كل يوم في مكان
«الصحافة» كانت شاهد عيان بشوارع الخرطوم ومواقفها، وعلى طول الإسفلت من استاد الخرطوم مروراً بموقف كركر إلى مستشفى الأسنان اصطفت المركبات من غير أي حراك ألا ما ندر، وأفواج من المشاة على طرفي الشارع يحاولون الوصول إلى المواقف بعد أن فقدت المواقف حركة الوصل بينها. بين تلك الأفواج كان يسير وقد وضع ظرف الأشعة على رأسه ليحميه من أشعة الشمس، وقد أمسك بيده الاخرى ذراع والدته ليعينها على السير.. تجاذبنا معه أطراف الحديث، ليخبرنا بأنه قادم من مستشفى الشعب التعليمي ولم يجد مركبة للرجوع إلى موقف الاستاد، مشيراً إلى أن أصحاب الأمجاد والتاكسي استغلوا الأزمة ليرفعوا الأسعار بصورة كبيرة جداً مما اضطره إلى السير هو ووالدته التي لا تتحمل السير لمسافات طويلة، معرباً عن أسفه لهذه الحالة المؤذية حسب وجهة نظره..
لتقودنا هذه الأزمة القديمة المتجددة إلى التجول داخل شوارع الخرطوم، وتحدثنا مع أصحاب المعاناة ومن بينهم محمد الأمين الذي كان يقف تحت أشعة الشمس الحارقة وتبدو عليه علامات الامتعاض، وقال لنا إنه يسكن بضاحية أركويت، وحكى قصة معاناته مع المواصلات التي تبدأ عند السابعة صباحاً وهو الميقات الأدنى لتجاوز المتاعب، حيث يصبح الحصول بعد ذلك على وسيلة نقل إلى داخل الخرطوم شبه مستحيل، حيث يتكدس الناس وتقل المركبات، ويتكرر السيناريو حين العودة بصورة اكثر إرهاقاً، أذ ينتظر يومياً ما لا يقل عن الساعة والنصف ساعة ليجد حافلة أو بصاً يقله إلى منزله، وقد عتب على ولاية الخرطوم تحويل المواقف دون وجود أية مركبات وصل بينها، مشيرا إلى انه سمع بوجود باصات دائرية ولكنه لم يرها حتى الآن.
كانت تسير بسرعة وتتلفت حولها وتسأل كل من يمر أمامها عن موقف مواصلات الجريف، وابتدرت حديثها وهى تلهث لتقول أنها لا تستطيع الوصول إلى الجامعة في الوقت المناسب، فمعظم وقتها يضيع في التنقل بين المركبات.. وصمتت فترة من الوقت وهى تدور بأعينها على المركبات لتقول بحسرة مبدية اعتراضها على فكرة تبديل المواقف، مشيرة إلى أن خطوط المواصلات القديمة افضل بكثير، حيث كانت المشكلة حينئذٍ في الزحمة فقط، أما الآن فالمشكلات تضاعفت، إذ هناك الاختناقات المرورية، أضافه إلى عدم وجود مركبات في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويقول المواطن عماد عثمان الذي كانت تبدو عليه علامات الإرهاق من الانتظار، انه ظل منتظراً قرابة الساعتين ولم يشهد مغادرة حافلة، مشيراً إلى أن كل حافلة تأتي تعود أدراجها خالية حيث يرفض الكمسارى السماح للركاب بالصعود، ويضيف أن الناس يظلون بالمواقف طوال اليوم ولا يدري ما يدور في أذهان المسؤولين الذين يتعمدون التسبب في التكدس وتأخير المواطنين وإنهاكهم بالتنقل بين المواقف.
ويضيف عماد عثمان أن ممارسات الولاية جعلت المواطن يضيق ذرعاً، وبات ينتظر زمناً طويلاً حتى يتمكن من أيجاد عربة تقله، وحتى أذا جاءت عربة لا يستطيع الدخول فيها بسهولة ألا أذا استعمل أسلوب «القوى يأكل الضعيف»، ويؤكد عماد أن من حق المواطن بعد الانتهاء من رهق العمل وقضاء يوم متعب أن يجد الوسيلة التي تنقله بسهولة ودون معاناة إلى منزله، ويتساءل عن أسباب الازدحام وشح المواصلات الذي ظل مستمراً منذ فترة طويلة، وقال أن ما يدعو للدهشة زيادة الوضع سوءاً بتحويل خطوط المواصلات، حيث بات التكدس أبرز معالم المواقف.
