تحقيقات وتقارير

على بعد خطوة واحدة من إعادة الضخ : النفط .. أزمة تشتعل من جديد بين (الخرطوم) و(جوبا)!!

[JUSTIFY]في وقت كان من المقرر أن يصل فيه نفط دولة جنوب السودان أمس (الأربعاء) إلى ميناء بشائر، حسب ما أكده سفير جوبا بالخرطوم “ميان دوت” لـ (المجهر) الأسبوع الماضي، توطئة لبدء تصديره في احتفال رسمي يحضره الرئيسان المشير “البشير” و”سلفاكير ميارديت”.. طفا أمس إلى السطح خلاف جديد حول النفط بين الدولتين، حيث تناولت بعض وسائل الإعلام خبراً مفاده إغلاق الحكومة السودانية أنبوب نفط الجنوب، الأمر الذي نفاه وزير النفط “عوض أحمد الجاز” مؤكداً انسياب نفط دولة جنوب السودان إلى الأراضي السودانية بصورة طبيعية إلى موانئ التصدير. وكان قد توصل الطرفان في شهر سبتمبر الماضي إلى اتفاق حول تصدير نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية ضمن اتفاقيات التعاون المشترك التي وقعت في (أديس أبابا).

خطوات جادة ولكن!! وكانت جوبا قد أوقفت تصدير نفطها – الذي يبلغ إنتاجه (350) ألف برميل يومياً – عبر السودان في يناير من العام الماضي، في أعقاب تعثر الاتفاق حينها على رسوم استخدام الأنبوب الناقل، قبل أن يتوصل الجانبان إلى حلول في اتفاقهما الأخير. وفي خطوات جادة لتنفيذ الاتفاق شرعت وزارة النفط في تشغيل ضخ النفط من الآبار إلى المستودعات بحقل (فلج) بجنوب السودان استعداداً لتوجيه الضخ نحو المنشآت النفطية السودانية. وأصدرت شركة (دار بتروليم( التي تعمل في جنوب السودان أوامرها بتفعيل نظام الاتصال عبر الألياف الضوئية بجانب وسائل الاتصال الأخرى مع شركة (بترودار) التي تعمل بالسودان، لتتكامل الأدوار بينهما في متابعة سير الخام النفطي من مواقع الإنتاج بجنوب السودان، مروراً بمحطات المعالجة والتسخين الرئيسية بالسودان وصولاً إلى موانئ التصدير ببورتسودان.
الخرطوم تنفي زنفت الخرطوم بشدة إغلاق أنابيب نفط الجنوب، وأعلن وزير النفط “عوض أحمد الجاز” أن بترول الجنوب قد وصل إلى الأراضي السوداني من حقول النفط الثلاثة التابعة للجنوب وهي (ثارجاس) و(فولج) و(ملوط)، مؤكداً أن العمل يسير بين السودان ودولة الجنوب وفقاً لمصفوفة التعاون المشترك التي تم التوقيع عليها بين الدولتين.
وكانت وسائل إعلامية قد نسبت للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية بدولة جنوب السودان “ميون ماكول أريك” أن حكومة جنوب السودان خفضت إنتاج النفط إلى النصف تقريباً؛ بسبب مشكلة في التصدير إلى السودان وأنها تشتبه في أن الخرطوم قد أغلقت خط الأنابيب بين البلدين لإرسال رسالة سياسية.
واستدعت جوبا (الاثنين) الماضي السفير الصيني لديها بسبب مزاعم إغلاق تدفق نفطها إلى الأسواق الخارجية عبر الأراضي السودانية.

ولم تتردد (جوبا) في توجيه اتهاماتها مباشرة للخرطوم، حيث ذكرت مصادر حكومية في دولة الجنوب أنه بتوجيهات من حكومة الخرطوم توقف ضخ نفط حقل (ثارجاس) بولاية الوحدة إلى (هجليج).
وحسب صحيفة سودان (تربيون) قال أحد المسؤولين الجنوبيين بعد أن طلب حجب هويته – إن وزير النفط بدولة جنوب السودان اتصل برصيفه بدولة السودان الدكتور “عوض الجاز” وأبلغه بإغلاق السودان التدفق، ولكن “الجاز” أكد له أنه لا علم له بالأمر وأنه سيجري اتصالات مع مديري الحقل لمعرفة ما جرى والاتصال به لاطلاعه على ذلك، ولكنه لم يتلقَّ رداً من “الجاز”، فاضطر وزير النفط بدولة جنوب السودان بحسب المعلومات إلى إرسال فريق يرأسه وكيل ومدير عام الوزارة لمعرفة الأمر وعند وصولهم إلى الحقل وجدوا الأنابيب مغلقة بإحكام، وعلق الوزير بعدم توقعهم حدوث ذلك.

