تحقيقات وتقارير
خطة لتأمين قيادات الوطني
صافرة الإنذار
وطبقاً لما أوردته (السوداني) أمس فإن المؤتمر الوطنى وجه الجهات والأطراف ذات الصلة بوضع الخطط والترتيبات اللازمة لحماية وتأمين قيادات التنظيم الفاعلة على مستوى القاعدة والقيادة من خطر استهداف المتمردين والطابور الخامس وعضويته وهياكله وشدد على ضرورة الاستجابة الفورية لنداء منسقية الدفاع الشعبي بالانخراط فى كتائب الاستنفار والتعبئة لحماية الوطن، وأيد الحزب دعوة رئيس الجمهورية عمر البشير للجنوب بإيقاف دعم المتمردين بالشمال واعتبره مطلبا عادلا وقال إن بمقدور السودان أذيتهم بأكثر من أذاهم للبلاد. وشن رئيس قطاع التنظيم بالوطني حامد صديق فى تصريحات صحفية أمس الثلاثاء عقب اجتماع راتب لقطاع الاتصال التنظيمي هجوما عنيفا على الجبهة الثورية واتهمها بإدخال أدب (التصفيات) حسب (النوع والجنس) الى المجتمعات السودانية وقال إنه أدب غير موجود ولا يمت لأخلاق السودانيين بصلة وقال: (سنظل نصفهم بالخونة والطابور الخامس والمارقين لأنهم يتبعون أدب اليهود والصهاينة وشعب الله المختار). ودعا حامد الشعب السوداني لعدم الانجراف فى ذلك الطريق معتبرا تحرير أبوكرشولا بداية النهاية.
ماوراء الخبر
يمكن القول إن ما أدلى به مسؤول التنظيم ينبش من الذاكرة اتهاما سابقا لنائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب د. نافع علي نافع قيادة الجبهة الثورية المؤلفة من حركات دارفورية متمردة والحركة الشعبية قطاع الشمال بالنيل الأزرق وجنوب كردفان بالتخطيط (لاغتيال سياسيين) بالعاصمة الخرطوم. وقال نافع في مؤتمر صحفي عقده منتصف يناير الماضي بمباني المركز العام لحزبه، إن آخر اجتماع للجبهة عقب توقيع ميثاق “الفجر الجديد” في العاصمة اليوغندية كمبالا، خطط لذلك، ويبدو أن تصريح رئيس قطاع التنظيم ليوم أمس الأول أتى مكملاً لما سبق وكشف عنه فى يناير الماضي ويبدو أيضاً أن التطور اللافت هو التدابير التى اتخذها المؤتمر الوطني الذي ربما أخذ تلويحات المتمردين والمعلومات السابقة التى توافرت لديه وصرح بها د. نافع فى حينها مأخذ الجد بخاصة فى أعقاب الجرائم التى قالت الحكومة والمواطنين إن الجبهة الثورية ارتكبتها ضد الإنسانية و(ذبحت) المواطنين العزل فى أم روابة وأبو كرشولا عبر حملات وصفت بأنها انتقامية تمت بواسطة محاكمات أقيمت فى نهارية حزينة، بجانب ما أقدم عليه متمردون تابعون لحركة العدل والمساواة الذين قاموا بتصفية كافة القيادات التي انشقت عنهم وأبرمت اتفاقا جديدا للسلام مع الحكومة فى الدوحة.
سياق محدد
المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر قال إن أي سوداني من حيث المبدأ يرفض ويديدن إدانة مطلقة أي محاولة لشخصنة العنف وتوجيهه لأفراد فى هذه المرحلة التى وصفها بالدقيقة من تاريخ السودان أو أن يخرج الأمر من سياقه السياسي والقانوني والعسكري لكنه قال أيضاً فى تعليقه لـ(السوداني): “أن تكون هناك جهة سياسية عليها حماية الناس والمجتمع من الشائعات وجلب الطمأنينة، وتتحدث تلك الجهة جهاراً عن حماية أفرادها فهذا يكون نوعا من الترويج للشائعات ونوعا من الترويج للتخويف العام”، وعده مما يؤدي للمزيد من الصرف من الخزينة العامة لأن الأمن العام والدولة تقوم بحماية كل المواطنين ومن ضمنهم عضوية الحزب الحاكم، ولم يفت على آدم خاطر أن يكون رئيس قطاع التنظيم قد تحصل على معلومات مؤكدة تشير الى استهداف قيادات وقواعد حزبه الفاعلة لذلك صرح بأن حزبه وجه بتأمينهم حيث أجاب عبدالله بالقول: “فى حال كانت لديهم معلومات باستهدافهم فإن أجهزة الأمن هي المسؤولة عن التكييف القانوني لتلك المعلومات والتعامل معها في إطار الدستور والقوانين السائدة”.
تعليقات جنائية
يقول مدير إدارة الجنايات السابق بوزارة الداخلية الفريق عبدالباقي البشرى لـ(السوداني) إن أي دولة فى العالم تحرص على تأمين مسئوليها وحراستهم بواسطة عناصر مدربة في دورات متخصصة فى حماية الشخصيات الهامة ويصف التعرض لأي شخصية هامة عبر محاولة اغتيالها أو غيره بأن لها انعكاسات سالبة جداً على البلاد، ويمضي الفريق البشرى للتعليق على بعض ما أسماها السلوك الاجتماعي للمجمتع السوداني بالقول إن هناك بساطة وعفوية والناس قدريون .. واستمثل بأن رئيس الجمهورية بوصفه أهم وأعلى شخصية فى البلاد إلا أن الجميع يرونه فى الأفراح والأتراح ولفت الى أنها ظاهرة غير موجودة فى العالم أجمع وشدد على ضرورة أن يلتفت إليها الناس.
