إن طارت برضو غنماية ؟!
وأخيراً لفك الاشتباك وحل الاختلاف قررا أن يذهبا إلى حيث يوجد الشيء الأسود.. وأثناء سيرهما ما زالا يتغالطان إن كان الشيء صقراً أسود أو غنماية سوداء.. حتى اقتربا منه تماماً وقام الأول بقذفه بحجر فطار الشيء الأسود في السماء واختفى في الأفق والثاني قال لزميله «ألم أقل لك إنه صقر.. لقد طار» .. ولأن الثاني كان «بتاع غلاط» فقد أصر على رأيه قائلاً «عليّ الطلاق إن طارت غنماية»….
وحكومة السودان ظلت تقول إن الجنوبيين ما زالوا سادرين في غيهم ولم يخالفوا نهج آبائهم منذ الاستقلال وقبل ستين عاماً عندما «لزقهم» الإنجليز معنا تعسفياً… فلم تكن لديهم أي مساهمة لا في تطوير بلادهم ولا في تطوير السودان بصفة عامة وظلوا «شوكة حوت» لا «تنبلع لا تفوت» في حلق أي حكومة جاءت…. وكانوا هم هم في عهد حكومة الأحزاب الأولى والأشقاء.. وهم أنفسهم في عهد عبود وهم ذاتهم في عهد الأحزاب الثانية وهم نفس الشيء في عهد النميري ثم هم ذاتهم في انتقالية سوار الدهب ثم «هم هم» في ديمقراطية الصادق الثالثة ثم أخيراً أنفسهم بذات الكسل وذات التمرد في عهد الإنقاذ إلى أن قيل لهم «اذهبوا فأنتم الطلقاء»… وذهبوا ولكنهم ظلوا يمارسون نفس طبائع شوكة الحوت.. واختلفت معهم حكومتنا في الحدود وترسيم المواقع… وظلوا يحتلون أجزاء من الشمال… وقفلوا خط الأنابيب الموصل للبترول «بتاعهم» بأنفسهم.. وظلوا يدعمون التمرد.. وظلوا يضمرون الشر والثبور وعظائم الأمور لكل السودان ولكل مسلم ولكل من يتحدث بالعربية..
ولهذا فإن حكومتنا بعد أن «سايستهم» زمناً طويلاً ومدت لهم حبال الصبر… ووقَّعت معهم حوالى مائة توقيع لمائة اتفاقية بعضها بالجملة والآخر بالقطاعي.. بعضها في أديس وبعضها هنا.. وفي مرة وقعت معهم تسعة اتفاقيات دفعة واحدة وفي يوم واحد. ولكنهم «لجوجين» «لحوحين»… لم يرعووا عما يفعلون ولم يتوقفوا عن الهجوم على بلادنا ولا عن دعم أعدائنا والمتمردين علينا…
وكثيراً ما كتبنا في «الإنتباهة» وفي غيرها وحاولنا أن نشرح لأهلنا «كلهم» في الحكومة وفي خارجها أن الجنوبيين لم يفهموا ولن يفهموا أنهم قد انفصلوا واستقلوا وصارت لهم دولة «براهم»… ولأنهم تعودوا أن يعيشوا عالة علينا وطفيليين على ما نوفره لهم فقد رسخ في ذهنهم وعشعش في «نافوخهم» أن علينا أن نطعمهم ليل نهار وأن يظلوا يتمردون علينا حتى بعد أن انفصلوا.