تعقيدات تهدد شهر العسل!! ويبدو أن الأمر هذا المرة يأخذ منحى أكثر تعقيداً، لاسيما في ضوء عدم الثقة بين البلدين، رغم شهر العسل الذي تعيش فيه الدولتان حالياً، عقب توقعيهما على مصفوفة الاتفاقات التعاونية الأخيرة، إلا أن الخرطوم أيضاً تشير علناً بأصابع الاتهام إلى جوبا بدعمها للمتمردين الذين ينشطون في الحدود بينهما. وجدد نائب الرئيس “الحاج آدم يوسف” ذلك الاتهام مساء (الثلاثاء) الماضي حيث قال إن هنالك أيدي آثمة ومجرمة بدولة جنوب السودان ما زالت تدعم المتمردين بالسودان.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الحكومة السودانية بخطوتها تلك – إن تأكدت – فإنها ربما تريد أن تنفض يدها أو ترغب في تعديل اتفاق النفط مع الجنوب لزيادة حصتها من إيرادات إيجار خطوط أنابيب التصدير إلى ميناء بشائر على البحر الأحمر شرق السودان.
بينما رفض سفير جوبا بالخرطوم الحديث لـ(المجهر) حول اتهامات جوبا للخرطوم بإغلاق أنابيب النفط، وقال إن حكومة بلاده منعت الحديث في الأمر.

سوق الدولار يتأثر سريعاً وكما هو معلوم فإن الاقتصاد السوداني ظل متأرجحاً بين الثبات والتدهور عقب انفصال جنوب البلاد، وربط اقتصاديون انتعاشه بحصول السودان على إيرادات إيجار أنابيب النفط من دولة الجنوب، واستجاب سوق النقد الأجنبي سريعاً أمس لما يحدث بشأن النفط، حيث ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازي إلى (6.9) جنيهات للشراء و(7.6) جنيهات للبيع.
وعزا بنك السودان المركزي ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي لانعكاسات الوضع السياسي والأمني في السودان، وأوضح “بدر الدين محمود” نائب محافظ البنك المركزي أن ارتفاع الدولار نتج عن مضاربات بين التجار، وقال إن الارتفاع مسألة وقتية ولحظية، والأسعار ستستقر في وقت قريب، متوقعاً عودة الدولار إلى الانخفاض، مؤكداً على أن الدولار سيكسر حاجز الخمسة جنيهات بعد تصدير النفط. وأكد عدم وجود طلب كبير على النقد الأجنبي. وقطع “محمود” بأن احتياطي البلاد من النقد الأجنبي في وضع الأمان، مشيراً إلى انعكاس ذلك في استقرار السلع الاستهلاكية.

مصير الخلاف!! وقال الخبير الاقتصادي، وزير الدولة بوزارة المالية الأسبق “عز الدين إبراهيم”، قال: (أستبعد وجود خلاف سياسي وراء اتهام جوبا)، وقال إن الجانبين تحكمهما المصالح وحريصان على انسياب النفط، خاصة وأن دولة الجنوب ليس لها بديل آخر لدعم مواردها المالية. ورجح “عز الدين” وجود سوء تفاهم او مشكلة فنية، مشيراً إلى أنه خلال أيام ستتضح الأمور.
وعزا الخبير الاقتصادي دكتور “عز الدين” تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار إلى سوء التفاهم المزعوم بين الجانبين، وقال إن الاقتصاد السوداني مبني على التوقعات، والتوقعات تحجم الطلب والعرض. وأضاف أن الذي يحدث في سوق العملة نتيجة المتغيرات السياسية مجرد إرهاصات غير واقعية، في وقت لا توجد فيه أي حاجة مادية ملموسة نتيجة الاتفاق التعاوني مع الجنوب، منوهاً إلى أن الفترة الحالية فترة انتقالية بين الجانبين.
وأضاف “عز الدين” أنه لا يرى سبباً لإيقاف السودان لنفط الجنوب.

رسائل من جوبا وجاء تصريح رئيس دولة الجنوب “سلفاكير ميارديت” أمس يحمل إشارات تهدد استمرار اتفاق التعاون بين الدولتين، وتوقع “سلفاكير ميارديت” توقف ضخ البترول الجنوبي عبر المنشآت والأراضي السودانية مرة أخرى، واتهم الخرطوم بالتلويح الآن بإيقاف تصدير وتدفق النفط مرة أخرى عبر أراضيها، بيد أن الحكومة أكدت رغبتها وحرصها على التوصل الى حلول سلمية مع جوبا، وقالت: (إذا نفذت الاتفاقيات بروح صادقة ستكون كفيلة بعودة العلاقات الإيجابية بين البلدين).
وقال “سلفاكير” – الذي كان يتحدث أمام أولى دفعات ضباط إدارة الجوازات والجنسية لشرطة جنوب السودان – إن تطبيع العلاقات بين جوبا والخرطوم يتراجع إلى الوراء.

