رأي ومقالات

الطيب مصطفى : حيدر إبراهيم والسقوط إلى القاع!!

[JUSTIFY]صُدمتُ حين قرأتُ ما كشفه الباحث الكبير والأديب الأريب الأكاديمي د. محمد وقيع الله عن إعجاب الشيوعي د. حيدر إبراهيم الشديد بالملحد محمد أحمد محمود الذي ألف كتاباً يهاجم فيه الإسلام وينتقد فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
محمد وقيع الله سرد جانباً مما كتبه حيدر إبراهيم وهو يستعرض كتاب محمد أحمد محمود فقد وصف حيدر ذلك الكاتب الذي اعترف بأنه ملحد وكافر بالله وبرسوله وصفه بقوله إنه: (يستحق الكثير من الشكر والامتنان بسبب عطايا الروح والعقل التي ينفحنا بها مرتقياً بالأسئلة الفكرية الجريئة والمفزعة لذلك اليقين الراكد والمقلقة لإيمان العجائز الذي يتمنّاه المثقفون السودانيون كسالى العقل وخامدو الروح والحس)!!.
د. وقيع الله قال عن إشادة حيدر بكتاب الملحد المبغض للرسول الخاتم إنها تنم عن قلة تحصيل حيدر في مجال العلوم الإنسانيَّة والاجتماعية وتساءل د. وقيع الله: (وإلا فما صلة الروح بكتاب نقدي في إطار الفكر المادي والوضعي يتجرّأ على حُرمة سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم ويصفه بالنفاق وسوء الأخلاق وما هي عطايا العقل في دراسة مسروقة بكاملها من تراث الاستشراق الإسرائيلي وكيف يتجرأ الدكتور حيدر على وصف إيمان الناس بالله تعالى وبرسوله بأنه يقين راكد وإيمان عجائز ويدَّعي أن الملحد محمد أحمد محمود قد جاء لكي يفزعه ويقلقه)؟!.

لا أريد أن أسترسل في عرض ما كتبه د. محمد وقيع الله في عدد الخميس السابق من (الإنتباهة) فبإمكان القراء الاطّلاع على المقال كاملاً ولكني أردتُ فقط لفت النظر إلى ما يُضمره الشيوعيون ويُعبِّرون عنه أحياناً بصورة صريحة كما عبَّر محمد أحمد محمود وأحياناً بلحن القول الذي خرج علينا به حيدر وهو يُشيد بما كتبه ذلك الكاتب الملحد بدلاً من أن يكتب كتاباً مستقلاً ينفث فيه حقده على الإسلام وحربه عليه وعلى رسوله الخاتم ولا يتخفَّى خلف رفيقه الذي أشاد بجرأته وما أتفهها وأحطَّها من جُرأة!!.
مما أدهش وقيع الله أن حيدر إبراهيم أشاد بجرأة محمد أحمد محمود لكنه عجز عن مجاراته كما أنه طلب من منتقديه أن يلتزموا أدب الحوار بعيداً عن كل أشكال المهاترة والابتذال والابتزاز والبُعد عن الشخصنة لكن حيدر يأمر الناس بالبر وينسى نفسه حين ينعت خصومه بالبلطجة (ويدمغ كُتاب الصحف السودانية بأنهم يتلقون رشاوى لا مرتبات ويصف جمهرة المثقفين السودانيين بأنهم في عمومهم كسالى العقول وخامدو الأرواح والأحاسيس).
هل تذكرون صلاح البندر الناشط السياسي المقيم في لندن والذي كان شيوعياً لكن صحوة ضمير جعلته يخرج عن صمته ويكشف المعونات والأموال التي تتلقاها بعض المنظمات والمراكز البحثية السودانية من قِبل المنظمات والمؤسسات والحكومات الغربية بغرض خدمة أجندتها؟! حيدر إبراهيم كان من ضمن مَن كانوا يتلقَّون تلك الأموال الحرام من خلال مركز البحث الذي يتولى إدارته وبالرغم من ذلك يتهم الرجل الصحافة والصحفيين بما يعلم أنه ضالع فيه ووالغ في ماله الحرام.