واليوم يأتي إلينا ثلاثة جنرالات ابتعثتهم جهات يهمها الجنوب والجنوبيون جهات تريدنا أن نغدق على الجنوبيين من الأرزاق ونطعمهم المن والسلوى بدون مقابل… وفوق ذلك نطعمهم بأيدينا في الوقت الذي يعضون فيه على أصابعنا التي ندخلها في أفواههم… وأن نفتح لهم مواسير البترول في ذات الوقت الذي يسيِّرون فيه الحملات العسكرية لغزو بلادنا…
والجنرالات قالوا إنهم يريدون أن يتأكدوا أن الجنوبيين لا يدعمون التمرد ويريدون أن يتأكدوا أن الجنوبيين لا يقومون بالهجوم على بلادنا. يريدون أن يتأكدوا عندنا هنا وفي الخرطوم. وفي اعتقادنا أن الأمر لا يحتاج إلى كثير معاناة ولا كثير تفتيش… ولا يحتاج الى تكبد مشاق السفر والحضور إلى الخرطوم.. فقط كان على الثلاثة جنرالات قبل أن يحضروا إلينا أن يذهبوا إلى جوبا… وهناك يسألوا أهلها عن و احد اسمه ياسر عرمان ويقولوا لهم بعربي جوبا: «إنتكم ندوري نشوفو ياهو ناركوك تاع مندكورو ياسر تاع عرمان تاع جبهة تاع ثورية»… ويسألون بنفس لغة عربي جوبا في أى فندق من فنادقها عن و احد اسمه مالك عقار ويقولون لأول مراسلة يقابلونه «ياهو يا ولي إنت بشوفو واهد اسمو مالوت أقار إير إتنكم ما بعرفتو؟» .. ويمكنهم أن يسألوا أي زول في جوبا وبنفس لغة «أولاد الملكية» قائلين «يا جماعة إنتكم ما تشوفو أدَّ الأزيز تاع الهلو تاع جبهة تاع ثورية إنتكم أنا ياهو بدورو»… وعندها سوف يكون التقرير المطلوب تقديمه بواسطتهم جاهزاً ويقولون فيه أنهم ذهبوا وتأكدوا أن جوبا تأوي المتمردين وتمدهم بالسلاح وأن السودان له ألف حق في أن يعلن «أقفل يا عوض». ولكن من المؤكد أن هذا الوفد الثلاثي سوف تقابله مشكلة المغالطات الجنوبية التي تصل إلى درجة «إن طارت غنماية».. فالجنوبيون لن يقتنعوا أن الشيء الأسود الواقف هناك ليس إلا غنماية حتى لو طار عديل… وبنفس القدر لن يقتنعوا أنهم استقلوا وعليهم أن يعتمدوا على أنفسهم.. وستكون حياتهم هكذا طيلة الخمسين سنة القادمة أن ينتظرونا لنطعمهم ثم يتفرغوا لمحاربة بعضهم البعض إن لم يجدوا وقتاً لمحاربتنا … وعسى الله أن يجعل كيدهم في نحرهم ويشغلهم بأنفسهم إنه سميع مجيب..
كسرة
قال بعض الناطقين من الأحزاب الموالية للجبهة الثورية بأن مشروع تسخين الخرطوم في مائة يوم قد فشل فشلاً ذريعاً وأنهم يحتاجون إلى مائة يوم أخرى للاتصالات والترتيب حتى يتمكنوا من إسقاط الحكومة.. وقياساً على ذلك سوف يحتاجون الى مائة يوم أخرى للندوات. ومائة يوم للحشد ومائة يوم للمظاهرات ومائة يوم للبيانات ومائة يوم للهتافات ومائة يوم لتوفيق الأوضاع ومائة يوم للتخطيط الفني ومائة يوم لتنظيم إسقاط الحكومة ومائة يوم لاستلام الحكومة ومائة يوم للجلوس على الكراسي ومائة يوم لمفارقة نفس الكراسي وعليه تكون جملة الأيام المطلوبة هي عشر ماية ألف يوم وخرتماية ألف ساعة وهلمَّ جرَّاً وعند نهايتها تكون قيامة المعارضة قد قامت وكان الله يحب المحسنين…
صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر
دكتور أفتينا . قفلوا بترولم ، قالوا:لن نتضرر من القفل، لأننا تعودنا أن نعيش بدون بترول. والشمال هو الذى سيعانى، لأنه إعتاد على البترول.وعندما تم القفل من جانبنا، ملأ صياحهم الدنيا، وقالوا أننا نريد أذيتهم ،و أنهم سوف يتضرروا وبحثوا عن الأجاويد فى كل مكان….الجماعة ديل مافى تفسير لى حالم، غيرأنهم
وبعد ليلة ترم.. ترم. بكسر التاء والراء .وبعد أن تلعب بعقولهم شمول .يصبحون ويفركون أعينهم وتطلع القرارات التصريحات.