وأشار “كير” إلى أن النقاش – خلال الزيارة الأخيرة للوفد السوداني برئاسة وزير الخارجية ومدير جهاز الأمن والمخابرات إلى جوبا نهاية الأسبوع الماضي – تمحور حول الحرب في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأضاف أن الخرطوم تريد تحميل جوبا مسؤولية حربها الداخلية وتطالبها أيضاً بطرد كل السودانيين الذين ينشطون في مجال التجارة في البلاد.
على صعيد ذي صلة، قال وزير خارجية جنوب السودان “نيال دينق نيال” أمس (الأربعاء) إن هناك تراجعاً في ضخ النفط وأن المشكلة ترجع إلى إغلاق محطة ضخ تعرف بالمحطة رقم اثنين وتنقل النفط من محطة معالجة سودانية إلى مرفأ التصدير.
وقال “نيال” لـ (رويترز) على هامش اجتماع للاتحاد الافريقي في “أديس أبابا”: (تلقينا للتو معلومات بأنه تجري معالجة تلك المشاكل الفنية ويبدو أن محطة الضخ رقم اثنين ستعود للعمل اليوم).
ثم ماذا؟! وأخيراً.. هل سترجح الدولتان كفة المصلحة الاقتصادية على ما سواها من ملفات، أم ستقود التوترات إلى إغلاق نهائي للأنابيب على ضوء الاتهامات المتبادلة؟!

تقرير : سيف جامع
صحيفة المجهر السياسي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=7]والله لو كنت رئيس جمهورية السودان لاوقفت ضخ نفط الجنوب للابد وفي الحلم مابخليهو يمر عن طريق الشمال [/SIZE]

  2. يا حماعة الخير اقفلو كل الخطوط وريحونا وبرضو ايقاف تصدير البضائع السودانية واالباب البجيب الريح سدو واستريح
    وبلا نفط بلا كلام فارغ ونحنا لي متين نقعد مع ناس ما عارفين كوعهم من بوعهم وناس لسه نا قادرين يقرروا وما عارفين هم دايرين شنو؟ ديل عاملين زي الزول الماشي الدلالة عشان يشتري عربية وخايف يغشوهو وقدر ما يجيبو ليهو عربية ما يقدر يحدد انو دايرها ولا لا …. وا ياربي غشوني ولا لا؟؟؟؟ ديل التعامل معاهم يجيب وجع القلب وكل امراض الدنيا … ما مرتاحين منهم قبل او بعد الانفصال … شعب كسول … حهول حاقد لا يرجي منهم … تعلموا في هذه البلاد وكانت ملاذا لهم ايام الحروب … وبالله كيف يفوت علي اعلامنا هذا الامر ؟؟؟!!!!! كيف يلجأ الانسان الي عدوه اذا كانت هناك عداوة ولكن بساطة انسان هذا الشعب المسكين والتي قد تصل الي درجة العبط …. افيقوا يا هؤلاء فهؤلاء لا يعرفون ما يريدون وان اعطيناهم كل ما نملك ما اكتفوا ولا يزال لديهم شك في اننا نخفي عنهم اكثر ؟؟؟ قرفنا …. اتمني ان يحكم السودان من يبني بيننا وبينهم جدارا كالذي يناه ذوالقرنين او كسد برلين او لنتفق مع الشركة التي بنت الجدار في فلسطين فالامر كله بزنس في بزنس …. حتي نرتاح منهم الي الابد ولنبدأ بقطع العلاقات او بالاصح استدعاء سفيرنا وطرد سفيرهم لانه اساسا لا توجد علاقات ةلا نريدها وفي هذا الامر انا مع خال الرئيس رغم اختلافي معه في كثير من الامور ولكنه في هذه قد صدق و يا حليلك يا كمال عبيد …. بعدين ايها الشعب … هل تدري ان هناك من يشاركم في كل ما تملكون؟؟ رغم الظروف الصعبة والمعاناة وضيق العيش …. في المدارس وفي جميع المراحل هناك من ياخذ حق مواطن سوداني وفي المراكز الصحية والمستشفيات والمواصلات والسكن وسوق العمل … باخصار في كل شئ ولا نستفيد منهم اي شئ سوي الجرائم والغلاء والفساد … وهذا يشمل الجميع عربا وافارقة …. متي نستفيق …. وقد يقول قائل المشاكل كثيرة ةالعين بصيرة والايد قصيرة … لكن اذا قمنا بوضع الخطط الطموحة جانبا من من خمسية وعشرية وربع قرنية .. وركزنا فقط علي هذه المشكلة فقط وقمنا بحشد جل الجهات الامنية والصحية والتعليمية لرصد وتسجيل الاجانب وترحيل من لا نرغب فيه او علي الاقل وضعهم في معسكرات تحت اشراف اي جهة داخلية او خارجية ةلم لا ؟؟ ودول اكثر استقرارا منا تقوم بذلك وما تقوم به السعودية في هذه الايام ببعيد … اكتفي بهذا ولكن اخخخخخخ لا يزال هناك الكثير … الا هل بلغت ؟ الهم فاشهد