سلسلة أخطاء في الحرب تنهي فترة بوش الرئاسية بإهانة عراقية غير مسبوقة
فيما وصف هذا الحادث بانه «الاكثر غرابة» خلال عهده الرئاسي ، في وقت اثنت العديد من الصحف الغربية على قدرته على تفادي الضربات قائلة انه من الممكن ان يحترف رياضياً بعد انتهاء فترته الرئاسية ، بينما بدأت رسائل ساخرة عن الاحذية ابرزها مرسوم رئاسي يلزم الصحافيين بخلع احذيتهم قبل الدخول لتغطية اللقاءات الرسمية
واستفاضت وسائل الإعلام الغربية في تفسير المعاني الرمزية لإلقاء الحذاء في وجه آخر في الثقافة العربية، وكذلك الجلوس متقاطع الأقدام أمام شخص آخر، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعد إهانة عند العرب، رغم أن القاء الحذاء في وجه آخر تعد إهانة عند جميع الشعوب.
لكن يبقى (الحذاء) من ابرز وسائل الاهانة في الثقافة العراقية وهي تعني اشد الازدراء وخصوصا اذا وجهت الى ضيف، وقد كان لافتاً حين دخول القوات الأميركية الى بغداد قيام العديد من العراقيين بضرب تماثيل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالاحذية.
غير أن بوش تقبلها بصدر رحب، وخصوصاً أنها جاءت في أعقاب التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.واصفا هذا الحادث بانه «الاكثر غرابة خلال عهده الرئاسي». واضاف«لقد قام بذلك من اجل لفت الانتباه اليه هذا الامر لم يقلقني ولم يزعجني. اعتقد ان هذا الشخص اراد ان يقوم بعمل يسألني الصحافيون عنه. لم اشعر باي تهديد».
وكانت فردة حذاء الرجل الأولى قد مرت بمحاذاة رأس الرئيس الأميركي، الذي تنحى عنها، فيما هرعت حشود وانقضت على الرجل، ثم نقلته إلى غرفة مجاورة.
أما فردة الحذاء الثانية فأصابت العلم الأميركي خلف جورج بوش، دون أن تسقطه. فيما اثنت العديد من الصحف الغربية على قدرة بوش على تفادي الضربات قائلة انه من الممكن ان يحترف رياضياً بعد انتهاء فترته الرئاسية بعد نحو شهر من الآن، وتساءلت مازحة «هل الرئيس الاميركي تدرب سابقا على مثل هذه الضربات»، في اشارة الى قدرته الكبيرة على تجنب ضربات الحذاء.
وقام امس بوش بزيارة افغانستان وظهر امس في مؤتمر صحافي مع نظيره الافغاني حامد قرضاي، يحضره صحافيون أفغان وهم يرتدون أحذيتهم في وقت بقت فيه انظار بوش على اعلى مستوى من الانذار خوفاً من ان يُستهدف باحذية اخرى خلال المؤتمر وقال مراسل وكالة «الاسوشيتد برس» الأميركية ان المراسلين الافغان كانوا يتمازحون بين بعضهم البعض، متسألين من سيخلع حذاءه ليوجهه الى الرئيس الأميركي خلال المؤتمر الصحافي قبل ان ينتهي المؤتمر دون حادثة من هذا النوع.
وقد ظهر القلق على المسؤولين الافغان، خوفاً من ان يعكس الصحافيون الافغانيون عدم احترام تجاه الرئيس الذي حرر بلادهم.
كما تناقل الصحافيون الفلسطينيون صباح امس رسائل فكاهية عبر الهواتف النقالة تتناول الحادث الذي رشق خلاله صحافي عراقي بوش بحذائه في بغداد.
وجاء في احدى الرسائل التي ارسلت عبر الهاتف النقال «الرئيس بوش يطلب من الرئيس عباس والصحافيين المرافقين له الحضور الى البيت الابيض يوم الجمعة بدون احذية» ومن بين هذه الرسائل واحدة تقول «مرسوم رئاسي يلزم الصحافيين بخلع احذيتهم قبل الدخول لتغطية اللقاءات الرسمية».
وجاء في رسالة اخرى ان «الاجهزة الامنية تداهم مصانع الاحذية بالخليل (في الضفة الغربية) بعد اكتشاف مخزن للاحذية في نقابة الصحافيين، والطوباسي (نقيب الصحافيين) ينفي علاقة النقابة بالمخزن» بينما اعلنت اخرى «اعتقال صحافي بعد ضبط كمية من الاحذية نمرة 44 كان يحاول تهريبها الى رام الله».
الى ذلك، اهتمت صحيفة «اريبوبليكا» الايطالية امس بالزيارة المفاجئة التي قام بها بوش لبغداد أمس وقيام صحافي برشقه بالحذاء ، قائلة إن العراق هو «التفاحة المسمومة» التي تركها بوش لخلفه باراك أوباما».
وقالت الصحيفة في تعليق لها: «جاء وداع العراق (للرئيس الاميركي جورج بوش) عن طريق رشقه بحذاء في وجهه بدلا من الاحتفال به كمحرر للعراق الذي يأبى المحتل الانسحاب منه قبل أن يؤجج من حدة الموقف».
وأشارت إلى أن «بوش لم يعد يهتم بهذا البلد الذي لا يمكن للمرء أن ينجو بنفسه فيه إذا حاول عبور الاسوار التي تفصل بين القبائل المختلفة»، موضحة أن بوش «ترك هذه التفاحة المسمومة لخلفه أوباما الذي سيواجه تحديات أكبر من الرشق بحذاء».
على هامش الزيارة
– نقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن مراسلها في بغداد تعرض المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو إلى الاصابة في عينها اثر اصطدام احد الميكرفونات بها، أثناء محاولة الحراس اعتقال الصحافي العراقي
– ظلت زيارة بوش في سرية تامة حتى هبطت طائرته الرئاسية في بغداد. ولم تخرج طائرة الرئاسة من حظيرتها العملاقة الا بعد أن كان الجميع على متنها.
-قام بوش الذي كان يرتدي ملابس غير رسمية وقبعة رياضية سوداء عندما غادر ليلا من البيت الابيض بظهور نادر في قمرة الصحافيين بطائرته قبل الاقلاع الى العراق، وقال مازحا عندما جامله مساعد له على التنكر « لا احد يعرف من أنا».
-أشاد المالكي الذي بدا متوترا بعد واقعة القاء الحذاء بالرئيس بوش وقال انه وقف بجوار الشعب العراقي طويلا بداية من التخلص من الديكتاتورية.
– ظلت زيارة بوش في سرية تامة حتى هبطت طائرته الرئاسية في بغداد.
المصدر :البيان
[/ALIGN]