تحقيقات وتقارير

(العكورة) رواية من عدة أوجه

[JUSTIFY]الهجوم الذي تعرض له المهندس جودة الله عثمان، مدير عام هيئة مياه الخرطوم قبل أكثر من أسبوع، ربما يعد الأعنف منذ جلوسه على كرسي المنصب، الإحتجاج هذه المرة لم يقتصر على المواطنين فقط، بل شمل نواب المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، إضافة إلى الجمعية السودانية لحماية المستهلك.
وزير التخطيط والبنى التحتية الفريق الرشيد فقيري، ومدير عام هيئة المياه، حاولا ايجاد تبريرات منطقية لمشكلة العكورة في مياه الشرب، إلى جانب تكرار القطوعات في المياه، الإجابات لم تكن مقبولة على أية حال فأن تصل نسبة العكورة في المياه إلى نسبة 51% مقارنة بالعام الماضي، يكشف حقيقة الأزمة .. والتي ربما يكون (التقصير) أبرز وصف لها.

تغير لون الماء:
المشكلة – وللأمانة- لم تكن حصراً على ولاية الخرطوم، فسكان ولاية الجزيرة يعانون أيضاً من مشاكل المياه ، مثل القطوعات.. وبطبيعة الحال (العكورة).
فالحاجة فاطمة أبراهيم لم تهضم فكرة استعمالها للمياه بوضعها الحالي، ظروفها الاقتصادية تمنعها من اقتناء (فلتر) لجأت لطريقة أخرى وهي ملئ (الأزيار) بالماء منذ الصباح الباكر، ثم تضطر للانتظار ساعتين او ثلاث ساعات حتى يترسب الطمي في قاع (الأزيار) ثم تأخذ ما تحتاجه للطبخ والشرب .. والغسيل والاستحمام أيضاً.
قالت الحاجة فاطمة أنها تفاجأت بتغير لون الماء، وأن لونها يماثل تماماً لون عصير (العرديب) المركز، و (الحلومر) الحاجة فاطمة ناشدت المسؤولين بعلاج المشكلة، بعد أن أبدت تخوفها من احتمالية اصابة أفراد أسرتها بالأمراض.

أهمال واضح:
أما ضياء الدين ياسين (يقطن، شرق مدني) فأبدى استياءه الشديد لما وصفه بالإهمال الذي بات صفه -حد قوله- يلازم معظم مؤسسات الدولة، وقال (المياه من أهم احتياجاتنا، تعرضها لأي من الملوثات يعني اصابتنا نحن بالأمراض).
وأعتبر ضياء الدين أن ما حدث تقصير واضح، وطالب هيئة المياه بتجويد خدماتها طالما انها تحرص على أخذ (حقها) كل أول شهر.

هجوم على مدير المياه:
في الخرطوم.. واقع الحال يماثل تماماً ما شهدته غالبية مدن وأحياء ولاية الجزيرة وهو ما دفع بأعضاء مجلس تشريعي الولاية شن هجوم يعتبر الأعنف في مواجهة مدير المياه المهندس جودة الله.
صديق الحاج، رجل تجاوز عمره الـ06 عاماً، لم يخف إعجابه لما وصفه بالموقف المشرف لأعضاء المجلس التشريعي، وقال على الجهات المسؤولة وعلى رأسها والي الولاية إجراء تحقيق في مواجهة مدير المياه، وطالب باتخاذ التدابير التي تحول دون تكرار المشهد مرة أخرى.

كيف بامكاننا استخدامها؟!
في حين أن ناصر علي تساءل في بداية حديثه: (وأنا أرى لون هذه المياه.. كيف يمكنني استخدامها…؟) ناصر ذكر بأنه اضطر لشراء المياه المعدنية، فهي وفق رأيه أفضل بكثير من مياه (المواسير) وقال إن على مدير المياه تقديم استقالته فوراً إذا ما كان عاجزاً عن حل هذه المشكلة ، وطالب حكومة ولاية الخرطوم باعطاءها أولوية لإرتباطها مباشرة بصحة المواطن.

القطوعات .. بسبب العكورة:
وكان المهندس جودة الله عثمان، مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم قد أكد عدم وجود مشكلة في المواعين الإنتاجية للمياه، وإنما في الشبكات( محطات المياه بالولاية لا يمكنها في هذا الموسم العمل بطاقتها القصوى) يأتي هذا التصريح في الوقت الذي قال فيه الفريق الرشيد فقيري إن القطوعات نتيجة بسبب العكورة المفاجئة وأن صعوبة الحصول على العملة الصعبة أعاق توفير مواد التنقية.

ياسر محمد إبراهيم: صحيفة الوطن[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. لقطوعات نتيجة بسبب العكورة المفاجئة وأن صعوبة الحصول على العملة الصعبة أعاق توفير مواد التنقية
    افي كل عام يا والي الولاية ومدير المياه .. لم دائما كل الاشياء تحدث مفاجأة .. الخريف المياه الزفت والطين كل مفاجأة والله حرام عليكم
    لاحظوا ان الموية الواصلة اوسخ من موية البحر ونصيحة ليكم بما اننا من الشمالية نعرف كيف نتعامل مع هذه المياه فخير فلتر هو ماذهبت اليه الحاجة ولكن كان عليها استعمال مياه التنقيط في افضل بكثير من مياه الولاية في قمة جودتها .
    وزمان كان الفول رخيص وكان اهلنا يضيفوا الفول المقشور للكمياه في الزير او اي اناء اخر فيعمل على سرعة التنقية والتركيز

  2. حقيقة وبجلاء كبير ان المشكلة هى مشكلة ادارية الى حد بعيد والشاهد على ذلك ان نسبة العائد من تحصيل فواتير المياه تضاعف الى اكثر من السابق قبل ربط فاتورتى الكهرباء والمياه والحال ياهو نفس الحال هيئة مياه الخرطوم هى وكحال كثير من الهيئات السابقة اللهم الا الهيئة القومية للكهرباء المغدور بها كلها تغرق فى فوضى ادارية عارمة وكذا فوضى فنية ليس لها خرائط لامدادات الانابيب الحاملة للطمى اكثر من حملها للمياه والدليل على ذلك كثيرواآن اتضح ان المشكلة ليست فى التمويل وكل الادعاءات بان المتحصل لايفى الا بكذا يصبح ذر للرماد فى العيون ليس الا فلا يعقل ان تزداد الاموال المتحصلة الى هذا القدر ويظل الاداء اسواء من السابق لابد من ثورة وثورة حقيقية فى الخدمات كلها وليس المياه وحدها وياهو ده السودان دونما تخطيط وبس رزق اليوم باليوم

  3. ياعم نحن زمان كنا بنجيب المويه من البحر ..مويه زى ما قالت الحاجه زى عصير العرديب..ننقلها بالصفائح والجرادل وما ننسى نشيل معانا ونحن جاين من البحر طين اصفراللون لزوم تنقيه المياه بعد افراغه فى الازيار الكبيره..وهذه العمليه لاتكلف الاسره جنيه واحد ..وجاى انت تقول لى انعدام الدولار هو السبب؟؟