رأي ومقالات
المسكوت عنه في الحياة السودانية (1)
وحينما كان الوزير محمد ود عدلان يخاطب إسماعيل كامل باشا إبن محمد علي باشا خديوي مصر بعباراته الشهيرة : (لا يغرنَّك إنتصارك علي الجعليين والشايقية فنحن الملوك وهم الرعية) لم يكترث الباشا للتهديد وزحف حتي دانت له كل البلاد تحت الحكم التركي المصري كما تروي كتب التاريخ التي درسناها في المرحلة الإبتدائية، حينها وفي ذات العام كان العالم الفرنسي شامبليون يكتشف حجر رشيد في مصر ويتمكن من فك طلاسم اللغة الهيروغلوفية كما تروي كتب التاريخ التي درسناها في المرحلة الثانوية، حينها كذلك وفي ذات العام عرف العالم نظرية الكهرومغناطيسية بعد أبحاث طويلة ونظرية الديناميكا الكهربائية علي يد عالم الرياضيات الفرنسي أندريه ماري أمبير بينما كنا هنا نردد بيأسٍ مزمن: (لو كان التُرُك حوض رمله حوض الرمله تب ما بيروي).
وعندما نفحنا الإنجليز بكلية غردون التذكارية أواخر العام 1902 كانت جامعة كامبردج قد تأسست في العام 1209 (وأرجو أن لا تتشقلب الأرقام) فالفارق يقارب السبعمائة عام.
قبلها كان الخليفة عبد الله قد حاول غزو مصر ودعا كذلك الملكة فكتوريا للإسلام والإستسلام وعرض عليها مكافأته لها بتزويجها من الأمير يونس ود الدكيم الذي عارض بعنف فكرة تزويجه من النصرانية .. حينها لم تكترث الملكة فكتوريا غير أنها أرسلت جحافل جيشها الذي اكتسح الخرطوم نهار صيف قائظ في الخامس والعشرين من أغسطس العام 1898 وهو ذات العام الذي اكتشفت فيه ماري كوري عنصر الراديوم المشع الذي نالت بأبحاثها فيه جائزة نوبل في الكيمياء وهو ذات العنصر الذي قتلها فيما بعد نتيجة تأثرها بمرض اللوكيميا الذي تسببت فيه الإشعاعات المنبعثة من الراديوم.
وحينما قذف الخليفة عبد الله (بأولاد البحر) في السجون واعتمد علي ابنه يعقوب وأسماه (جراب الراي) كان العالم قد عرف مجالس الشوري وأنظمة الحكم ولذلك لم يكن مفاجئاً سقوط الدولة المهدية كما درسنا ذلك في المرحلة الإبتدائية حين أنهكتها الصراعات الداخلية بين أولاد البحر وأولاد الغرب حتي قبل أن تنهكها التدخلات الخارجية وسقوط الدولة الرسمي في معركة كرري الذي وثقها شاعرنا قبل أن يستوثق من حقائق التاريخ فيقول: (كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية، خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية).. نعم كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية تجمعوا من أربعة وأربعين قبيلة سودانية نهار الجمعة ذوداً عن الوطن لكنهم لم يشتتوا كتل الغزاة بل حصدتهم الآلة العسكرية للجيش الغازي .. وسقطت الدولة المهدية .. ومات الخليفة بعدها في أم دبيكرات حين استقبل القبلة و(لزم الفروة) في بسالة نادرة لكنها تنم عن يأس مزمن جعل الخليفة ينتظر حتفه باستسلام مكبلاً بالهزيمة الثقيلة التي تكبدتها جيوش الدولة المهدية.
وهكذا ولأنّ النتائج بمقدماتها يتقدم الآخرون.. ونتأخر.. مات الخليفة وانهارت الدولة المهدية ولا تزال جذوة الصراع مشتعلة بمكوناتها الإثنية التاريخية ذاتها حتي لحظة كتابة هذه السطور. ليس الإصطراع بين أولاد البحر والغرب فحسب كما هو في الدولة المهدية، لكنه صراع إثني ممتد علي طول البلاد وعرضها.
وحينما تفشل النخبة في إيجاد صيغة حكم فهو بالضرورة نتيجة طبيعية للماضي الموروث الموسوم بالفشل كذلك. وحينما نفشل علمياً ومعرفياً منذ أيام عمارة دنقس وعبد الله جماع فإنّ الجينات تفعل فعلتها في الأجيال المتعاقبة التي تتوارث الفشل المزمن.
دعونا نتحدث عن المسكوت عنه في الحياة السودانية ونقد الذات أو قُلْ جلد الذات ، نتحدث كثيراً عن أنفسنا كسودانيين بشئ من التقديس الكذوب ولسنا كلنا خير حتي صرنا مثل السامري وحكاية العجل المقدس في حكايات اليهود.
