رأي ومقالات

أضواء كاشفة على انحرافات الجنائية الدولية

[JUSTIFY]على هامش اليوبيل الذهبي للمنظمة الوحدة الإفريقية بدأت تظهر بوضوح علامات نضج فى الرؤى الإفريقية وفى التعامل مع القضايا التى تواجه إنسان القارة وأنظمة الحكم فيها. فى أجندة القمتين، العادية والطارئة، أصبح التوجه نحو تحرير الإرادة الإفريقية هو العمود الفقري فى التعاطي السياسي. أدركت قيادات القارة ، بعد خمسين عاماً من تأسيس صرحها الجامع انه لا نهضة افريقية ولا انعتاق من ربقة التخلف إلا بأفرقة وتحرير القرار من عقابيل و بقايا الفترة الاستعمارية.. من هنا علت الأصوات فى أديس أبابا هذا الأسبوع منادية بقصر البت فى القضايا لافريقية على مؤسسات الاتحاد الإفريقي وإنهاء حالة الوصاية المفروضة على شئون القارة من قبل مستعمريها السابقين.

حالة النضج يمكن تلمسها من خلال عدد من القضايا التى ظلت الدبلوماسية السودانية تطرق عليها منذ سنوات ومع ذلك ، فإن التجاوب الإفريقي لم يبلغ المدى المطلوب لاتخاذ قرار بشأن القضايا تلك. ظل السودان يسلط الأضواء الكاشفة على المنطلقات المشبوهة والأداء السلبي للمحكمة الجنائية الدولية لكن تفهم القيادات الإفريقية لحقيقة منطلقات هذه المحكمة لم يكن بالقدر الكافي الذي يثبت انحيازها ضد القادة الأفارقة على وجه الخصوص.

الآن وصلت مسارات هذه المحكمة الى أبواب العديد من دول القارة رافعة سيف الاتهام الجزافي دون مسوغ قانوني عادل، والآن فقط أدرك الرأي العام وسط قادة إفريقيا ضرورة التصدي الحاسم للمحكمة الجنائية. الإجراء المنطقي الى دعت له بعض الدول هو انسحاب لدول جماعياً من ميثاق المحكمة وإذا كان هذا الاجراء تكتنفه بعض التعقيدات فى الوقت الراهن، فنحن على ثقة بأن القارة متجهة لا محالة نحو الأخذ به. حتى ذلك الحين، فإن المطروح أمام قمة أديس يبعث برسالة لا لبس فيها مؤداها أن أفريقيا ترفض نهج أداء المحكمة ولن تتعاون معها. الاقتراح الكيني التشادي القاضي بأن يوفر الاتحاد الإفريقي الحماية لأية دولة تستقبل الرئيس البشير وتحصنها من توقيع عقوبات عليها، هو بمثابة المقدمة لقرارات افريقية أكثر مباشرة تجاه مقاطعة المحكمة الجنائية.

ما تم حتى الآن يشكل انتصاراً للدبلوماسية السودانية التى أوصلت بدأبها و مثابرتها كل القارة الى تحدي الجنائية وبذات القدر الذى تحداها به السودان وقيادته.. لقد أصبح الرئيس البشير رمزاً للتصدي الإفريقي لنظام المحكمة الجائر ولتطبيقاتها الظالمة. رغم أن أجواء القمة كانت احتفالية فى المقام الأول إلا أن وفد السودان استثمر أجواء التجمع الإفريقي والحضور الدولي في تحريك ملفات مهمة، ومن بينها ملف العلاقات السودانية الأمريكية الذى ظل يراوح مكانه منذ عقود.

لقاء كيري كرتي الذى تم بأديس يشكل احد ابرز إحداثيات الاحتفال وكشف عن نية وزير الخارجية الجديد تحريك الملف باتجاه تجاوز بعض مثبطات العلاقة بين الخرطوم وواشنطن. اللقاء بين رئيسيّ مصر والسودان، وكذلك قمة البشير سلفا كير التى سبقت احتفال يوبيل المنظمة الإفريقية/كلاها أحداث ايجابية تصب فى خدمة المصالح السودانية من جهة, وتسهم فى تفعيل إرادة تحرير القارة الأفريقية واسترداد حقوق القارة المسلوبة واستعادة التوازن الى النظام الدولي المختل .

صحيفة الخرطوم[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الله أكبر
    ويحق الله الحق ولو كره الجبابرة

    سيشرق الفجر على القارة بعد الظلام والفضل للسودان

    وسنجتث من الوادي الأعادي
    لقد مدت لنا الأيدي الصديقة

    [B]يرحمك الله يا تاج السر الحسن[/B]