراكي هو أكثر ديمقراطية من الجو الذي نعيش فيه لتنطلق إبداعات الإنسان في ظل المجتمع الاشتراكي المبني على الانتقال إلى الحرية الحقيقية”.
{ لكن المواءمة بين المجتمعات الاشتراكي والديمقراطية أما فيه شيء من عدم المعقولية في الظروف الدولية الحالية؟
-بالعكس المجتمع الاشتراكي أكثر ديمقراطية، وإذا النظام الرأسمالي اهتم فقط بالطبقية السياسية وتكون السلطة في يد الرأسمالية، ومثلاً الآن في أمريكا لا يمكن أن يتسلم السلطة إلا من هو رأسمالي ومن هم رأسماليون، ولكن.
{ مقاطعة: وكذلك في دول الاتحاد السوفيتي وروسيا لا يمكن أن يتسلم السلطة إلا من هو اشتراكي وشيوعي.
-ولذلك سقط، وواحدة من نقاشاتنا العامة أن الأسباب التي أدت إلى عدم وجود الديمقراطية في الحزب وفي المجتمع هي التي أدت إلى سقوط أو انهيار المعسكر الاشتراكي، والاشتراكية أساساً هي مجتمع أكثر ديمقراطية من المعسكر الرأسمالية، ونفتكر أن المنافسة بدلاً أن تكون حول الديمقراطية وكيفية إشراك المجتمع في صناعة قراراته.
{ مقاطعة: لكن تجربة الحزب الشيوعي السوداني تقول إنه من 1958 لم يعقد مؤتمره إلا في 1989م. وأقرب فترة بين أي المؤتمرين كانت أكثر من عشر سنوات، أين الديمقراطية هنا؟
-مخرجات المؤتمر العام الخامس فيها نقد واضح لعدم عقد المؤتمرات في موعدها ولذلك اتخذ القرارات ورفض مبررات ظروف السرية أو الظروف العسكرية، وتمسك بأن تعقد مؤتمرات الحزب أيا كانت الظروف يجب أن تعقد في موعدها ويمكن أن نسمي المؤتمر السادس بأنه مؤتمر قاطع في الممارسة الديمقراطية في الحزب.
{ الحزب الشيوعي مقبل على المؤتمر العام السادس في ظل غياب عدد من الرموز الكبيرة من بينها “محمد إبراهيم نقد” السكرتير العام السابق. ما تأثير غيابهم على تماسك الحزب وعلى أوضاعه الداخلية؟
-نحن فقدنا قادة عظام ولهم تجربتهم الواسعة في بناء الحزب وغيابهم لا أفتكر أن له أثر على أداء الحزب ولكن الحزب يعمل وفق نظرية ومنهج وغياب أشخاص لا يؤثر على مسار الحزب.
{ يعني ذلك أنك تختلف مع من يقول إن “محمد إبراهيم نقد” يمثل مسمار النص الذي يربط بين قيادات ويمثل حصانة ضد الخلافات والانشقاقات؟
-نحن نفتكر أن الديمقراطية هي الحصانة وليس الأشخاص.
7970 { وهل أمنتم ووفرتم التمويل الكافي لقيام المؤتمر أم أنه سيكون واحدة من أسباب تأجيل أو الغاء المؤتمر، خاصة في ظل وجود مشككين داخل الحزب في صدقية قيام المؤتمر نفسه؟
-نحن نؤكد قيام المؤتمر في موعده فيما هو متفق حوله، أما التمويل فالعضوية هي التي تدفع ما يقيم المؤتمر كجزء من الاشتراكات والمساهمات المقتطعة من الدخل وكذلك التبرعات، والحزب لديه مجموعة واسعة من الأصدقاء.
{ يعني أن الحزب الشيوعي لديه عضوية كبيرة من البرجوازيين؟
-أنا قلت كل زول في مكانه يدفع ولكن لا يخلو حزبنا من برجوازيين لكن برجوازيين انحازوا للطبقة العاملة وليس حزب عمال فقط، وكل الطبقات موجودة والفرق في أن البرجوازيين والرأسمالية الوطنية تخلت عن مصالحها ومطامحها وانحازت للطبقة العاملة.
