منى سلمان

سمعوا بيهو وين (1-2) ؟!!

سمعوا بيهو وين (1-2) ؟!!
حكى استاذنا المبجل (محمد سعيد محمد الحسن) في عموده بصحيفة( الرأي العام)، عن واقعة حدثت في مؤتمر طبي ترأسه وأداره البروفيسور مامون حميدة، وشارك فيه حوالي سبعمائة طبيب وطبيبة شابة، حيث خطر للبروف مأمون سؤال هذا الجمع الطبي المهيب عن البروف العالم (حسين أبو صالح)، وظهر ان سبعة فقط من بين السبعمائة عرفوا أنه اختصاصي جراحة الأعصاب، ومن قيادات نقابة الأطباء، وكان له دور مقدر في الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالنظام المايوي، وعمل وزيراً للصحة والشؤون الاجتماعية والخارجية..
عبّر أستاذنا (محمد الحسن)، عن شعوره بالحزن والصدمة، بأن واحدا في المئة من جمع الاطباء الشباب تعرفوا على البروفيسور، مع العلم بأنه لا يزال في ساحة العطاء بدليل حضوره لنفس المؤتمر وإسهامه المباشر فيه، فمعنى ذلك انهم يجهلون تماماً الرموز الوطنية والعلمية والفكرية والثقافية في السودان، وإذا غابت عنهم أية معلومة عن رقم في حجم العالم (أبو صالح)، فهل سيعرفون مثلا أبو الطب الدكتور (داؤود مصطفى) الذي أذهل أطباء مستشفى متقدم في جنيف سويسرا، لأنه أرسل مذكرة مع مريض أصيب بجلطة دماغية، ولم يلتفتوا إليها في حينها وسارعوا الى الفحوصات الطبية الضرورية وعندما استيقنوا من المطلوب، أي إجراء جراحة عاجلة في غرفة العمليات لوقف النزف الدموي كان المريض قد فارق الحياة، وعندما طالع مدير المستشفى السويسري المذكرة لاحقا، وجد ان الطبيب السوداني لخص الحالة بأنها (نزف دموي في الرأس) فسأل كيف توصل الطبيب السوداني الى ذلك؟ فتلقى الاجابة (عبر الجس بأصابع اليد) ..
ثم عدد أستاذنا (محمد الحسن) في سرده الاستنكاري، اسماء مجموعة من علمائنا الاجلاء في مجال الطب مثل البروفسير (التيجاني الماحي) مؤسس الطب النفسي في السودان، والبروفيسور (منصور علي حسيب) عميد كلية طب الخرطوم في حقبة الستينيات، الذي استطاع بجهد علمي وبحثي خارق الوصول الى مصل لمكافحة وباء السحائي، وآنذاك كان يسمى (أبو فرار) لضربته التي تفضي الى الموت مباشرة، ومات به الآلاف من المواطنين، فاستطاع هذا العالم السوداني الفذ الوصول الى مصل مكافحة السحائي وبالتالي توفير الوقاية والحماية خاصة للأطفال والتلاميذ في المدارس، كذلك جاء على ذكر العالم البروفسير (حمد ساتي) أول سوداني أشرف على معامل استاك، وقاد الحملات الطبية والعلاجية للأوبئة المنتشرة في أدغال الجنوب في حقبة الخمسينيات والستينيات ..
وختم مقاله بسؤال محبط .. هل نتوقع من هؤلاء الشباب ان يكون لهم عطاء يوازي أو يقارب ما قدمه أطباء السودان العمالقة، وهم يجهلون ما يمثله رقماً ملفتاً في الطب والعلم والوطنية كالبروفيسور (أبو صالح) ؟!

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

‫4 تعليقات

  1. لكن يا منى الجامعات كترت زى الهم فى القلب وبالتالى كليات الطب

    واصبحت تجارة واكيد ما جابوا ليهم سيرة واحدمن العلماء ومامون

    حميدة نفسه مشارك فى هذه الامية مفروض يضعوا صورة هؤلا ء العلماء ويكتبوا سيرتهم ومسيرتهم ويقدموا بحوث بجوائز عليك الله ما كتر خيرهم
    وصلوا مرحلة حضور مؤتمر

  2. والله الشباب فيهم الخير لكن الغلط من الكبار ليه ما تكون في مادة معلومات عامة اثناء الدراسة تستعرض سير الاعلام من الاطباء واسهاماتهمفي الحقل الطبى وتعمم فى كل التخصصات والما عندو كبير يشترى ويتفرج فى سيرته الزاتية

  3. شليفة ردود الشباب يامنى؟ والله نحن كنا عصاميين بنينا ثقافتنا بأنفسنا متمسكين بمبدأ علمني الصيد، أما غالب شباب اليوم فهم على طريقة اعطني سمكة.اما الصيد فعندما يحين وقته .ولكن وقته قد يأتي في غير وقته وقد لا يأتي أبدا

  4. التحية لكي أستاذة منى وانتي تثرين الموقع بكتاباتك الهادفة التي تخدم ولا تهدم لقد طالت المدة ولم اقراء كتاباتك لأني في مقالة قديمة كان موضوعها عن دراستك بالاسكندرية علقت على تلك المقالة في رساله ايميل متوقعا ردك ولم يصلني رد فأنقطعت عن مطالعة صفحتك منذ ذاك ولكن اليوم مررت بموقع النيلين ومباشرتا وصلت لصفحتك الموقرة ووجدتك كما عهدتك متألقة بكتاباتك الهادفة فقصة طلاب الطب مأساة حقيقية ولكنها ليست الوحيدة شباب اليوم لا يفقهون شيئا عن ابسط الامور حتى يصلولمراحل علمية ممتازة لكن معلوماتهم العامة زيرودراسة اليوم هدفها شهادة وليس العلم والطريق للشهادة الحفظ والله المستعان ؟