تحقيقات وتقارير

تعدد المنابر يضعف الثقة بالحكومة السودانية

رغم المشكلات الأمنية في دارفور غربي السودان وجنوب كردفان وشمالها إلى جانب ولاية النيل الأزرق، لم تتمكن مؤسسات حكومية مختلفة في الخرطوم من توحيد مواقفها أو لسانها.

فبينما تتحدث مؤسسات كرئاسة البرلمان عن تحرير مناطق استولى عليها المتمردون خلال ساعات، تقول أخرى إن القوات المسلحة لم تدخل تلك المناطق لتحررها “مراعاة لوجود مواطنين أبرياء يستخدمهم المتمردون دروعا بشرية”.

وبينما تؤكد عناصر حكومية نافذة أنه لا مناص من الحوار مع المتمردين مهما كانت الحرب، أعلن مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع مساء أمس الأربعاء عدم رغبة الحكومة في محاورة قطاع الشمال والحركات المسلحة في دارفور.

وقال نافع في احتفال لنقابة عمال التعليم إن الخطوة المقبلة ستكون المعركة الفاصلة، “وإنه لا مجال للحوار والتفاوض، وإنما للقوة والجهاد والاستعداد للحرب”.
توحيد الخطاب
ذلك التباين دفع النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه مساء أمس للطلب من جميع وسائل الإعلام المحلية “ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي ودعم القوات المسلحة”.

لكن متابعين سياسيين يرون أن فشل توحيد الخطاب الرسمي “ليس للإعلام يد فيه”، مشيرين إلى عدم قدرة المؤسسة الحاكمة على وضع الأمور في إطارها الصحيح.

ويعتقد هؤلاء بوجود صراعات بين كافة مؤسسات الدولة “في أحقية أي منها بتمثيل الحكومة والنطق باسمها والتقرير بشأن الملفات الحيوية فيها، دون ترك ذلك لدائرة الاختصاص”.

فالكاتب والمحلل السياسي محمد عيسى عليو اعتبرها نوعا من صراع مراكز القوى داخل مؤسسة الحكم، مشيرا إلى أنها تفتقر إلى النمطية المتعارف عليها.

ويرى عليو أن هياكل الدولة أصبحت غير مصانة، بما يدفع بتمدد بعض المؤسسات للاستيلاء على أدوار مؤسسات أخرى.

ويضيف أن مراكز القوى أصبحت ربما أقوى من المؤسسات نفسها، مؤكدا للجزيرة نت أن ما يحصل “نتيجة حتمية لتنازع الأدوار”.
أسباب
من جهته أجمل الخبير الدبلوماسي الأمين عبد اللطيف الأمر في ثلاثة أسباب تتمثل في الصراع الداخلي وانعدام المؤسسية وعدم معرفة الأدوار الحقيقية لأي مؤسسة، وقال إنها تشكل محور الأزمة الحالية في السودان.

ويرى عبد اللطيف أن هناك من يعتقد بملكيته للحكم “وبالتالي من حقه التحدث في كل الأمور واتخاذ كافة القرارات.. ما يعنيه وما لا يعنيه”.

ويؤكد أن مراكز القوى داخل مؤسسة الحكم “ترى أنها أقوى من المؤسسية”، مشيرا إلى أن ذلك أفقد الحكومة كثيرا من المزايا “لأنه ما من قرار صادر أو موقف متخذ إلا ويصدر ما يناقضه خلال ساعات”.

أما الخبير السياسي عبد الرحمن سعيد فاتفق مع سابقيه في عدم وجود منهج مؤسسي واضح للحكومة، ويؤكد على “افتقار نظام الحكم إلى الجدية”.

وقال سعيد للجزيرة نت إن التخبط الحكومي “يعني عدم وجود إستراتيجية أو سياسة حقيقية تقوم عليها مؤسسات الحكم في البلاد”، مشيرا إلى عدم وجود خط سياسي أو إعلامي واضح يمكن للآخر التعامل معه بجدية.

ويرى أن الحكومة تتعامل مع القضايا السودانية بنظرية “رزق الساعة بالساعة وليس رزق اليوم باليوم”، معتبرا ذلك أمرا مضعفا لمواقف السودان وقراراته في كافة المحافل الدولية والداخلية

عماد عبد الهادي-الخرطوم
الجزيرة نت

تعليق واحد

  1. كيف ما تكتر و تتضارب التصرحات طالما المسؤولين في الدولة أكتر من جواكي الركشات في ولاية الخرطوم…و طبعا معذورين لأن الخوف من الجبهة الثورية التي أصبحت علي أبواب الخرطومقد بلغا حدا غير متوقع! طبعا ده حسب ما صرح به كل من والي الخرطوم و رئيس هيئة نقابة السودان غندور يعني الكلام ده ما جبناهو من عندنا!! طالما الحمد لله عندنا وفرة في الناطقين بأسم الحكومة فإني أقترح احالة الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد الصوارمي للمعاش و الاستفاده من مخصصاته المالية في عمل البحيرة الصناعية التي أقترحها والي الخرطوم لحماية الخرطوم أبان غزوة خليل و خاصة انو اليومين ديل الجو حار و بعدين كمان عشان ناس الجبهة الثورية ما بيجيدوا السباحة بدرجة تمكنهم من إجتياز هذه الترعة الصناعية. غايتو يا غندور و يا عبد الرحمن الخضر عرفتو كيف تمرقو نفسكم من اللون…عارف حرفنتكن دي عشان بعدين بعد الجماعة يدخلو و يعيسو فيها فسادا حتقول مش قناليكم…كلام القصير ما بنسمع! بس المره دي حتصرحو من خارج السودان لأنو بتكونو قمتو جارين صوف ههههههههههههه والله متمني اشوف جريكم انتو الاتنين بالذات…غايتو نافع و علي عثمان ديل معقولين شويه يعني بيفوتوكم بس انتو الله ليكم من قومة النفس.