منى سلمان

سمعوا بيهو وين (2-2) ؟!!

سمعوا بيهو وين (2-2) ؟!!
حسنا، لنحمّد أستاذنا الجليل بأن هذا الجهل المخجل ليس في مجال الطب فقط، لان جهل أبناءنا الشباب أشمل واكثر اوجاعا، ففي استطلاع اجرته صحيفة (حكايات) في العام الماضي، قامت من خلاله بسؤال مجموعات من طلاب الجامعات، عن بعض من رموزنا الوطنية والفنية والاجتماعية، فكانت اجاباتهم تنذر بالعاقبة الوخيمة لاجيال لاتعرف تاريخها، فمنهم من يعتقد أن الزعيم الأزهري اسم لصينية حركة في أم درمان بجانب ان هناك جامعة بنفس الاسم، ومنهم من يعتقد ان (محمد احمد المحجوب) فنان شعبي، و(يحيى الفضلي) شاعر سوداني معاصر .. في ظني المتواضع ان أصل المشكلة ليس في هذا الجهل، ولكن في من تسبب فيه، فمن أين يمكن أن يعرف أبناؤنا نتاج الثورة التعليمية تاريخهم القديم ناهيك عن المعاصر، وسط ركام الآلاف من صفحات المقررات المكررة ذات المضمون (المجوبك) و(المسلوق) بل والمكرر في بعض الاحيان (بي صمتو) . المشكلة أن المصدر الثاني لتلقي المعارف هو المطالعة وقراءة الكتب تاريخية او ثقافية او ادبية، فهواية المطالعة تجعل من متعاطيها شخصا ملما بكل ما يحيط به، وتنفي عنه وصمة الجهل الثقافي، ولكن للاسف فكل ما يمت للقراءة والكتب اطاحت به بالضربة القاضية الفضائيات قبل ان تجهز عليه غرف الشات التي اجتذبت اليها الشباب .. أما وسيلة المعرفة الثالثة وهي (المشافهة) ونقل المعارف عن طريق التلقي والونسة مع الآباء والأجداد التي حرمت منها الاجيال الحديثة .. مثلا نحنا سمعنا عن دكتور (التجاني الماحي) في طفولتنا من مقولة مكاواة تقول (البتحشر بيودوه (بعشر) والبجي تاني بودوهو (التجاني)) فعلمنا – بداهة كده ? ان التجاني وبعشر من رواد الطب النفسي في السودان، ثم علمنا أن د (التجاني) متوفي لمقولة مكاواة ايضا، تطالب الناس بامتناع عن مقاربة الجنون، وذلك لان من سيجن لن يجد من يعالجه بسبب ان (التجاني مات وبعشر بقى وزير) .. عارفة في ناس بخلوا الكلام ده كلو ويطلعوني اقدم من طرقة الكسرة !!

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

تعليق واحد