إسرائيل تعد خطة لضرب إيران دون موافقة واشنطن
وأضاف المسؤولون أن شن ضربة عسكرية على إيران سيكون أمرًا صعبًا ولكنه ليس مستحيلاً دون الحصول على بيانات من سلاح الطيران الأميركي، الذي يسيطر على المجال الجوي العراقي. وقال إن إسرائيل طلبت بيانات في عام 1991 خلال حرب الخليج الأولى إلا أن الولايات المتحدة رفضت. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الإقدام على شن عملية من هذا القبيل ينطوي على مخاطر جمة.
ويذكر أن عدة تقارير صحفية كانت قد زعمت مؤخرًا أن الرئيس بوش رفض منح إسرائيل الضوء الأخضر لشن هجوم على المنشئات النووية الإيرانية. وكان تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية نشر في سبتمبر/أيلول الماضي قد أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد طلب من الرئيس بوش في مايو/ أيار الماضي منحه الضوء الأخضر لمهاجمة إيران بيد أن بوش رفض طلبه.
كما نقل تقرير آخر نشرته صحيفة Defense News في سبتمبر/أيلول الماضي حول نظام الإنذار المبكر الذي سلمته الولايات المتحدة مؤخرًا إلى إسرائيل مفاده أن مسؤولاً أميركيًا، قال “إن إرسال نظام X-Band بالإضافة إلى ما قمنا به من تعزيز لقدرات حلفائنا في المنطقة يبعث برسالتين متوازيتين، أولهما إحاطة إيران علما بأننا نعزز من قدراتنا في جميع أنحاء المنطقة وخاصة في إسرائيل. ولكن المهم في الموضوع أننا نطلب من الإسرائيليين التحلي بالهدوء والحكمة. إننا نفعل كل ما بوسعنا للوقوف إلى جانبكم وتعزيز دفاعاتكم لأننا لا نريدكم أن تتعجلوا في تبني الخيار العسكري في الوقت الراهن”.
وفي سياق متصل، رجح تقرير لمجلة Time الأميركية احتمال أن تكون الولايات المتحدة قد هدفت من نشرها أنظمة الرادار مراقبة المجال الجوي الإسرائيلي حتى لا تفاجأ بإرسال سلاح الطيران الإسرائيلي طائراته لقصف إيران، وهو سيناريو ترغب واشنطن في تجنبه.
من جهة أخرى استبعدت طهران يوم الاثنين احتمال شن إسرائيل هجومًا عليها وأعربت عن عدم أخذها هذا الأمر على محمل الجد. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قاشقافي “أعتقد أن التطورات الراهنة على الصعيد الإقليمي والدولي إضافة إلى الوضع المعقد الذي تواجهه إسرائيل لن يسمح لها بشن ضربة عسكرية ضد أي بلد وتهديدات إسرائيل ما هي إلا جزء من حربها النفسية والإعلامية”.
تصريحات لاريجاني تدهش واشنطن
في سياق قريب اعرب مساعدو ابرز اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي عن دهشتهم الكبيرة الاربعاء للتصريحات المنسوبة الى رئيس البرلمان الايراني وافادت ان بعضا منهم تقربوا من نواب ايرانيين تمهيدًا لإجراء حوار وقد نقلت الصحافة الايرانية الثلاثاء عن علي لاريجاني قوله ان البرلمان الذي يترأسه تلقى رسائل من اعضاء في الكونغرس الاميركي تحدثوا فيها عن امكانية اجراء “مفاوضات ثنائية” فيما قطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية منذ 1980.
وقال مساعد سناتور ديموقراطي يؤخذ برأيه كثيرا في الشؤون الدولية ان “الجميع على اقتناع بأن هذه المعلومات عارية من الصحة”. وقد كان يتحدث طالبًا عدم الكشف عن هويته بعدما طرح، كما قال، السؤال على اعضاء الكونغرس. واضاف ان منظمات غير حكومية طلبت من اعضاء في الكونغرس ان يشجعوا التبادل الثقافي والعلمي مع الايرانيين.
واوضح ان نوابًا اميركيين كتبوا رسائل دعم “لكني لست على علم بأن هذه الرسائل ارسلت مباشرة الى الايرانيين”. واكد “سيكون من غير المألوف ان يجري اعضاء في مجلس الشيوخ اتصالات مباشرة مع حكومات اجنبية وبالتالي مع انظمة الدول المارقة”.
وقال مساعد نائب آخر جمهوري ان هذه المعلومات “تثير دهشتي”، مشيرا الى الاستنكار الذي تثيره هذه الخطوة في الولايات المتحدة. وامتنع البيت الابيض عن الادلاء بأي تعليق. وقد اثار انتخاب باراك اوباما رئيسًا للولايات المتحدة والانتخابات الرئاسية التي ستجرى في ايران في 2009، تكهنات حول امكانية استئناف الحوار بين واشنطن وطهران.
مصر ونووي ايران
وكان أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الأربعاء أن بلاده “تؤيد الجهد الدولي للحيلولة دون تطوير إيران للأسلحة النووية” ولكنه شدد على “أهمية ألا تشهد المنطقة نزاعًا عسكريًا جديدًا وتفضيل الحل الدبلوماسي”. وقال ابو الغيط ان “مصر على كافة الاستعداد للمساهمة في اي نشاط او جهد ديبلوماسي دولي للتعامل مع ذلك طالما اتصف هذا التعامل بالموضوعية وعدم انتهاج معايير مزدوجة في تناول الملف النووي في الشرق الاوسط.
وعبر ابو الغيط عن المواقف في كلمة القتها نيابة عنه مساعدة وزير الخارجية وفاء بسيم امام مؤتمر نظمه المجلس المصري للعلاقات الخارجية (مركز بحثي يعني بشؤون السياسة الخارجية ويضم العديد من الديبلوماسيين المصريين المتقاعدين) حول “اميركا والشرق الاوسط في ظل ادارة جديدة”. ودعا ابو الغيط الادارة الاميركية الجديدة لاوباما الى عدم تجاهل عملية السلام في الشرق الاوسط والى “البناء على ما تحقق حتى الان وعدم العودة الى نقطة الصفر او العودة الى ثمانية سنوات مضت”.
وكان ابو الغيط يشير الى المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي انطلقت قبل عام في اعقاب مؤتمر انابوليس والتي كانت ادارة الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش تأمل في ان تسفر عن اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري ولكنها اقرت مؤخرا بصعوبة تحقيق ذلك لاستمرار الخلافات حول ملفات جوهرية من بينها القدس.
واضاف الوزير المصري “اتوقع ان يقدر الرئيس (الاميركي) المنتخب اهمية دور الدول الاقليمية في معالجة المشاكل بمناطقهم وبصفة خاصة مصر لا سيما في ما يتعلق بأمن الخليد الذي لمصر به مصالح اساسية ودور فعال يستوجب التشاور المسبق معها في اي ترتيبات قد تكون محل تفكير”.
المصدر :ايلاف [/ALIGN]