عبير زين : أفتوهُم يا عُلماءَ المُسلمين!

2013/07/14

رمضان هذا العام مُختلف فى كثير من بلدان العالم ولا أعني من حيثُ الأحداث السياسية والإقتصادية العاصفة التي يصوم الناس في وجودها بل أعني على صعيد الظاهرة الكونية الطبيعية التى تنتج عن دوران الكرة الأرضية حول نفسها مُحدثةً الليل والنهار، لأن فريضة الصيام مرتبطة بهذه الظاهرة حيث يكون الإمساك قبل طلوع الشمس ويفطر الصائمون عند إحتجابها في خدرها حيث أفادنا تقرير بأن رمضان هذا العام هو الأطول نهاراً منذ 33 عاماً في البلاد العربية فبعد أن نعمنا لسنوات برمضان شتوي قصير وقت الإمساك بارد ساعات النهار أدبر وتولى وبعث لنا بنهارٍ صيفي طويل ووقت إمساك يصل إلى 19 ساعة في بعض الدول العربية.
يمر رمضان هذا العام على بعض إخوتنا المسلمون في بعض الدول الأوربية التى تقع فوق خط 42 كأشق ما يكون لأن نهارها طويل جداً وتكادُ الشمس لا تغيب إلا لساعات قليلة حتى وصل النهار فى بعضها لــ 21 ساعة وهي الوقت المُفترض للإمساك و لا ينعمون إلا بثلاثة ساعات فطر فقط! و قد يداهمهم وهت الإفطار وهم فى أعمالهم أو فى الطريق الي منازل ولا يجدون فرصةً للتزود بما يعينهم على الصيام.
ظهر تسجيل لفضيلة الشيخ المصري (على جمعة) تداولته مواقع التواصل الإجتماع وهو يُفتي أثناء خطبة الجمعة بتاريخ: 5/يوليو (في مسجد فاضل بمدينة 6 أكتوبر) بأن أحلّ لهم الإفطار والإمساك حسب توقيت مكة لأنها أم القرى حتى يهون عليهم المشقة التي يجدونها، وجوّز لهم أن يفطروا بتوقيتها حتى وإن كانت الشمس في كبد السماء لأن الصوم لم يشرع لتعذيب النفس و إنما لتهذيبها، و أصبح إخوتنا فى بلاد المهجر محتارون ما بين الأخذ بفتوى الشيخ علي جمعة وما بين الإلتزام بالصيام حسب التوقيت المحلي للمدن التي يقطنونها!
يكاد كل السودانين يجزمون بأن الصيام في السودان هو الأكثر مشقة من بين جميع دول العالم وذلك لحرارة الجو وعدم توفر الوسائل التي تخفف من الحرارة والعطش فمع معضلة المواصلات التي لا تنتهي وقرص الشمس الذي يكاد يصافح الصائمون على الطرقات وغلاء المعيشة وكهرباء الدفع المقدم التى تتذبذب في دلال تعيش الكثير من البيوت السودانية فى معاناة كبيرة في إحتمال الصيام و مقابلة إحتياجاتهم و لا يغلبونها إلا بالصبر والإيمان، ولكن عند سماعنا لمعاناة إخوتنا فى بلاد المهجر نجد أننا في نعمة كبيرة أقله أننا نشهد مظاهر رمضان ونسمع الآذان يصدح ونجتمع لتناول الإفطار أما هنالك فى البعيد فهم يعانون -رغم برودة الجو- ولا أحد يشعر بمعاناتهم أو يحاول البحث لهم عن حلول مناسبه لإعانتهم على صيام الشهر الكريم ولا نستطيع مطالبة الدول بإستثناء الصائمين عن بقية المقيمين وتقليل ساعات الدوام أو حتى إعطائهم فسحة لتناول الإفطار والتزود ليوم صيام جديد.
همسة:

إلى جميع إخوتي وأصدقائى وأقاربي هُناك فى البعيد الذين ينعمون بثلاثة ساعات هي وقت الإفطار ويتيهون فى 21 ساعة صيام، أعانكم الله وعظم أجركم وأتمنى من الله أن يجد لكم العلماء فتوى مُخففة تحمل عن كاهلكم قليلاً من ثقل المشقة.

همسات – عبير زين