{ طالما أن البرجوازيين موجودون ولديهم الكثير من الأموال والقدرة على الاستثمار بحرية لماذا الحديث عن ضيق الحريات والملاحقة للحزب؟
-أنا ما قادر أفهم سؤالك حقيقة، وماذا تريد أن توصل لي لأجيب عليه؟
{ أنتم تشكون من تضييق في سوق العمل والمواعين الاقتصادية. الآن أنت قلت إن ابرجوازيين موجودون في الحزب.
-صحيح.
{ طيب كيف حافظوا على هذا المستوى المرتفع من البرجوازية في ظل الملاحقة والتضييق الذي يتحدث عنه الحزب؟
-نحن نقصد الطبقية التي ينتمون لها، وذلك نشاط اقتصادي وكل إنسان يمارس نشاطه الاقتصادي، ونحن لم نمت والناس لم تمت والأحوال متدهورة والرأسمالية الوطنية تقريباً فقدت مكانتها، والرأسمالية الطفيلية هي المسيطرة على كل شيء، ولكن لا يعني ذلك أننا قبرنا نفسنا وانتهينا والناس تعمل لكن ناتج عملها لا يعود بنفس القوة القديمة ويُبذل جهد كبير جداً.
{ الحزب لديه رأي فيما يتعلق بالامبريالية والرأسمالية. وهناك من يتهم عضويتكم التي تسدد اشتراكاتها بالعمل في أكبر المؤسسات الإمبريالية والرأسمالية العالمية سواء الإقليمية أو الدولية.
– هل المنظمات الإقليمية والدولية هي منظمات رأسمالية أم عالمية دولية تساهم فيها الدول كلها مثلما كان الاتحاد الاشتراكي تساهم فيه كل الدول الاشتراكية؟. وهذه منظمات دولية كل إنسان يجد فرص عمله فيها والمهم أن يكون أميناً وصادقاً في عمله وأن يؤديه كما هو مطلوب منه.
{ أين سيعقد المؤتمر العام السادس للحزب؟
– (مرتبط بشنو دا؟).
{ مرتبط بالانتقال المفاجئ للحزب من السرية إلى الانفتاح ليعقد المؤتمر العام الخامس في قاعة الصداقة، ومازالت الدهشة تسيطر على الناس وهناك من فسر البعض ذلك بأنه انتقال لعلاقة جديدة مع النظام.
– أولاً نحن حزب علني رغم المضايقات من النظام ومنعنا من عقد ندوات عامة ومصادرة جريدة الحزب، ونحن حزب مسجل لدى مسجل الأحزاب السودانية وحزب علني وبالتالي من حقنا أن نعقد مؤتمرنا في أي مكان، وآخر مؤتمر عقدناه كان علناً وكان في دار الحزب في بحري.
{ وأين سيعقد المؤتمر العام السادس للحزب. هل سيكون في قاعة الصداقة؟
– المكان لم يحدد بعد، وأنا لست اللجنة المركزية لأحدد مكان المؤتمر، لكنها ستحدد أين وكيف ومتى سيعقد المؤتمر.
{ هل تتوقع حدوث تحالفات بين مجموعات مختلفة لتؤدي إلى شكل جديد من القيادة في الحزب الشيوعي من خلال المؤتمر العام السادس؟
-أصلاً لا توجد صراعات بمعنى كتل والتكتل ممنوع في الحزب ولكن أفكار مطروحة ويمكن أن تطرح من خلال أدوات وقنوات وهيئات وآليات الحزب، وغير مسموح بتكتلات وبتيارات داخل الحزب ونحن حزب موحد وواحد يطرح الديمقراطية المركزية.
{ وهل هناك قضية تحس أننا لم نتطرق لها وتحس بأنها مهمة ومتعلقة بالمؤتمر العام السادس؟
-أنا أؤكد أن المؤتمر السادس سيقوم في موعده بمجرد أن تجهز الأوراق واجتماع اللجنة المركزية القادم سيحدد عقد الهيئة المركزية متى وكيف سيعقد ونحن متجهون نحو الديمقراطية وأن لا تكون مؤتمرات الحزب فوقية وإنما تتوجه نحو الفروع والمدن والمناطق وصولاً للمؤتمر العام.

حوار أحمد دقش
صحيفة المجهر السياسي