عبير زين : فنزويلا في حماية إمرأة!
تصدر هذا الخبر وكالات الأنباء ومانشيتات الصحف الفنزويليه فقد تم يوم الجمعة تلاوة خِطاب التعيين في فنزويلا تِلك البلد التي كانت تُعاني من طامة العُنف ضد المرأة حتى عهدٍ قريب رغم وجود قانون يحمي النساء إلا أنه غير ذو تأثير لأنه غير مُطبق بالشكل الكافي، ففي التقرير الصادر بتاريخ: الأربعاء، 16 يوليو للعام 2008 (مُنذ خمسة سنوات فقط)، حثت منظمة العفو الدولية السلطات الفنزويلية على إظهار إرادتها السياسية وتوفير الموارد اللازمة لضمان عدم بقاء قانون عام 2007 الجديد المتعلق بالعنف ضد المرأة حبراً على ورق، إذ تعاني آلاف النساء في فنـزويلا من الضرب والإساءة اللفظية والاغتصاب داخل حمى بيوتهن، ففي سنة 2007 وحدها اتصلت 4.484 امرأة لطلب النجدة عبر خط طلب المساعدة المباشر الذي أقامه المعهد الوطني لشؤون المرأة للإبلاغ عن الانتهاكات، ويفيد تقرير آخر لمنظمات محلية بأن واحدة من كُلْ تسع نساء فقط تقوم بإبلاغ السلطات عما يتعرضن له من عنف!! بل إن آلاف النساء في فنـزويلا يعشن في حالة خوف دائم من أن يتعرضن للعنف على أيدي شركائهن، خوفاً على حياتهن وخوفاً على سلامة أطفالهن و حتى عندما يتوفر لهن الأمان فإن العديد من النساء يشعرن بعدم وجود خيار أمامهن سوى البقاء مع المسيئين إليهن أو مواجهة التشرد وعدم القدرة على إعالة أنفسهن أو أطفالهن.
إتخذت فنزويلا خطوات للأمام لتغيير الواقع الإجتماعي القاسي للمرأة الفنزويلية فخاضت تجربةً فى إعادة صياغة الدستور بشكل يتضمن المساواة بين النساء والرجال و مُناشدة العدالة الإجتماعية، بل إنها إتخذت على هذا الصعيد قفزة فاقت بها الكثير من الدول المتقدمة إذ قررت بموجب قانون العمل الجديد (لعام 2013م) منح الأمهات المتفرغات لرعاية عائلاتهن رواتب تقاعدية وهو أمر غير مألوف قبلاً خاصةً إذا كانت الأُمهات غير عاملات مُسبقاً ضمن مؤسسات، ويعترف قانون العمل الجديد الذي جرى تشريعه من قبل الحركة التشافيزية (التي قادها الرئيس الراحل هوغو تشافيز) بـالعمل غير المأجور الذي تقوم به عادةً النساء.
دستور فنزويلا الذي تم إقراره في 1999 يقضى بموقفه الواضح ضد التمييز على أساس النوع بين المرأة والرجل، فهو يضمن حق النساء في العمل وفي الخدمات الصحية وفي الضمان الاجتماعي والرواتب التقاعدية، ويضاف الى ذلك ان هذا الدستور تفرّد بتأييده لفكرة أن النساء اللاتي هن أمهات ينبغي أن يحصلن على رواتب تقاعدية، ويعترف عملياً بـالقيمة النقدية للعمل المنزلي! وتم تفعيل هذه الفقرة بمطلع هذا العام بالإعتراف بأحقية المرأة لراتب مُقابل رعاية أبناءها، وبهذا الموقف المتقدم للدستور الفنزويلي تجاه حقوق المرأة، تتقدم فنزويلا للمرتبة الثالثة عالمياً بتوفير أطول فترة لإجازة الأمومة، اذ تمنح الأمهات ستة أسابيع إجازة في مرحلة ما قبل الولادة وعشرين أسبوعاً بعدها، ويمكن للآباء أن يحصلوا على اسبوعين من إجازة الأبوة (وهي ممنوحة لمن يُرزق بطفل حتى يقوم بمشاركة زوجتة أعباء الإهتمام بالمولود) كما يمكن للوالدين اللذين يتبنيان طفلاً دون سن الثالثة أن يحصلا على منافع مماثلة.
التغيير السياسي لا ينفصل عن التغيير الإجتماعي بل يرتبطان معاً على خط توازي واحد، والجهود الحقيقية التى تُبذل لتحسين أوضاع المرأة في المجتمعات والإعتراف بحقها وقدرتها على التميز والعطاء دون النظر إلى نوعها بإستضعاف هي خطوة أولى نحو الإعتراف بحقها في مقاعد القيادة بين أشقائها الرجال، وهذا ليس ببعيدٍ عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية فقد خاضت المرأة الحروب وتقلدت أعلى المراتب مّنذ فجر التاريخ الإسلامي، وليس بالضرورة أن تكون تِلك المكانة بتسلق أعلى قمم القيادة بترشحها لرئاسة الدول أو إمارتها، ولكن تلك القدرة القيادية تظهر جليةً في لعبها دور البطولة في نماذج في التاريخ الإسلامي، فقد أثبتت المراةُ على مرِ العُصور أنها ذاتُ رأىٍ سديد ومشورةِ صائبةِ ولم يمنعها نقصُ عقلِها و دِينِها أن تُدوّنَ سطوراً بمِدادِ الخلودُ فى صفحاتِ التاريخ، فها هي أُمُ المؤمنين أُم سلمى رضى اللهُ عنها تخرُجُ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم فى رِحلتهِ إلى مكةِ حيثُ تمّ صُلحِ الحُديبيةُ، وكانَ لها دورُ لنْ ينساهُ التاريخ إذ كانت أُنموذجاً للرأىِ الصائبِ في حِفظِ كيانِ الجماعة من التصدع و هذا الموقف يُثبت أن المرأة عنصر فعال وحيوى، فقد شاركت فى الدعوةِ وشاركت فى الهجرةِ وشاركت فى لحظاتِ الابتلاءِ والغزوِ ولها دورُها في العلمِ والروايةِ والاجتهادِ والتأمينِ من الأعداءِ.
همسات – عبير زين
طيب دا خبر جميل وين تعليقك والمغزى شنو من الموضوع اصلا علشان الزول يكتب اسمو عليهو ديل صحفيين شنو ديل ياخوانا ؟؟؟؟؟؟؟