ويرى أن ما أدلى به رئيس قطاع التنظيم بالمؤتمر الوطني حامد صديق بمثابة الإشارة للجهات المسئولة لكنه يقول أيضاً إن هناك شق آخر فيمن يرفضون هذا التأمين ويعتبرونه عبئا وأن يكون هناك من يهتم بتأمينه الخاص بواسطة أقاربه ويقول إن الفكرة مختلفة وهي أن أي دولة تقوم بتأمين شخصياتها الهامة بشكل علمي، واستعبد أن تكون البلاد على أعتاب التصفيات السياسية وقال إنها ربما أتت فى سياق الممارسات التى قامت بها ما تسمي نفسها بالجبهة الثورية فى أبوكرشولا وأم روابة أو ما أقدم عليه متمردوا العدل والمساواة من تصفيات للمنشقين عنهم والذين وقعوا على اتفاقية السلام.
سجل مليء
قبل فترة ليست بالقريبة تسربت معلومات ونشرت في إحدى الصحف الخارجية أن هنالك مخططا لاغتيال القيادة السياسية بالبلاد وعلق وقتها المحلل السياسي اسحق احمد فضل بالقول إن الحكومة تدبرت أمرها لنسف أي مخطط للفوضى قد يخلفه غياب رأس الدولة عن المشهد السياسي. وأوضح أن هنالك حكومة كاملة معدة في حالة غياب الحكومة الحالية لأي ظرف، وفي أقل من ساعة في حالة غياب الحكومة الأولى ستظهر الحكومة الثانية لتحل محلها في إدارة شؤون البلاد ولمنع الفوضى التي من ورائها تحاك المؤامرات. وختم حديثه بأن المخطط سر كشفه يكمن في الصبر عليه حتى يتكشف.
العديد من الاستفهامات تقال على مخطط الاغتيال خاصة وأن قاموس السياسة السودانية يندر أن تجد فيه الاغتيالات السياسية.. إلا أن تعقد الأزمة السياسية في الفترات الأخيرة وانتشار الحروب والحركات المسلحة قد يقرب من سيناريوهات الاغتيالات السياسية خاصة وأن حركة العدل والمساواة قد هددت عقب مقتل قائدها د.خليل إبراهيم بالثأر للرجل وقالت في حديث موجه للخرطوم: ” إن النظام ابتدر سابقة الاغتيالات السياسية وهي سابقة خطيرة لم توجد من قبل في الممارسة السياسية وعلى الخرطوم الاستعداد لتحمل تبعاتها”.. ووصل هذا الأمر للتهديد بشكل صريح لقيادات بارزة في الدولة حيث قال أمين الإعلام والناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم بلال لـ(السوداني)- حديث سابق- إنه بقتل خليل ستكون قد استنت سنة الاغتيالات السياسية وهي تمثل الأولى من نوعها والأسوأ في تاريخ الوطن، مبيناً أن دم خليل لن يروح هدراً ، وأن العام الجديد سيكون عام الملاحقة لمن قتل خليل.
وعلى الرغم من أن الخبر يشير لحركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي إلا أن التحليل يقول إذا كان في الأمر غبينة لكانت العدل والمساواة هي الأقرب، وبالنظر للتاريخ السياسي في السودان نجد أن الاغتيالات السياسية كانت بعيدة عن وسائل الصراع حتى في أشد حالات الاقتتال العسكري بين الحكومة والحركة الشعبية وحتى التجمع الوطني الديمقراطي وهنالك شبه رفض لمثل هذه العمليات حتى وإن تم الترتيب لبعض عمليات اغتيال مثلما كشف رئيس جهاز الأمن في الديمقراطية الثالثة عبد الرحمن فرح عن ترتيبهم لاغتيال رئيس الحركة الشعبية الراحل د.جون قرنق إلا أن الإمام الصادق المهدي رفض الأمر لأنه يعرف إذا فتح هذا الباب لن يغلق.
تقرير: عبد الباسط ادريس
صحيفة السوداني
ايهم اهم حماية السودان ام حماية افراد المؤتمر الوطني نحن في حاجة للتنظيف من الداخل بهذا نحمي الوطن وقادته
سلام عليكم
لا نذهب بعيدا…فحسب تاريخ المسلمين فإن إغتيال الحكام على وجه الخصوص غالبا ما يكون دافعه عقائدي… وقد بدأه الكفار مع رسلهم واتسعت دائرته عند اليهود حتى وصفهم القرآن به وأكثر من ذلك… والأمر مع الرسول صلى الله عليه وسلم كان جليا إذا حاول أعداء الإسلام قتله مرات كثيرة فقال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} [آل عمران]، وبعده قتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وكثير من خلفاء المسلمين على حين غفلة، ولذا لزم الاعتصام بالله تعالى والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، بدلا من الخوف والتخويف… وحسبنا الله ونعم الوكيل.