من أسفٍ فإن جهاز الأمن الذي كثيراً ما يراقب ويصادر كل كلمة سياسية يعتبرها تسيء إلى بعض الأجهزة والمؤسسات الحكومية لا أراه يكترث كثيراً لما يهرف به هؤلاء الملحدون وأعجب ما في الأمر أنَّ التظاهرات تنطلق من قلب الخرطوم وتحاصر سفارات الدول التي تصدر عن بعض عواصمها بعض الإساءات للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بينما تصمت عن حيدر إبراهيم وهو يشيد بكاتب كافر ملحد يصف خاتم النبوة بأنه عاهة خلقية في جسد الرسول صلى الله عليه وسلم!!
إن الناس يتجاهلون أو يتناسون حقيقة أن مواقف الحزب الشيوعي السُّوداني السياسيَّة لا تنفصل البتة عن العقيدة التي يصدر عنها الشيوعيون فعلى سبيل المثال دعونا نسأل: ما السبب أو قُل ما هي المرجعية الفكرية التي جعلت الحزب الشيوعي يساند الانقلاب العسكري على الشرعيَّة في مصر بالرغم من أنهم يتحدثون بالليل والنهار ويملأون حناجرهم بعبارات التحول الديمقراطي؟.
إنه النفاق فوالله إن هؤلاء لا يريدون الديمقراطية فقد كانوا يعبدون الاتحاد السوڤيتي بنظامه القهري قديماً ولايزالون يتحالفون مع الجبهة الثورية وقطاع الشمال والحركة الشعبيَّة بالرغم من أنهم يعلمون ما تنطوي عليه هذه الأحزاب والحركات من قهر واستبداد رأينا نماذج منه في أب كرشولا ونراه ممارساً في جنوب السودان ونعلم بل نوقن أن أنهار الدماء ستسيل في شوارع الخرطوم إن قُدِّر لعنصريي الجبهة الثورية أن يحتلوا الخرطوم ويحكموها بالحديد والنار.
موقف الحزب الشيوعي من انقلاب السيسي في مصر يقوم على العداء التقليدي لمرسي ولمرجعيته الفكرية وهو لا يختلف عن موقف حيدر إبراهيم العقدي ولا يختلف عن مواقف النخب المصريَّة العلمانيَّة والليبراليَّة المعادية للإسلام كمرجعيَّة حتى ولو أطاح ذلك بالديمقراطية ونصّب العسكر على رؤوس الجميع.[/JUSTIFY]

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة

‫3 تعليقات

  1. جزى الله أباك الذي (سماك) محمدا …..و هو احمد !!!!!! وكانت حروف الاسم عليك ثقيلة بعظمتها و مكانتها …. اين أنتما من الفيلسوف الفرنسي جارودي الذي سبقكم في اعتناق الشيوعية و الوجودية ثم قرا كتاب واحد أدرك من خلاله النور الإيماني الذي لا تعترفان به ( كتاب الروح) لابن القيم اخي حيدر و اخي محمد الشيوعية قد تركها اهلها و انتم ما تزالون تمسكون بالجيفة المنتنة ……. في الختام اقرؤوا رأي الفيلسوف الانجليزي جورج برنارد شو عن نبينا محمد صلى الله عليه و سلم …….. عودوا الى رشد كم قبل الموت ……… وهو يأتي فجأة!!!!!!!!!!!

  2. الرشاوى التي يتلقاها الباحثون والمتفيقهون من أدعياء الثقافة واضحة؛ ومن المعروف أن مراكز البحوث تتلقى إعانات لإجراء بحوث حول التفاح والشطة الفلفلية مع أن السودان يستورد مليون طن من القمح ولا تبلغ انتاجية فدان الفتريتة المطري سوى 3 جوال؛ هذه أيضا رشاوى ذكية..

