تحقيقات وتقارير

مقابر الصحافة كان اسمها مقابر سلوى

أطلق عليها والداها اسم «نعمات» لأن الله أنعم عليهما ببنت كالنسمة أدخلت الفرحة والبهجة في نفوس والديها والأهل معًا، كان ذلك بتاريخ 16/2/1972م، وعندما ذهب عمها عباس زين العابدين ليستخرج شهادة الميلاد من المشفى الذي أُنجبت به سأله المسؤول عن استخراج الشهادات عن الاسم الذي اختير للمولودة إلا أنه لم يتذكر الاسم الذي أُطلق عليها وجاء في خاطره اسم سلوى، ومنذ تلك الفترة أصبحت تحمل اسمين لكن الموثق بالشهادة «سلوى» إلا أنها سرعان ما اختطفتها يد القدر من أيدي والديها حيث أُصيبت بداء الدفتريا وهي في الثالثة من عمرها.

اختارها الله
لم يكن بابكر زين العابدين بابكر نمر والزهور عبد الله محمد شاع الدين والدي سلوى يدريان ما يخبئه لهما القدر، كانا سعيدين بقدوم مولودتهما الجديدة التي ملأت حياتهما فرحاً وسعادة علمًا بأنها هي أول مولودة منَّ الله عليهما بها، ولكن الله اختارها إلى جواره وهي في الثالثة من عمرها نسبة لإصابتها بداء الدفتريا، لسلوى ثلاث شقيقات عوضية وسلمى تخرجتا في جامعة السودان تخصص محاسبة، أما سناء فقد تخرَّجت في جامعة الخرطوم، درست علوم حاسوب، كذلك لسلوى شقيقان محمد ومهند بابكر زين عابدين، إضافة لشقيق وشقيقة لم يُطلق عليهما اسم فقد توفيا بعدها في أعمار أقل من سنها، ففي العام «1975م» عندما توفيت سلوى قررت أُسرتها مواراة جثمانها بمقابر منطقة الصحافة علمًا بأن الأسرة آنذاك كانت تسكن بمنطقة العشرة مع العلم أن مقابر الرميلة كانت الأقرب إلا أن الأسرة اختارت مقابر الصحافة لدفنها بها وبالفعل تم ذلك وهي أول متوفَّاة يتم دفنها بتلك المقابر، كان ذلك في عهد الرئيس جعفر النميري. إضافة لذلك فقد جاءت تسمية المقابر باسم سلوى نسبة لاجتماع عدة أشخاص لاختيار اسم للمقابر وقد اقترح أحدهم أن تكون تسميتها على أول متوفَّى يُدفن بها، وكانت الطفلة سلوى بابكر عابدين، واستمر ذلك الاسم حتى العام «1980م»، ومن ثم تغير الاسم من مقابر سلوى للصحافة، وفي ذات السياق قال والد سلوى بابكر زين العابدين إن مقابر الصحافة أصبحت لهم بمثابة مقابر العائلة.
مقابر سلوى
بمبادرة من نفر كريم في العام «1973 ــ 1974م» جاءت فكرة إنشاء مقابر سلوى، وقد نبعت تلك الفكرة من سكان منطقة العشرة بالخرطوم وامتداد الدرجة الثالثة مربع «11»، وقد قاموا بطرح تلك الفكرة على جهات الاختصاص للتصديق ومن ثم لتكملة الإجراءات، وكانت بداية العمل الفعلي في العام «1974م»، وتبنوا تلك الفكرة حتى أصبحت حقيقة، ثلاثة أشخاص هم المرحوم عباس عابدين بابكر وعمر ساتي وجعفر شريف، وموقع مقابر الصحافة الجغرافي يحدُّها من الناحية الشمالية منطقة الصحافة ومن الناحية الشرقية مقابر المسيحيين ومن الناحية الجنوبية السكة حديد، وقد بلغت مساحة المقابر «15» ألف متر مربع، وفي ذات السياق فإن مقابر سلوى تعاني من نقص الاستراحات الداخلية إضافة لذلك فإن مبردات المياه الموجودة بالمقابر تحتاج لصيانة، فمنذ أن جلبها الخيرون لم تتم صيانتها، إضافة لذلك فإن الإنارة ضعيفة تحتاج لتقوية.
ثقافة القبور
قال العقيد حقوقي عبد الله عباس زين العابدين مؤسس مقابر سلوى عباس زين العابدين إن التوسُّع في الخطة الإسكانية والعمرانية بالولاية لم يترك مجالاً لإقامة مقابر سوى «مقابر الصحافة»، مع العلم أن تلك المقابر يعتمد عليها عددٌ كبير من المناطق المجاورة وغيرها لدفن موتاهم، على سبيل المثال الصحافة وجبرة وأركويت والسلمة وسوبا الحلة وسوبا الأراضي والمنشية والرياض والطائف وبري والأزهري وعد حسين والشجرة، لذلك على الجهات المختصَّة أن تقوم بتخصيص أراضٍ للمقابر كغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها المواطن خاصةً أن مقابر الصحافة هي الأكثر استقبالاً للموتى بعد ازدياد العمران بالأحياء السكنية المتاخمة وغير المتاخمة للمقابر، لذلك حاليًا لا بد من إيجاد مقابر بديلة لمقابر سلوى أي الصحافة بالخرطوم، وذلك لامتلائها، إضافة لإنارة وتوفير آليات الحفر بالمقابر وعمل لوحات إرشادية توعوية بها بجانب إزالة المظاهر المحرمة شرعًا وقانونًا وعمل دورات مياه خارج سور المقابر بجانب زيادة قوة التأمين من الشرطة وتجهيزها بوسائل مكافحة الجريمة تفاديًا لحدوثها بجانب الاهتمام بالجانب الإعلامي والدعوي في نشر ثقافة القبور وآدابها
مشاهير
ومن أبرز المشاهير الذين تمَّت مواراة جثامينهم بمقابر الصحافة الشهيد المشير الزبير محمد صالح والبروفسور أحمد علي الإمام والصحفي الكبير سيد أحمد خليفة وفتحي خليل والي الولاية الشمالية ونقيب المحامين وزير الدولة بالمالية عبد الوهاب أحمد حمزة والقيادي الإسلامي محمد محمد الصادق الكاروري والصحفي الكبير حسن ساتي وغيرهم، تغمَّدهم الله برحمته الواسعة.

الخرطوم: جميلة حامد
صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. سلام عليكم يا اهل الدار والصلاة والسلام علي سيدنا محمد والمصطفين الاخيار انتم السابقون ونحن اللاحقون تغمدهم الله بواسع رحمته والهم اهلهم وزويهم الصبر وحسن العزاء وبارك الله في منظمة حسن الختام لانها المنظمه الوحيده الحكوميه وغير الحكوميه التي تهتم بامر المقابر