فرحة لا تعلوها فرحة بدت على تفاصيل وجهها وهي تطل من نافذة الحافلة المتجهة إلى الكلاكلة اللفة، كيف لا وقد حازت أخيراً على مقعد في تلك الحافلة بعد وقفة تجاوزت الساعات وهي تتلفت شرقاً وغرباً إلى أن حالفها الحظ أخيراً لتحصل على هذا المقعد، وتقول لـ «الصحافة» أن الوضع اصبح لا يطاق، فعندما تأتي الحافلة يختلط الحابل بالنابل وتتشابك الأيدي والأرجل وتجد الجميع يتدافعون نحو باب المركبة والشباب يتجهون للنوافذ للقفز من خلالها، مناشدة المسؤولين العمل على حلها حتى يرتاح المواطن في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام.
«أبقى حاوي» هكذا ابتدر صديق يحيى حديثه ماضياً إلى أن الحد الأدنى للأجور هو «450» جنيهاً، ويصرف المواطن على المواصلات ما يقارب السبعة جنيهات يوميا لوحده، ويعول بين 3 إلى 7 أفراد فمن أين له ذلك؟ مشيراً إلى أن الولاية اخطأت في تحويل المواقف، لأنه تضييع للوقت والجهد والمال معاً.
«مصائب قوم عند قوم فوائد» هذا المثل ينطبق على حال الركشات التي استغل أصحابها الوضع للعمل كحركة وصل دائرية بين موقف جاكسون وشرونى بواقع جنيه لكل فرد، فمنهم من يستغلها والبعض اعتصم عنها، وأشارت الطالبة سمر محمد إلى أن بعض سائقي الركشات والتاكسي استغلوا الوضع لصالحهم، حيث قاموا بفتح خط دائري يربط بين الموقفين بتعرفة تراوحت بين «جنيه وجنيه ونصف» مضيفة أن هذا الوضع غير محتمل وضياع للجهد والمال، واتفق معها حبيب بلة، حيث ذكر انه يعانى من عدم وجود المواصلات خاصة وقت الذروة، مشيرا إلى أن حال المواقف اصبح كلعبة الشطرنج، حيث يتم نقلها من مكان إلى آخر.
وأشارت نصرة صديق وهي طالبة جامعية تسكن بالحاج يوسف، إلى أن تحويل المواقف مشكلة حقيقية بالنسبة للناس عامة وشريحة الطلاب خاصة، إذ أنهم يقضون مدة طويلة وهو ينتقلون من مركبة لأخرى، مضيفة أن المعاناة تبدأ منذ الصباح الباكر، ليبدأ الشخص يومه مستاءً، في وقت فقدت فيه الشوارع العامة المظلات التي تقي الناس حرارة الشمس اللافحة، مطالبة الجهات المسؤولة بإعادة النظر في المشكلة، وزيادة عدد الحافلات والبصات وتوزيعها على العاصمة القومية وفق الكثافة السكانية.
وفى موقف كركر لم يكن الحال افضل، حيث أغلقت الحافلات المداخل مما أدى إلى تكدس المواطنين وأحداث ما يشبه حالة الشلل في حركة السير، وأعقبته حركة احتجاج قادها طلاب ومواطنون، وقال المواطن عمر عباس إن أزمة المواصلات باتت مشكلة تؤرق المواطنين، وازداد الأمر سوءاً بعد نقل بعض الخطوط إلى مواقف اخرى دون وجود مركبات تربط بينها. وأشار عمر إلى أن هنالك عدم تخطيط بموقف شرونى، لأن اللافتات الموضوعة للدلالة على اتجاه سير المركبة لا توضع في أماكنها المخصصة، فتجد لافتة تدل على موقف سوبا شرق لكن الحافلات متجهة إلى الجريف، وهكذا، ما أدى إلى زيادة حيرة المواطن.
وموقف الاستاد ضاقت مساحته من كثرة الركاب على الرغم من خلوه من المواصلات إلا من عدد قليل من الهايسات المرخصة ملاكى، وتحمل الركاب بجنيهين، والمواطن في حيرة من أمره لأنه لا يملك هذا المبلغ.
وتحدث ألينا سائق الهايس صديق بعد أن وجهنا أصابع الاتهام إلى سائقي الهايسات باستغلال الموقف بازدياد التعريفة، فقال مدافعا عن سائقي الهايسات: ان جميع الهايسات التي تعمل في هذا الخط ذات رخص ملاكى، حيث يدفع السائق إلى أدارة المرور خمسين جنيهاً يومياً، ويتساءل: «من اين ندفع هذا المبلغ ما لم نأخذ من الراكب ضعف القيمة.. أننا لا نستطيع توفير هذا المبلغ منذ بداية اليوم حتى المساء». ويرى صديق ان الهايس تساعد على تخفيف الازدحام ونقل المواطنين خاصة الذين لا يتحملون الوقوف لأوقات طويلة، والمضطر يركب، ونحن لا نضرب أحداً على يده».
وقالت المواطنة فاطمة إن أزمة المواصلات باتت طبيعية خاصة في هذه الفترة، حيث بات المواطن يعانى منذ الخروج من منزله وحتى العودة، وحتى أذا قصد المرء اقصر المشاوير فإنه يحتاج إلى بضع ساعات. وتتساءل فاطمة: أين باصات الولاية الدائرية أذ لم نرها حتى الآن؟!
