النزاع القبلي.. السلاح الأكثر تدميراً!!..
بالأمس القريب تكرر ذات السيناريو في منطقة دردوق بمحلية ودبندة التابعة لغرب كردفان حيث وُجد شخص مقتولاً ومشنوقاً فى ظروف غامضة ومجهولة وقبل أن يتريث ذووه لمعرفة أسباب ودوافع القتل والقبض على الجاني قاموا باستدراج أحد الأشخاص حسب الرواية المتواترة وقتلوه شنقاً بصورة مستفزة وتحرشوا ببقية أهله وهو ما استدعى الحمر أن يستنفروا جهودهم، في الحين نشبت معركة راح ضحيتها ثلاثة أشخاص ونفوق عدد من الإبل بسبب إطلاق النار العشوائي، وفي المساء جاءت قوة مسلحة من الجزء الشمالي لشمال كردفان وقامت باستلام الجثث والجناة وذهبوا بهم إلى ديارهم دون أن يتركوا السلطات المعنية تقوم بإجراء اللازم، إن الأمر المهم الذي يجب أن يأخذه الكل هو أن قبائل كردفان الكبرى ظلت تمثل نسيجًا اجتماعياً ولم تتأثر يوماً. فقد بقيت هذه القبائل متماسكة وقوية ومتعايشة بطيب خاطر وجوار سيما حمر والكبابيش ولم تتعرض لأي انشغالات أو صراعات منذ التاريخ كانت قبائل متجاورة ومتعايشة تتبادل المنافع فيما بينها ولذلك على الأجهزة الأمنية أن تعمل بصورة عاجلة من أجل الوصول إلى الذي قتل الشخص الأول ووضعه داخل أحد المزارع والغور فى سيرته الذاتية ومرجعياته السياسية والفكرية لأنه ربما هدفه هو إفساد العلاقة بين القبيلتين والوقيعة بينهما، كما يُلزم الأجهزة أيضاً عمل موازٍ ومباشر مع الإخوة فى منطقة الكبابيش للقبض على الجناة الذين تسببوا في مقتل اثنين من دار حمر وفحص مرجعياتهم ربما يكونون أذرع فتنة مهمتها إشعال فتيل الأزمة بهذا الأسلوب الذي يشبه سلوك ومنهج رجال المخابرات في منهجهم وخططهم لصناعة الأزمات وبذلك دمروا شعوباً وأوطاناً تركوها تسبح في دماء أبنائها، ومثل هذه الاغتيالات الغامضة وأسلوب القتل المستفز يترتب عليه ردود فعل واسعة على جبهات متعددة بالمنطقة المستهدفة لن تنطفئ نيرانها بسهولة وتكون كردفان قد لحقت بدارفور إذا نجحوا في الوقيعة بين أكبر قبائلها، لذلك أي تقدير للموقف هناك يجب أن يستند إلى رؤية أمنية سليمة ومحكمة تقطع الطريق أمام سياسة تفكيك المجتمع الممنهج بإدارة صراع قبلي جهوي في تلك البقعة من البلاد..
حسناً فعل الأمير عبد القادر منعم منصور إذ وقف بنفسه على الأوضاع مواسياً ذوي المتوفين وقاد الوفد الذي قابل المعتمد مطالباً بتسليم الجناة إلى العدالة والسلطات حتى لا تظهر فتنة وفوضى بالمنطقة بسبب الغبن وعدم قيام السطات بواجباتها، واضح حتى الآن أن الأمير عبد القادر ومجموعته يحسنون الظن في الوصول إلى الجناة كما على قادة النظام الأهلي بين القبيلتين أن يتواصلوا بينهم لمزيد من إحكام الضبط القبلي والمحافظة على الأمن الاجتماعي والناي عن مسببات الصراع وأن يتعظوا من تجربة دارفور المريرة!! منذ نشأتنا في دار حمر بكردفان وجدنا آباءنا وأجدادنا على صداقات دائمة مع إخوانهم الكبابيش لم نلحظ مظهراً من التشاحن أو التدابر بل وجدناهم يأتون في فصل الخريف وموسم الحصاد ولم تتأثر هجرتهم ولم يدخلوا حدود دار حمر بتصديق أو تصريح إداري أو غيره وسلوكيات الحرمان كانوا يجوبون دارحمر بلا إذن أو أن تحرم إبلهم من الاستفادة من أعشاب ومراعي منطقة دارحمر، كما نرجو معتمدي سودري بشير دفع الله خوجال وود بندة معاوية محمد المنا بأن يعملان في تنسيق لأجل عصمة المنطقة من أي انزلاق أو انحراف يؤدي إلى اقتتال قبلي وهما اللذين عُرفا بالحكمة والقدرة العالية على امتصاص مثل هذه التوترات التي قد تبدو عارضة لكنها بحاجة إلى حسم مبكر قبل أن تتمدد .. تلك كانت محاذير فقط لمن أراد الاعتبار والاستفادة من أخطاء الغير والعمل بحذر حيال النزاعات التي تبدأ غامضة وحولها كثير من الشكوك والظنون!![/JUSTIFY]
فضل الله رابح – صحيفة الإنتباهة
اللهم احجب دماءالمسلمين