زيارة مشار .. هل تنقذ الأنبوب ؟
وتفاءل عدد من المراقبين والاقتصاديين والقطاعات المختلفة ان تسفر الزيارة المرتقبة (اليوم) بنتائج إيجابية خاصة وأن مشار يحمل ثلاثة أجندة لمناقشتها مع المسؤولين في الخرطوم من بينها عدم قفل انبوب صادر نفط الجنوب بعد الفترة المحددة (60) يوما حسب التوجيهات الصادرة لوزارة النفط في التاسع من يونيو الجاري، وتوقع عدد من الاقتصاديين ان يسفر اللقاء بتنازلات من حكومة جوبا وعدم الدخول والاستمرار في دعم الحركات المسلحة خاصة وان اتفاقية النفط تعتبر مفتاحية لتنفيذ الاتفاقيات الاخرى.
ويقول د.عزالدين ابراهيم وزير الدولة بوزارة المالية السابق نأمل أن تسفر الزيارة بنتائج ايجابية وتابع: (انا متفائل ان تؤدي الزيارة الى تهدئة الخواطر وان تسفر بنتائج ايجابية) وبرر ذلك لحاجة جوبا لعائدات النفط والتي تتمثل 98% من ايرادات الدولة وقال د.عزالدين في حديثه لـ(الرأي العام) ان اتفاقية النفط تعتبر مفتاحية ومعبرا لتنفيذ بقية الاتفاقيات الامر الذي قد يؤدي الى تنازلات من حكومة الجنوب والالتزام بعدم دعم الحركات المسلحة على الحدود خاصة وان حكومة الجنوب أكدت في مرات عديدة تنفيذ الاتفاقيات في ظل وجود البدائل لصادرات النفط والتي قد تتأخر لسنوات حال اتجاههم لعمل انبوب عبر دولة اخرى.
واضاف: ان تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين كاملة سوف تعود بفوائد كبيرة لصالح الدولتين، واشار الى ان ذلك سيؤدي الى زيادة التعاون في مختلف المجالات بين البلدين، مؤكدا ان عدم التنفيذ سيؤدي الى ضرر أكبر للجنوب بصفة خاصة، وأعرب عن امله ان تسفر الزيارة بنتائج ملموسة,
ويؤكد د.بابكر محمد توم الخبير الاقتصادي أهمية النفط لدولة الجنوب من حيث الايرادات التي تعتمدها عليها بنسبة تفوق الـ(98%). وقال ان هذا الأمر سيجعل من اللقاء والمباحثات والوساطات الجارية امرا حاسما لتنفيذ الاتفاقيات، وتوقع التوم ان يسفر اللقاء عن نتائج ايجابية خاصة وان هنالك ضغوطا للجنوب من شركاء النفط بضرورة استمرار تدفق النفط، وقال ان عدم وجود البدائل للجنوب في الوقت الراهن سيكون محفزا لوصول الطرفين لتنفيذ كل اتفاقيات المصفوفة الموقعة بين الجانبين.
وتوقع د.شريف التهامي وزير الطاقة الأسبق ان تسفر زيارة نائب رئيس حكومة الجنوب بنتائج ايجابية خاصة و أن اتجاه حكومة الجنوب لايفاد مشار تشير الى دخولها في حرج مع مواطنيها ومع المجتمع الدولي، واشار الى اهمية النفط وايراداته لحكومة الجنوب الأمر الذي قد يكون حافزا ومشجعا للقبول بطلب حكومة السودان وعدم دعم الحركات المسلحة، وأعرب التهامي عن أمله أن تسفر المساعي الجارية ولقاء نائبي رئيسي البلدين المتوقعة اليوم بنتائج ايجابية خاصة وان الدولتين تعتمدان على النفط بالذات جنوب السودان الذي يعول على ايرادات النفط بصورة أكبر في موازنتها.
وتفيد المتابعات بان سلفا كيرميارديت رئيس حكومة الجنوب قد منح لنائبه تفويضاً كاملاً بالانخراط في مناقشة واسعة حول النقاط التي تثيرها الخرطوم وحسب المتابعات أن د.رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب يحمل في زيارته للخرطوم اليوم ثلاثة أجندة ، وان الرئيس سلفا كير وجه نائبه بنقل ثلاث نقاط رئيسة للخرطوم تشمل التأكيد على التمسك باتفاق التعاون وتنفيذه بواسطة المقترحات الجديدة للآلية الإفريقية، بجانب التأكيد على عدم نية جوبا تغيير النظام في الخرطوم بدعم وإيواء الحركات المتمردة، إضافة إلى مناقشة عدم قفل أنبوب النفط خلال (60) يوماً.
صحيفة الرأي العام
عبد الرؤوف عوض