تحقيقات وتقارير
الصحافة البريطانية تؤكد انهيار جنوب السودان سياسياً واقتصاديـاً
وقال «إن سلفا كير من أجل تعزيز موقفه كسب اتفاقًا مع حكومة الخرطوم خلال هذا العام بموجبه يتم إعادة تصدير بترول الجنوب عبر منشآت السودان وصولاً الى البحر الأحمر. لكن الرئيس السوداني عمر البشير هدد بإغلاق الأنابيب على خلفية ما قال إنه بسبب دعم جنوب السودان لمتمردين يقاتلون حكومة الخرطوم على الحدود في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. لكن جنوب السودان أنكر الاتهامات. ويشكل البترول «95%» من عائدات دولة جنوب السودان. وقال الصحفي البريطاني إن مراقبين في جوبا قالوا «إن تجدد وقف التصدير من شأنه أن يجعل حكومة الجنوب تجثو على ركبتيها ويهدد بانهيار كامل للحكومة وهذا يجعل البشير يواصل في ذلك.
وفي لقاء مع مشار من مكتبه قال للغارديان «إن حكومة سلفا كير والحركة الشعبية لم تعد قادرة على تلبية تطلعات الشعب. وإن سلفا كير فشل في انتهاز الفرصة التي مُنحت له للحكم منذ «2005» لبناء مؤسسات دولة قوية، لمعالجة فساد المسؤولين ولبناء علاقات تعاون مع الخرطوم. وهذا هو الوقت المناسب لسلفا كير ليغادر. من الطبيعي والحتمي أنه بعد بقاء رئيس لفترة طويلة أن تظهر أجيال جديدة ويحل محله شخص آخر. وحتى نتفادى التسلط والديكتاتورية فمن الأفضل لنا أن نُحدث التغيير. ووقتنا محدود الآن. لقد ظللت أخدم تحت سلفا كير وأفعل ما بوسعي لأخدم تحته لكن أظن أن الوقت قد حان للتغيير. وأضاف مشار: «رئيسنا له إرث جيد مضى بنا عبر فترة انتقالية صعبة جدًا ونجحنا في ذلك تحت قيادته. لقد طُبقت اتفاقية السلام الشامل وأُجري الاستفتاء وأُعلن الاستقلال ونحن الآن في مرحلة تحول. «وهذا كله إرث جيد لسلفا كير». ورداً على سؤال عن سيطرة الحركة الشعبية على الحكومة والجيش والأمن عدا حفنة مقاعد في البرلمان، قال مشار «أتمنى أن يعتمد الحزب الحاكم اقتراح انتخابات مبكرة والموافقة على ترشيحه هو وبالتالي يجبر سلفا كير على التنحي مبكراً ويفشل مخططه لإعادة انتخابه». وقال تسدال إن المراقبين يقولون إن هنالك علامات لوجود خلافات داخل الدوائر الحاكمة ولقد قام سلفا كير مراراً بتأجيل محاولات الحزب لعقد اجتماع لمناقشة موضوعات القيادة. وخلال هذا العام قلص سلفا كير من سلطات نائبه رياك مشار ومنذ ذلك الوقت نشرت وكالة الأنباء الرسمية عدة موضوعات اتهمت مشار بجنون العظمة.
وقال الصحفي البريطاني: «إن مشار ظهر غير مكترث لاحتمالات انقسام الحركة الشعبية إذ قال «نتمنى أن نستطيع حل هذه القضية. حالياً هناك أربع شخصيات أبدت رغبتها في الترشح للانتخابات الرئاسية. وقال مشار «إنه سيكون سعيداً لو أصبح رئيسًا ولا يمانع أن يخدم سلفا كير تحته لكنه بدا غامضاً عندما سئل عما إذا كان سيرضى بأن يعمل مجدداً تحت قيادة سلفا كير.
وقال الصحفي البريطاني «إن المراقبين يقولون إن ربيكا قرنق سترشح نفسها للانتخابات لكنهم لايستبعدون أن تنضم لمشار في مسعاه لإسقاط سلفا كير. وقال سايمون إن هناك عدم رضى كبير من حكومة سلفا كير التي فشلت في توفير الوظائف، الخدمات الصحية، المدارس، السكن والطرق. كما أنها فشلت في الاستثمار في البنية التحتية وقطاع الأعمال. بعد عامين من الاستقلال أصبح «50%» من الشعب يعيش تحت خط الفقر ومعدل الجهل مرتفع جداً ومتوسط العمر المتوقع «42» عامًا. كما أن المجاعة تنتشر في كل الدولة وأكثر من نصف الشعب يعاني من الجوع. بينما يبلغ مستوى الصرف الحكومي على الزراعة فقط «5.2%» من ميزانية الدولة بينما تقدم «25%» من ميزانية الدولة لقطاع الجيش والأمن. وأكثر من نصف ميزانية الدولة تذهب للانفاق على الحكومة نفسها بشكل أساسي على المرتبات والسلع التفاخرية وسيارات اللاند كروزر الفخمة.