لم يخف عبد النور محمد العبيد استياءه لانعدام المواصلات، ماضياً إلى أن الحياة بالعاصمة باتت لا تطاق، فالمعاناة على مدار الساعة، وعدم توفر المواصلات ينعكس على السلوك العام، وتصاحب «المدافرة» حالة من العدوانية، وذلك خصماً على القيم مثل مراعاة السيدات وكبار السن من الجنسين، أضافه إلى ضياع الزمن، وصار الشخص يمكث بضع ساعات في الشارع العام.
كان يسير وهو يتمتم ببعض العبارات وقطرات العرق تشق طريقها على وجهه، وما أن علم بهويتنا حتى اندفع ليقول بملء فيه ان موقف شرونى يفتقر لأبسط المقومات والخدمات من ماء ومظلات، اذ امضى قرابة الساعة وهو يدور داخل موقف شرونى بحثاً عن المركبات المتجهة الى الحاج يوسف دون جدوى، وأبان أحمد أن شوارع الخرطوم خاصة شارع الطابية لا تصلح لعمل خطوط نقل دائرية نسبة لضيقها.
وكان الوضع في مواصلات كل من الكلاكلات وسوبا والعزوزاب يسير على ذات النمط، إذ أن غياب المركبات هو السمة البارزة للوضع.. وكان مدى الرؤية واضحاً للكل، إذ لا توجد عربات لنقل المواطنين، وأعداد الجالسين على الرصيف الساخن في ازدياد، بعد أن أعياهم الوقوف في انتظار الحافلات.
تحقيق : ولاء جعفر
صحيفة الصحافة [/JUSTIFY]
[SIZE=4]قبل ما يغيرو الموقف كنت بي جنيه او جنيه ونص بمشي وارجع البيت هسي بقى اقل شي 3 جنيه
تباً لكم قديتو لينا جيوبنا[/SIZE]
[SIZE=4]يقراء المسئولين هذه القصص وهم في مكاتب مكيفه وعربات مظلله ولا يصدقون ولا يحسون بي معانات المواطن المسكين ويعتبرونها اشياء بسيطة وسوفا يقوموا بي حلها في خلال سته شهور اوسنة بالقليل[/SIZE]
[COLOR=#F100FF][SIZE=6]لا حولا ولا قوة الا بالله [/COLOR][/SIZE][COLOR=#FF0055][SIZE=7]يا عمــــــــــر البشير[/SIZE[/COLOR]][SIZE=5][COLOR=#0005FF]الكلام دا كلو معلق فى رقبتك حس ياخى انت قائل الحكاية م فيها حساب وراجيك القبر قدام المسولية مسوليتك انت اولا واخيرا امرق شوف الحاصل شنو واشمش فى الشمس دى وحاسب الولاة وغيرهم من الارزقية حسسنا يوم انك رئيس حقيقى معقول ياخى بلد لا محاسبة ولا مسالة وسايبة ساكت كانكم وارثين السودان وناسو وكانكم بتتعاملو مع جداد فى قفص دواجن والغريبة كل المسولين ليهم اعلى الامتيازات والمرتبات و العربات الفارهة والبنزين لمدفوع ليهم ولى ضهب اولادهم وكلو مدفوع من دم الغلابة ديل وبعد دا كلو ما شايفين شغلم وغطرسة وعدم مسؤلية الناس صابرة لمعدنا المومن الطيب ما ما تحسبو سكوتهم رضا لكن صبر والله المستعان حس ياخى لمتين ول وين [/SIZE][/COLOR]
حقيقة الموقف الجديد(شروني) قمة الزله والمهانه للمواطن المغلوب معقول ياخي انا اجي من الحاج يوسف ماشي ام درمان مثلا بعدما اصل السوق العربي اركب تاني لموقف ام درمان بجنيه يعني زيادة مصروف تاني بعد ما كان العربي هو المحطة الاخيره لكل المواقف بقت الشغلانيه تاني جوه موزعه (حرام والله حرام وقلنا الروب) الحمدلله اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها اللهم انتقم في من كان السبب ،اللهم لاقوة لنا ولاحيله فالمصائب توالت علينا لطفك يارب لطفك يارب وعجل بالفرج(آمين)
سلام عليكم
في حاجات كثير قلنا المستوى لم يصل إلى 20%…لكن في حكاية الموقف دي المستوى هبط ل 10% بسبب إنه حكومة السودان عاوزة تعمل ليها خرطوم جديد مصنوع في مصنع البلاستيك عشان يتمدد ويبقى بالدارجي خرطوش طويل..
بالله عليكم انظروا مساحة مدينة الخرطوم العاملين فيها الغلبة دي؟؟؟؟
والتمساح يجر ويجر والخرطوم يطول ويطول. ويا حليل أولى أولية…