لماذا نفشل في كل شئ؟! منذ أيام السلطنة الزرقاء والدولة المهدية وسنوات العهد الوطني الذي لا يزال يعاني ويلات السياسة والقداسة والوراثة منذ بزوغ فجر السادة أصحاب السيادة الذين توارثوا هذه الكيانات المسماة أحزاباً وأورثوها وأورثونا الكساح بينما يختلس (العسكرتاريا) السلطة كل حين يشاركون في صنع منظومة كالحة تجعل إدمان الفشل واحدة من متلازمات الشخصية السودانية و… حنانيك بعض الشر أهون من بعض.
نواصل.. بقلم/ محمد قسم الله محمد إبراهيم
[email]khaldania@yahoo.com[/email]
ايوا واصل يا استاذ محمد في سرد المسكوت عنه بالتاريخ !!
الفشل الحاصل في الساحة السياسية الحالية هو ( العنصرية والتفرقة ) بين القبائل السودانية ***
الكيزان حكراً !!!
استوب : ( كل من عليها فان ) ..
لقد اضاعت الملكة فيكتوريا فرصة تزويجها بالامير يونس ود الدكيم بلا شك وقابلت الجميل بالشر وارسلت لنا كتشنر المثلي الذي يجب ان يقدم الى محكمة لاهاي الجنائية لما اقترفه بام درمان وقتئذ
very nice article,but Jacob is the brother of Khalifa not his son
من اين ظهر لنا هذا النبت الشيطاني الذي يحمل في جوفه الكثير من اليأس والفشل ويريد ان ينشره بين الناس الطيبين؟؟ هل هو من افرازات مراكز البحوث الصهيونيه التي امتدت باذرعها داخل السودان بانتشار منظمات المجتمع المدني مدفوعه الاجر التي فضحتها كشوف الاعانات الفصليه المسربه عن وكالات الاستخبارات الغربيه!! اما امتدادا لما يكتبه (منصور) صاحب العلاقه المباشره بالشيطان الاكبر لكشف لعورات وعيوب ونواقص الشخصيه السودانيه لهدمها وهزيمتها نفسيا من الداخل انتقاما لشئ ما داخل نفس الكاتب لايعلمه الا الله !! لكنه تتطابق مع اهداف واستراتيجيات غربيه لها مصالح متناقضه مع تطور وتقدم اهلنا في السودان!! فاختارت هدم الانسان السوداني والشخصيه السودانيه المميزه اولا لانه الاصعب والاهم !! لتاتي بقيه المهمه بايد ابنائه ضعاف النفوس والجهله من حيث لايشعرون!! لتسهيل مهمه نهب الموارد الهائله التي بزخر بها السودان !! فالعدو يعرف تمام المعرفه بان الحارس الامين للموارد هو وعي الانسان السوداني المتقدم الذي اكتسبه من تراكم تاريخه المشرق داخل ذاكرته الجمعيه عبر الاف السنين !!!
الشئ الذي يتغافله الكاتب اما عن جهل بتاريخ السودان او تعمد باجر!! والا لماذا يقارن اعظم الاكتشافات البشريه بعصور اضمحلال حضاري في السودان؟ الا يعلم بان (الايام دول بين الناس) وهل يعلم ماكان فيه اهل كولمبس او ماري كوري عندما كان اهل مروي ارقي شعوب الارض كما كتب المؤرخ هيرودوت عن سكان مدينه مروي بانهم الاكثر اناقه ونظافه ورقي في العالم وعن بيوتهم وحماماتهم وشبكه الصرف الصحي وتخطيط المدينه المميز !! ويكفي الحضارات السودانيه القديمه فخرا بانها اول من صهر الحديد !!وشيد البيوت!! واول من سمّي النهر الذي يقطع الارض (نيل) واول من سمي الملك (فرعون) وان توت عنخ امون سوداني نوبي وكذلك تحتمس الثالث مؤسس الاسره الثامنه عشر وزوجته الظاهر مشاطه شعرها السودانيه في تماثيل ابي سمبل العملاقه!! وان اصل الحضاره الفرعونيه نوبيه سودانيه وانها صاحبه اللغه والارض والمعتقد وان مركز تتويج وخلع وتعين وعباده جميع الفراعنه هو جبل البركل المجود بجوار مدينه مروي الحاليه !! وهل يعلم الكاتب بان ام العرب هاجر زوجه سيدنا اسماعيل يقال انها من النوبه السودانيه !! وهناك بعض الاحاديث الضعيفه تقول بذلك كحديث النبي (صلعهم) بالوصايه باهل مصر لان عندهم ولهم نسبا كذلك الروايه التي يقول بها المرحوم البروفسر عبدالله الطيب بسودانيه سيدنا بلال!! ومكان نزول صحابه الرسول عليه الصلاه والسلام عند الهجره الاولي في مكان ما جهه بورتسودان الحاليه وفي كلا الرواتين من الحقائق مايمكن الاخذ بصحته مالم يقم الدليل علي عكسه !! ان لنا تاريخ مشرف اهمل ذكره الكاتب لو كانت لشعوب غيرنا لاقاموا الدنيا ولم يقعدوها واقرب مثالين لنا مصر واسرائيل فالاولي لاتزال تاكل وتشرب علي حضاره نحن انشئناها !! والثاني احتلت بلد كامل وطردت اهله بدعاوي انها صاحبه التاريخ والارض زورا وبهتانا وهي لم يكن تملك غير سفن تجاريه كانت تبحر بسواحلها في تجاره لليمن والهند لسنوات قليله!! ونحن نامل من الكاتب وقف سلخ الذات السودانيه لتدميرها من اجل موارد طبيعيه متناقصه فالله خلق الانسان وكرمه ورزقه ويستطيع ان يوسع رزقه فخزائن الله الكلام لانه اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون !! هذا بالاضافه الي كميه الكواكب والنجوم المخلوقه في الكون وبها من المعادن التي ينزلها وقت يشاء علي عباده !! فلنحافظ علي ذاتنا وكينونتا الثمينه المكرمه عند الخلق فنحن مازلنا بخير ونامل ان نكون من عباد الله البسطاء ذوي الفطره السليمه التي لم يلوثها شرار خلقه !! وعلي الله قصد السبيل !! ودنبق
مقال جميل وتحليل مترابط ننتظر الجزء الثاني لمزيد من التشريح.