  3. الحصاد المر: يا تجار الدين..
    الخائن الاعظم
    تمزيق النسيج الاجتماعي
    يمارس خيانته للبلاد تحت مظلة السلطة
    معقل الفساد هو السلطة نفسها
    تحول الفساد حالياً الى امبراطورية
    محاربة الفساد الحقيقية تتم برحيل السلطة الحالية
    فان نظام المؤتمر الوطني هو الاسوأ
    ستزيد وتائر التنكيل والقمع
    دارفور في حالة حرب
    إنهم مع اسقاط النظام
    البلاد الآن تغلي كالمرجل
    تجمعت فيها نذر الثورة
    فاذا لم تتحمل القوى مسئوليتها قوى السودان الجديد ستتجاوزها و قوى السودان القديم لا مكان لها للأبد.
    و القادم أسوأ .
    هذه هي نهاية الحركة الاسلامية ((المهدي.. الميرغني.. الترابي.. البشير.. و أصفار)) كما تنبأ لها شيخ محمود محمد طه:
    1. من الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة جماعة الهوس الديني وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية،
    2. إذ أنها بلا شك ستبين لأبناء هذا الشعب زيف شعارات هذه الجماعة،
    3. وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا وإقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية،
    4. وسوف يذيقون الشعب الأمرين،
    5. وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل،
    6. وسوف تنتهي فيما بينهم،
    7. وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعاً.
    الاستاذ محمود محمد طه في حديث لطلاب جامعة الخرطوم عام 1977
    هذه هي نهاية الحركة الاسلامية كما تنبأ لها شيخ محمود محمد طه:
    1. من الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة جماعة الهوس الديني وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية،
    2. إذ أنها بلا شك ستبين لأبناء هذا الشعب زيف شعارات هذه الجماعة،
    3. وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا وإقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية،
    4. وسوف يذيقون الشعب الأمرين،
    5. وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل،
    6. وسوف تنتهي فيما بينهم،
    7. وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعاً.
    الاستاذ محمود محمد طه في حديث لطلاب جامعة الخرطوم عام 1977
    هم الآن في (السوف) رقم 6 : وسوف تنتهي (فيما بينهم) أي الفتنة التي أوقدوها في البلاد و أحالت نهارنا إلى ليل.
    والآن ننتظر (السوف) رقم 7: وسوف يُقتلعون من أرض السودان اقتلاعاً.
    وقوى السودان الجديد (رأس الرمح في التغيير القادم)بكل أجنحتها جنوباً.. غرباً.. شرقاً.. شمالاً.. وسطاً ..شمالاً أقصى لقادرة على (اقتلاعهم من أرض السود اقتلاعاً).
    هذا النظام لا يتغير بالمظاهرات السلمية بل بالانتفاضة الشعبية (المحمية) لأنها السبيل الوحيد لاقتلاعه وكنس آثاره من سوداننا الحبيب.
    فشل المتأسلمون (جميعاً) :: المهدي والميرغني والترابي والبشير … في حكم السودان لفترة تجاوزت نصف القرن من الزمان .حكماً راشداً وعادلاً مدنياً يترفق بمواطنيه وينصفهم في الحقوق والواجبات ..ويحميمهم ولا يكون (ذئباً) يأكل لحمهم ولا (أسداً) عليهم و (نعامة) أمام غيرهم ولا يجعلهم درجة أولى وثانية وثالثة ليذرع بينهم (الفتنة) التي انقلبت الآن عليهم .. ثم ماذا بعد هذا الحصاد المر .. وحصاد العاصفة وجني الشوكثم ماذا بعد؟؟!
    يا شماليي السودان في اللحظة التي تظنون فيها أنكم ربما تخلصتم من تبعة الأفريقانية بعد انفصال جنوب السودان، وأنكم على أعتاب دولة عروبية نقية سوف تأتي الأحداث لتثبت لكم أنكم لا تزالون تخضعون للمعايير الأفريقية للتغيير وليس المعايير العروبية. فالتغيير حتمي وقادم تلوح نذره في الأفق القريب وهو اقتلاع النظام الحاكم واقتلاع مؤسسة الدولة معاً.. بأيدي الحركات المسلحة في السودان ..وليس بأيدي الأحزاب الهالكة اللاهثة وراء السلطة والجاه في السودان للحصول عليهما بأقصر الطرق وأرخص التكاليف. وهو ما لن يفلحوا فيه مرة أخرى وللأبد.
    قد هذا حدث في تشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والصومال، وسيحدث في السودان! نتاج ما زرعتم ..فمن يزرع الشوك لا يجني العنب ..ومن يزرع الريح يحصد العاصفة.؟؟؟؟ حكم (ابليس) ولا حكم (إدريس)!!