منى سلمان
الخرووووف ..!!
(الخروووف .. يا سلمان)!!
فمن المعروف ان (الضبّاحين) وهم من يمتهنون مهنة الذبح من الاضان للاضان ضبح الخرفان طبعا قد تعودوا على الجلوس بالقرب من زرائب وقطعان الخراف يراقبون بعيني صقر حركة الشراء بحيث ما ان يشتري احدهم خروفا حتى يهبوا وينطلقوا في سباق ماراثوني للوصول لعربة المشتري، ومن ثم ينطلق معه صاحب النصيب للقيام بالواجب من ذبح وسلخ وتقطيع ثم مستغلا لغفلة عين الرقيب، سرقة ما تيسر من اللحم وهبر قطعة معتبرة من الكبد تاركا خلفه خشوم آكلي المرارة من أهل الذبيحة ملح .. ملح، ثم لا يتردد في قوة عين بعد ذلك في أخذ (الفيها النصيب) دون أن ينسى الدعاء لهم بـ (كرامة مقبولة).
كان (ضبّاح) من الاعراب يقيم في عمارة غير مكتملة البناء في حينا، ومن موقعة الاستراتيجي الذي يتيح له من عنقريبو متابعة الغاشي والماشي .. تابع صاحبنا عودة أبي ذات عصرية بـ (حمل) حنيذ في ضهرية العربية، كان قد اعجبه عند مروره بالزريبة فقرر شرائه ليتربى في (عزّنا) بضعة ايام لحين موعد حولية السادة المراغنة والتي تعود أبي على اقامتها بين الحين والاخر .. من موقعة على العنقريب شاهد (ضبّاحنا) عملية انزال الخروف من الضهرية، فهب في نشاط وهمة وعمد إلى ساطوره وسكينه وحملهما بسرعة (صفر)، واندفع نحو بيتنا عارضا خدماته قبل أن يهنأ الخروف بوضع حافره على باب البيت، ولكن خاب رجائه عندما اعتذر له أبي بعدم رغبته في ذبح الخروف يومها.
من ذاك اليوم وحتى جاء اليوم الذي انقضى فيه اجل الخروف، عانينا من دأب ومثابرة ولياقة صاحبنا المنقطعة النظير، حرصا منه على ان لا تفوته الفرصة في جندلة الخروف .. فما ان يصبح الصباح ويلمح أبي واقفا بالباب حتى يحمل ادواته وينطلق إليه وبعد سلام وحباب يسأل في عشم:
أها .. نويت على الخروف الليلة؟
فيعتذر له بأن: (لسه عليهو شوية)
ولكنه يتمحك بـ (سبلة) كي يتسبّل بها للمرور من بين يدي أبي في مجلسه مساءا، وبعد السلام وشيء من الكلام يسأله:
بكرة كيف؟
هكذا دام الحال لاكثر من اسبوع كان ضبّاحنا الهميم خلاله يغشى بيتنا ثلاثة .. أربعة مرات يوميا، مختلقا شتى الاعذار دون أن ينسى عند مغادرته السؤال:
لسه ما بقيتو على الخروف؟
فيجيبه أبي متلطفا: لسه.
ثم لم يعد يكلف خاطره بافتعال المواضيع للحضور إلى البيت بل يكتفي بالطرق على الباب بشدة وعندما يفتح له أبي يسأله مباشرة:
الخروف يا سلمان ؟!!
حتى اخرجه ذات يوم عن طوره فصاح فيه:
والله ما فضّل لي شيء غير افتح الباب للخروف ده يشرد .. عشان نرتاح من خوتة (يا سلمان .. الخروف) !!
ولعل تلك الثورة زادته حرصا على ان لا يتسبب غضب أبي منه في فقدانه حق تصفية الخروف، فزاد من (كترة الطلّة) حتى ناده أبي في صباح اليوم المعلوم:
تعال اضبح لينا الخروف ده عشان اضانا تبرد!
وقد كان.
تسبب طبعنا الميال للدارما في تحوير الحادثة باضافة كوزيين موية على لياقة صاحبنا، فصرنا نحكيها بأن الضبّاح كان عندما يغلق ابي في وجهه الباب زهجا، يعمد لتسلق الحائط ويصيح من فوقه:
سلمان !! .. الخروووف يا سلمان !!!!
مرت بخاطري تلك القصة الطريفة من ايام طفولتنا عندما هممت بكتابة مادة اللطائف هذا الصباح، وكنت انوي ان اتطرق فيها لموقف مرّ بي مع طفلة المانية مريضة بالمستشفى ايام عملية ابني هناك، ومن ثم ادخل منها للمداخلات العديدة والمفيدة التي تلقيتها عبر الهاتف عن موضوع الدق في المدارس كـ محادثتي مع أحد مستنيري بيت آل المهدي والمؤيد لسياسة استعمال الضرب كوسيلة تربية، والاتصال الذي ازال سوء الفهم بيني والاستاذة المعلمة هالة بلولة، والدكتور عبد الرحمن الجعلي الذي اكد لي على عدم اختلاف وجهات نظرنا حول الموضوع وغيرها من المكالمات .. ولكن خفت أن تقولوا لي:
كفانا منها .. يا منى .. الخروووف !!
طبعا انتهى المقال قبل ما احكي قصتي مع الشافعة الالمانية عشان كده نخليها لبكرة.
[/ALIGN] لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
يا منى قصة الشافعه الألمانية
صباح الخير استاذة/منى بالله عليك بسأل عن الاخت فدوى موسى ايش اخبارها وليه مختفية افيدونا؟؟
ضحكتينى والله يديك العافية.;)
انشاء الله ما يكون شال الكبده;)
طبعا لو راقبت الجزار حتي لو معاك جهاز الأمن كله حيسرق حيسرق قطعة اللحمة السمحة العارفينها انتو ويادخلها في الجراب أو في الجردل بتاع الكرشة وحتتفقد متي لما تودو الصينية للمطبخ وحبوبه تقول ليكم ليه اللحمة شوية;) 😉 😮
اختي العزيزة / منى اعجبني مقالك كثيرا وانا ممن بحبون الاخوه في السودان رغم انني وعدت زوجتي واولادي اننا سوف نزور السودان وننعم بالطبيعه بين النهرين ولم اوفق حتى الساعه اختي منى كي احقق رغبة المدام والاولاد ولكن هذا ليس موضوعنا والموضوع الرئيسي هو الرجاء محاولة الكتابه ليس فقط في اللهجه السودانية المحببه لنا نحن السعوديين ولكن نريد محاولة الكتابه ولوا قليلا بلهجه على الاقل نعرفها خاصة نحن من يحبك اختي العزيزه ويحب مقالاتك والمشكله اختي منى ان صحيفة النيلين اصبحت صحيفة عالميه وليست فقط لاخواننا السودانيين وبالتالي هي اجتاحت الحدود ونريد ان نقراء مقالاتك بالاسلوب السوداني الذي نفهمه عذرا اختي العزيزه ولكن الحق يقال . اقبلي تحياتي والشعب السوداني الشقيق احر امنياتي واتمنى له بالتقدم والرقي .
اخوكم / سعودي