اخي محمجد لك التحية والتجلة في سردك للتاريخ السواني في مرخلتي الابتدائي والثانوي وما فية من بطولات للحكام السودانيين
تحليل رائع ونقد الذات امر ضروري لتصحيح المسيرة ونحن بانتظار بقية هذا القال.
لماذا نفشل فى كل شئ عنوان المقال وتتوالى وما قرأناه مدخل بسيط وفى انتظار ما يبوح به قلمه المميز ويا ود نبق ما قصرت وكما قلت نحن السودانيين اهل الكرم فانت تكرمت بسردك الجميل وزدت القا لمدخل الكاتب فالقادم فى اعتقادى بداية الحلقه لماذا نفشل فى كل شئ ؟ سؤال ننتظره جمعيا من الكاتب اجابته .وسيكون مميزا . وما تستعجل يا ود نبق .
الحمدالله – كاتب عاقل وغير منافق وذو حس وطنى – يا أخى انت كالعنقاء والخل الوفى فى زمن الرويبضات
أضف المزيد يا استاذ عن المسكوت عنه .. وازح الستار للتنكشف الغشاوه
واصل فى هذه السلسله
ايهما اولي بالنقد يا هذا!!!! أهو كولومبس الذي اباد الهنود الحمر اصحاب الارض الحقيقين ليقيم مجده علي جماجم البسطاء في امريكا أم هو الملك المدافع عن بلده ضد الطامع العثماني الذي ارتكب مجازر لا مثيل لها في التاريخ….و الله غصبا عنك نحن أفضل شعب و ليت أمثالك لم يخرجوا من هذا البلد المبارك ليتسمم و ليأتي لنا بالعجب العجاب!!!! أعلم يا هذا ان امريكا التي شربتكم بسمومها هي الدولة العنصرية الاولي في العالم و ان شعبها هو أكبر شعب عنصري في العالم و ما يظهرونه لكم هو مجرد دس السم في الدسم!!! أذهب و ابحث في الفيس بوك عن I like my Blackness و هذا الموقع سيفضي بك الي مواقع كثيره اخري لتكتشف الوجه القبيح للغرب و أذكر فقط في هذا الاسبوع تعرضت مدرسة للضرب من طالبه سوداء ابحث ف صحيفة القاردين و اقرأ تعليقات القراء و حتما ستكتشف انك واهم في نقدك للشخصية السودانية و التي لا تعرف منها شيئا سواء ما قرأته من الضلالي منصور خالد كما اشار لذلك ود نبق…ابحث فقط عن هذه الحادثه و كيف ان الاعلام قام بتصوير شخصيتها كاملة رغم انها طفله و لم يكن ذلك ليحدث لو لا انها سوداء بينما حدثت ف نفس الاسبوع حادثة من طالبه بيضاء ايضا تماثلها في السن و مع ذلك تعمد الاعلام اخفاء ملامح وجهها ارجع و أقرأ فقط عن الحادثتين لتكتشف كم انت و امثالك في ضلال مبين…أنتم ترون الشخصية السودانية من قراءات الساسة و الكتاب المرضي نفسيا…أذهب لقري الشرق وقري دارفور و لجبال النوبة ولقري الشمالية و لقري الجزيرة و ستكتشف كيف ان الفقر و الجهل و التخلف لم يمنع هؤلاء عن التمسك بانسانيتهم التي تتجلي ف الكرم و الطيبة و الترحاب بكل غريب كما عبر عن ذلك السوداني الاصيل المرحوم صلاح احمد أبراهيم:
تذكرت اصيحابي في بلدي النائي السودان
حيث يعز غريب الدار باخر جرعة ماء عز الصيف
و بعشاء الاطفال و ببليل البشر اذا ما رق الحال
أما انت و امثالك و كبيركم الذي علمكم السحر فابحثوا عن وطن بديل اذا لم نعجبكم…فنحن نحمد الله اننا سودانيين حتي النخاع و لو لم نكن سودانين لوددنا ان نكون سودانين… و احبك يا سودان