د. حسن الترابي وعقدة الذنب
حكومة السودان قالت ان ما يحدث في مصر شأن داخلي ومرد حديثها الي خيبة أملها في مرسي الذي كانت ترجو سنده خلال فترة عصيبة تمر بها حكومة جنوب الوادي بعد انفصال الجنوب السوداني وتردي الوضع الاقتصادي الي مستويات غير مسبوقة لكن مرسي واخوان مصر صعروا خدهم لإخوان السودان حذار الموت فبهاء الانتخاب وصلجان الشعب جعلهم يفرون من تجربة السودان التي اكتملت حلقات فشلها ولم يبق من مشروع الإسلاميين سوي السلطة لذاتها وملذاتها ثم لا شيء اخر.
موقف الترابي لم يقصد به مخالفة موقف الحكومة الرسمي رغم انه جاء في ذلك السياق عقدة الذنب التي تطارد الترابي لانقلابه علي النظام الديمقراطي الذي أفسح له في الحياة السياسية حتي صار القوة الثالثة ومسيطرا علي قطاعات كبيرة في الطلاب والمهنيين والإعلاميين من خلال متابعاتي لحوارات الترابي المتعددة ما زال الترابي متأرجح بين إقراره بصحة خطوة الانقلاب او خطئها كثير ما يقول كانت أجواء الحرية كافية لتنظيمنا وكانت لنا علاقاتنا الخارجية الانقلاب خطا كبير إلا انه يعود ليقول رغم تمدد تنظيمنا لم يكن الغرب ليسمح لنا بالوصول للسلطة عبر آلية الديمقراطية الترابي عندما ينظر لما حدث في مصر يرجح رايه الانقلابي وصحة ما ذهب إليه في المؤتمر الصحفي لم يكن الترابي يحدث سوي نفسه لينام ضميره عن ما فعله بالوطن .
لا اعرف كيف يفكر الترابي وهو العالم برفض الغرب له عبر طريق الديمقراطي ثم تحركه نحو الخيار الثاني الانقلاب، فأعطي الغرب مبرراً أخلاقياً لحصار تجربته هذا الحصار الذي دفع ثمنه القطر الفقير المسكين المسكون بالمرض والحروب الأهلية لو وصل الترابي للسلطة عن طريق الصندوق ثم أوقفه الغرب لربما وقف علي أرضيه أخلاقية لمعركته ضد الغرب.
لكن ما إن خرج الترابي بموتمره الصحفي يرفض ما حدث في مصر حتي كان لسان حال الجميع أنت بالذات لا.
صحيفة القرار
عبارة “شق عصا الطاعة” غير مناسبة لرجل بقامة الترابي؛ فمن هم المصريون حتى يشق عليهم عصا وهل كانوا يملكونه حصرياً؛ قد يختلف الناس مع الترابي أو يكرهونه؛ ولكن الجميع يعترفون أنه مفكر إسلامي شجاع وجرئ ولديه القدرة للدفاع عن آرائه وأفكاره والتعبير عنها بوضوح سافر؛ أما موقفه من معارضة الانقلاب العسكري في مصر فهو صحيح من حيث المبدأ؛ وسكوت الحكومة لا يعني صحة الانقلاب؛ ولكن كما في الصلاة ففي السياسة الدولية هناك سر وجهر..
في الصميم