وأشار تسدال إلى تفشي الفساد وسط الصفوة الحاكمة وسلفا كير نفسه سبق أن اعلن أن هناك بلايين الجنيهات صُرفت بطريقة غير صحيحة ودعا «75» من المسؤولين لاستعادة الأموال التي نهبوها. وتقف مفوضية محاربة الفساد عاجزة عن فعل شيء بل إنها غير قادرة على دفع إيجار المبنى الذي تشغله.
وانتفل سايمون تسدال للحديث عن أوضاع حقوق الإنسان والحريات المدنية حيث قال «إن قوات الأمن التي تنتشر في كل مكان بشكل خفي أيضًا هي متهمة من قبل منظمة هيومن رايتس ووتش والصحفيين كونها خلقت مجتمعًا مراقبً في الجنوب تنعدم فيه حرية الصحافة أو منظمات المجتمع المدني وجماعات الضغط بل إنها تقتل الصحفيين كما حدث للصحفي «ازايا ابراهام». وقد كتبت المنظمات غير الحكومية عن انتشار اعمال اختطاف للناشطين وعمليات اعتقال تعسفي خلال العام المنصرم. فقد اصبحت الحكومة غير متسامحة مع اي صوت يرتفع بالنقد. وأضاف الصحفي انه في مقابلة مع صحفية جنوبية طلبت منه عدم ذكر اسمها قالت «لا تفعل ذلك والا لن تجدني عندما تأتي مرة أخرى».
وينقل سايمون قول الصحفي الجنوبي «ادموند ياكاني» على خلفية حديث رياك مشار «إننا نواجه تحديًا كبيرًا من اجل التحول الديمقراطي. ما يحدث الآن هو ازمة في الحزب الحاكم، هي ازمة قيادة وهذا بدوره يعكس الجو العام. وليست الدولة فقط هي المريضة بل ان النظام السياسي في الجنوب بكامله يعاني من المرض». وأضاف ان انقسام الحركة الشعبية ربما ينتج عنه شيء جيد اذ انه سيعطي الناخبين الخيار في الانتخابات القادمة. واذا فشلنا في ايجاد خيارات ستنتهي الحال بجنوب السودان ان يصبح دولة حزب واحد مثل زيمبابوي.»
الصحفي «مادينق نقور» قال «ان جنوب السودان يدخل مرحلة حرجة. الصراع على السلطة داخل الحزب الحاكم يقتل هذا البلد. السياسيون يفكرون في مصالحهم الشخصية فقط وليس مصلحة الدولة. النفط ربما يتوقف مجددًا، العلاقات الثنائية مع الخرطوم وصلت الى مرحلة الانحدار مجددًا واذا حدث هذا فإن شعب الجنوب سينهار». وينقل سايمون عن مواطن طلب عدم الإفصاح عن اسمه قوله «معظم الناس متشائمون بالطريقة التي تدار بها الدولة. اي نعم كانت مرحلة المقاومة من اجل الاستقلال صعبة لكن هذا لا يعني ان يجثم الذين حررونا على صدور المحررين.» ان المجتمع الجنوبي شعب مجيَّش بشكل كبير نحتاج الى تغيير هذه الثقافة والسلوك. ان الحركة الشعبية لم توفِ بتطلعات الشعب او حتى الاحتياجات الاساسية بل اهملتها. ليس هنالك مساواة او عدل او حتى نزاهة. مواردنا الطبيعة مركزة في ايدي قلة من الناس.» واختتم سايمون تقريره بالقول «ان الخبراء يصنفون جنوب السودان كدولة هشة ولا يستبعد ان يصبح دولة فاشلة مثل الصومال ان استمر الحال على ما هو عليه».
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]
التقرير دا بحاله ذاتو طبقوا على شمال السودان. فالحال من بعضه. يا ناس الاستغفالة اقصد الانتباهة.