الصادق الرزيقي : لحظـة صـدق واحـدة… تكفـي!
صراع القيادات هو سبب كل أزمة نعيشها، وسوء إدارة الخلاف جرَّنا لحضيض لا حدَّ له من الخسران المُبين.. لا بد أن نعرف بدقَّة، بعد كل هذه السنوات الأربع عشرة من ذلك الدُّوي الهائل المدمِّر، وحتى انقلاب مجموعة ود إبراهيم وصلاح قوش المزعوم وزهد غازي صلاح الدين وآخرين وابتعادهم ومفارقتهم القافلة التي تمضي في سراها الليلي معشية الأعين وسط السافية..
لا بد لنا أن نتوقف.. لماذ حدث كل هذا! هل طبيعة الأشياء وخِلال البشر حين يتنافسون الدنيا كما تنافسوها وتغلب عليهم المطامع والرغبات والتطاول في البنيان، ويتملكهم حتى المشاش نزق السلطان وطيش الطغيان، أم أن وراء ذلك نقاط خلاف حقيقية وتقديرات كانت فيها المصلحة العامة فوق كل اعتبار؟!
منذ الرابع من رمضان قبل أربعة عشر عاماً، لم نجد إجابات شافية، غير تلك التي قبلها الناس على مظنَّة الصواب وسايروها على محجَّة غير مفحوصة ومتيقنة، صراع القيادات أودى بالحركة الإسلامية إلى ما هي عليه الآن، وبعد ذلك أكلت النار نفسها عندما لم تجد ما تأكله، وما أكثر ما كان أمامها من طرائد وفرائس وصيد حلال..
تتكرر الحالة كلَّ يوم، قبل الرابع من رمضان، تخلَّى كثيرون عن الركب ومنهم تجاني عبد القادر والأفندي، ولم يكن هناك عقل واحد ولا صوت واحد يقول للجميع فلنتوقف قليلاً لنعتبر ونتعظ ونعالج وندرأ… ولات حين مناص.. فقد ذهب أفاضل الإخوان بعيداً وغاب أو غُيِّب أصحاب الفكر والمعرفة والنظر وخلت الساحة للبغاث من الطير من كل جنس ولون..
وبعد الرابع من رمضان، استسهل أصحاب الشوكة تمريغ كل أنف بالتراب وإذلال كل جبين بأن يطأطئ رأسَه ويقبل بما هو كائن ويبصم لما هو قائم ويرضى بما هو واقع.. ضاع المجداف والملاح.. واخترمت الأشرعة وتناوشتها الرياح من كل جانب، حتى صرنا كقصَّة أبو مركوب والثعلب وسؤال كيف تتقي الرياح؟
في مناسبة ذكرى الرابع من رمضان، يجب أن تُحدَّد إجابات شافية، فقدنا الدكتور الترابي وعددًا من أخلص الإخوان والقيادات من أهل السبق والصدق في مسيرة الحركة الإسلامية، وخطت على الدرب آثار مغادرين كثر مذ ذاك التاريخ، ثم جاءت مواقف ومحن كثيرة آخرها التفتنا لنجد غازي صلاح الدين خارج الحَلَبَة انكفأ على نفسه وعالمه وانسحب بهدوء وترك مكانه شاغراً وخالياً.. ثم جاءت محنة أخرى ما يسمى بالمحاولة الانقلابية، التي تمخَّض جبلُها عن فأر صغير لا يُرى بالعين المجرَّدة، خسرنا إخوة لنا أزحناهم من موضع الفعل والمشاركة مثل محمد إبراهيم وصلاح قوش وإخوانهما! من المستفيد من كل هذا.. وهل فقدنا القدرة بالفعل على تحصين أنفسنا من الفتنة وولغنا نأكل لحم بعضنا بعضًا؟ أم أن الأمور أخطر من ذلك؟
بغض النظر عن الإجابات المعلَّبة الجاهزة التي أُطعمناها وسُقيناها طويلاً، بدأ البعض منا يفزع إلى تصديق إجابة واحدة فقط لا ثاني لها، وهي أن الأمور التي قادت إلى ما نحن فيه، كان يمكن تفاديها لو لم تكن غلواء وغل النفس في أعلى درجاته وكان سوء التقدير والقابليَّة للفتنة وقصر النظر يتملَّك الجميع ويجري منهم كما الشيطان مجرى الدم..
لو فكَّروا قليلاً وأبعدوا النفوس الأمَّارة، لما وقعت واقعة الرابع من رمضان، ولما خرقنا السفينة بلا حكمة أو تأويل، بعد أن تسبَّبنا في سقوط بعضنا إلى الغرق، وألقينا بالبعض الآخر مع سبق الإصرار والترصد إلى ظلمة اليم المتلاطم!
اليوم نحن أمام حافة شديدة الانحدار، لا يُسعفنا فيها مسعف غير الصراحة والوضوح، وتحضير إجابة واحدة تكفي لاندمال جراح غائرة طالما كانت عصيَّة على كل دواء![/JUSTIFY]
الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة
بسم الله العلى القدير شكر الاخ الصادق هذه حقائق من فتن النفس الامارة بالسؤ هذه الذكرى تريد منا وقفة وسؤال للنفس لماذا افتقدنا اخوة مخلصين للحركة الاسلامية ولمشوعها من اجل من ولمصلحة من اذا اجبنا على هذه الاسئلة عندها نعلم السبب جزية خيرا اخى الرزيقى
احلف يا الرزيقي لو كونت انا رئيس السودان وقريت مقالك هذا كنت حاقول دكوها وختوا الكورا واطه طواالي.