رأي ومقالات

عبير زين : الضربُ يكسِرهُمْ!

استخدام العقاب البدني أو التقريع الجسدي فى تربية الأبناء وتعليمهم يعتبر من أكثر الأساليب ضرراً على شخصية الطفل فالتأثير الذى يتركه الضرب على نفسية الطفل أكثر عمقاً من الآثار الجسدية الآنية، فقد أثبتت الدراسات أن الطفل الذى يتعرض للضرب خلال سنوات تنشئته الأولى يضعف من شخصيته ويولد لديه مشاعر الكره والحقد والعدوان، ويغرس بداخله القابلية للطاعة العمياء مما يجعله أكثر قابلية للتأثر برفقاء السوء والإنجراف وراء المنحرفين من مجموعات شادة وعدوانية وإنتحارية.

تعرُض الطفل للضرب يحطم بداخله الطاقة التى تدفع به لتعلم المهارات المهمه كمهارات فهم الذات والثقة بالنفس والطموح ويخمد لديه القدرة والقابليه على الحوار الذي به ترتقي الأمم، فإذا كان هدفنا تنشئة جيل واعي متفهم يتقبل الرأى والرأى الآخر فيجب أن نبدأ بصغارنا ونجنبهم العقاب ضرباً والجنوح لإستخدام الوسائل الأخرى التى هي أكثر فعالية وتأثيراً وبالطبع أكثر إحتراماً لكيان الطفل لئلا يكون عرضة للإصابة بالإكتئاب مما قد يزج به إلى هاوية الإدمان والإرهاب وغيرها من السلوكيات غير السوية.

أما عن الضرب في المدارس فحدث ولا حرج! فهو سبب رئيسي ومباشر فى الفشل الدراسي لكثير من الطلاب بل هو أحد أكبر أسباب الهدر التربوي ( ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس و تبعثرهم في الطرقات)، فنحنُ اليوم نضربهم في المداري ثم نأتي لنشتكي بعد سنوات من ظاهرة العُنف الطلابي!!

المُناط بالمعلم أن يكون سنداً ودافعاً للطالب إذ أنه يكون عالِماً و مُراعياً لخصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية، فعندما يكون المعلم متسلطاً ملوحاً بعصاه مُستخدماً إسلوب الضرب والقسوة مع التلاميذ فسيكون الوضع مختلف حيث يكره التلميذ المعلم والمدرسة فنراهُ يسلك أساليب ملتوية في التعامل و تضعف شخصيته وينتابه الخوف والفزع من المعلم ومع تطور الأحداث نراهُ يهرب أو يتقاعس عن الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض و قد يلجأ إلى الكذب أو الخروج من المنزل ويغير وجهة سيره إلى أماكن أخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليعود إلى منزله كأنه قادم منها .

سنوات البناء هي سنوات التنشئة والدراسة وهي التي تغرس فى الأجيال العِزة والكرامة والمهابة فمن غير الحِكمة تمريغها فى الوحل فى هذا السن الغض، و حتى ينشأ أطفالنا تنشئة يسودها الحب والتفاهم و حتى نُحببهم في الدراسة والمدرسة يجب الإبتعاد عن القسوة والضرب والتلفظ بالألفاظ المؤذية والمخالفة للدين لنُنشئ جيلاً يبني ويعمر، و لا يعني ذلك أن نعتمد إسلوب الدلال المُفسد ولكن أن نختار ونتخير الأساليب المُناسبة للعقاب دون المساس بكرامة أبنائنا وطلابنا فعيون الوطن تترقب أن نرفدهُ بجيل شامخ واثق قادر على حماية كرامته و صون عزته.

همسات – عبير زين

‫4 تعليقات

  1. [FONT=Arial Black][SIZE=5]قد يختلف معي الكثيرين او يتفقوا معي..الضرب الخفيف الذي اوصت به السنة النبوية يعتبر موجه جيد والاطفال في سنين محددة يحتاجون للتقويم بالكلمة واحيانا بالقرصة والضربة..اري الاجانب والاوربيين وهم من اخترع هذه النظريات (عدم الضرب) يعانون الامرين من تمرد اطفالهم وجنوحهم للعنف و القتل رغما عن ان اهاليهم لم يقوموا بضربهم ولو علي سبيل المزاح…اذن هل ناخذ كل فكر غربي حتي وان ثبت فشله ؟؟؟[/SIZE][/FONT]

  2. [B]طيب انااعلم تفكك اسرة بكاملها وذلك لعدم تقويمهم وضربهم عند التنشئة عندما كانوا صغارا وانا شخصيا ضربت ، ضرب غرائب الإبل ولكن الحمد لله شخصيتي سليمة ولم تهتز .. أريد أن اقول الضرب المطلوب في مرحلة من مراحل الطفل لكي يقوم ويستقيم .. وحتى رسولناالكريم صلى الله عليه وسلم قال أضربوهم في العشر للصلاة .. فيستحيل أن يربى الطفل بدون ضرب .. وهذا رأي قابل لللخطأ وراي غيري قابل للصواب .. وتحياتي .[/B]

  3. الأخت الكريمة عبير نرجو أن نهمس بألا تكون مرجعيتك فقط ما يكتبه أساتذة التربية وعلم النفس الغربيون فهم يعلمون ظاهرا وليسوا بمستيقنين؛ نعم الضرب المبرح هو المقصود ولكن الضرب التربوي التأديبي من لوالد للولد ليس كذلك ولدينا دليل؛ فقد ورد في الأثر عن الرسول (ص): ” مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر” أي عند عمر العشر سنوات؛ وهذا حسب تعريفكم طفل؛ كما أن في القرآن ” .. واضربوهن ..” في شأن تأديب المرأة الناشز؛ طبعاً ليس ذلك على الإطلاق؛ ففي كل هذه الحالات يربط الضرب بسبب يستوجبه؛ وفي الاسلام الضرب لأقل من عشرة سنوات للصبي غير مشروع؛ وعلم النفس الحديث أثبت أن بعض الأشخاص يمنعهم الضرب من بعض الجرائم؛ وفي الإسلام شرعت عقوبة الجلد على شارب الخمر والزاني غير المحصن ونحن نعتقد أن الله أحكم الحاكمين؛ إذاً هل نصدق: ما يكتبه الخواجات ونكذّب القرآن والرسول محمد (ص)؟ عليكم ألا تكونوا مجرد ببغاوات وحواطب ليل تيعون أقوال ما ينعق بما لايسمع ولا يعقل بل عليكم أن تتفكروا وتنظروا فيما عندكم من تجارب وفق مرجعيتكم الحقيقية.