[JUSTIFY]
وثيقة الفجر الجديد التي مثلت تعاقداً بين الحركات المسلحة وتحالف المعارضة ،والتي توحدت بموجبها الوسائل ،بحيث يصبح العمل شبه المسلح في المدن خياراً متبعاً للتحالف ،وجاءت مرحلته الثانية بإطلاق خطة المائة يوم لتغيير نظام الإنقاذ وتوعدت قياداته بأنها لن تدع الحزب الحاكم يحتفل بعيده الرابع والعشرين إن لم تفلح في تغييره قبلها ،وقد ظللنا نتساءل عن تكتيكات هذه الخطة وكيف لها أن تضمن التغيير في مائة يوم ،لأن التحالف إن فشل في تحقيق هدفه المعلن فسوف يحرر لنفسه شهادة وفاة،وكانت التبريرات تخرج من قادته تحدث عن أن الخطة ماضية ،وما زالوا يطمئنون أنفسهم أو يكابرون بأن الأمور تسير كما هو مخطط لها ،وظل الرأي العام يبحث عن نقطة التغيير الأساسية التي تطرأ على أساليب المعارضة حتى تجعل حديثها عن نجاحها في التغيير منطقياً ومقبولاً ،خاصةً بعدما أعلن الإمام الصادق المهدي نفض يده عن خطة المائة يوم رغم حديث الآخرين بأن الطبخة قد تمت في دار حزب الأمة القومي وبمشاركته ،لكن يبدو أن الإمام الصادق قد علم أن عناصر الطبخة قد أضيفت إليها بعض المكونات المسممة من قبيل دس السم في الدسم فرفض أن يكون مواصلاً في مطبخ التحالف الذي لا يزال متمسكاً بكتيب وصفات الفجر الجديد الذي صدر في كمبالا والذي بالتأكيد لن ينتج وجبةً سودانية معروفة أو مستساغة ،إن كل تطور يحتاج إلى نقطة بداية ،وأهل العلوم الطبيعية يعلمون أن أفضل نظرية علمية تتحدث عن نشأة الكون هي النظرية المسماة بـ( الانفجار العظيم big bang) ،وتقول إن الكون المعروف كان كتلة واحدة من المادة شديدة الكثافة منضغطة في جسم واحد في درجة حرارة باردة فزادت درجة الحرارة فانفجرت الكتلة وتوزعت إلى مجرات نجوم وكواكب وأقمار وشهب ونيازك،ودار كل منها في فلك ،وهو يقابل عندنا قوله تعالى ) : ألم تر أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ) ،أعلم عقلية بعض أهل التحالف الذين يتبعون أيدلوجيا الطبيعيات ،ويعتقدون أن مثل ذلك الانفجار الذي كانوا ينوون تنفيذه عشية احتشاد الأنصار في ميدان الخليفة ،سيعلن بداية عالمهم الذي يريدون أن تتشتت القوى المجتمعية والسياسية والطوائف الدينية بموجبه فتتحقق لهم الفوضى الخلاقة.
حاشية :
فلنستهجن ذلك الفعل الشنيع بكل المعاني ،ولننبذ كل من يقدم على الفعل السياسي المدني بأدبيات لا تمت إلى خصال الشعب السوداني بصلة تسامحاً وسلماً وتصافياً ،وعندما يتشاجر سودانيان يدعو كل واحد منهما الآخر لأن يخرج إليه من وسط الناس إلى مكان قصي (ليتراجلا) ،لا أن يستهدف الأبرياء ويتحول الفعل القتالي من ميادين القتال إلى ميادين الجدال ،والتحية للسلطات التي حقنت دماء المواطنين بعمل قبلي استباقي كنا ننتظر منهجه في ميادين أخرى.صحيفة الراي العام
مرتضي شطه
[/JUSTIFY]
كلام مرصوص رص ذى الطوب النى