منوعات
السودان: « القرير» المدينة القرية « حاضنة الخضرة والجمال» و « واد عبقر»
الحياة فيها طعم آخر فالمسافة التى تتحرك فيها عجلات الزمن والحياة لاتتجاوز الكيلومتر العرضى الواحد مابين النهر والجروف والجناين والمساكن… وفى هذا الكيلومتر العرضى كان واد عبقر ملهماً شعراً ووعداً وتمنى.
القرير معلومات ومعلومات:
غالب سكان مدينة القرير قبيلة الشايقية وبعض من العرب الهواوير وقليل من البديرية الدهمشية ومجموعات سكانية أخرى بنسب قليلة متفاوتة إرتبطت بعبقرية المكان واستطاب لها المقام فأصبحت جزءً من مكوناته…والقرير مكونة من سبع مناطق أساسية هى الكُنيسة « الصفا» قوز هندى قوز قرافى- حى الشاطئ- القلعة الكرى الصلحاب العامراب وهذه هى التى جاءت بثنائى العامراب « عبدالمنعم وعطا»
وتعتبر القرير من أكبر مناطق قرى الشايقية الكبيرة تليها نورى وتنقاسى على الضفة الغربية والزومة على الضفة الشرقية.
القرير سوق ود العذيب:
ولأنها مدينة قرية بالقرير سوق كبير متعدد الانشطة يأتى اليه الناس من كل البقاع يتبادلون منافع التسوق بيعاً وشراء ومبادلة ومقايضة… السوق يشد اليه الرحال زرافاً ووحداناً فى يومى الأحد والخميس يسمونه سوق « ود العذيب» نسبة للمواطن بخيت العذيب صاحب الارض التى اقيم على مساحتها السوق.
القرير سوق عكاظ:
يسمونها « واد عبقر المبدعين» ففيها أعداد مقدرة من الفنانين والشعراء… معظم الناس فيها منقسمون بين نظم الشعر او الغناء ومنهم من يجمع بين الغناء والشعر قائمة الشعراء والفنانين تطول أبرزهم عثمان اليمنى وعلى اليمنى وعبدالقيوم الشريف وجعفر السقيد وثنانئ العامراب « عبدالمنعم وعطا» وعبود تبورى وعبود محمد عثمان وعبود عبدالعزيز والسر عثمان الطيب وعادل عثمان الطيب وحاتم حسن الدابى ومحمد سعيد دفع الله واحمد سيد واحمد عثمان شمه ومحمد المهدى حامد وخالد شقورى والفاتح ابراهيم بشير…
وبذلك تكون ليالى القرير بمناطقها السبع عبارة عن سوق عكاظ للشعر والادب والغناء الجميل.
القرير وحسن الدابى:
الشاعر الكبير حسن الدابى إرتبط إرتباطاً وثيقاً بالقرير وإرتبطت به حتى أصبح لا يذكر أحدهما الا ويذكر الآخر تلقائياً والشاعر حسن الدابى رحمة الله تعالى مسيرته فى عالم الشعر والأدب يعرفها القاصى والدانى ليس على صعيد القرير وديار الشايقية فحسب بل على صعيد آنحاء السودان المتفرقة فذاكرة الامة السودانية تحفظ له العديد من القصائد الرصينة والجميلة التى شكلت المزاج السودانى.
وقد إنتقل الشاعر حسن الدابى الى جوار ربه يوم 2 سبتمبر 1998م وهو اليوم الذى صادف الذكرى المئوية لمعركة كررى التى قدّم فيها السودانيون كل قيم الجسارة والبطولة والتضحية والفداء وهى ذات القيم الذى نثرها المرحوم حسن الدابى فى أشعاره التى سارت عليها الركبان.
وللشاعر المرحوم حسن الدابى وبفضل القرير بصمات واضحة فى اغنية الطمبور غناها بعض الافذاذ من فنانى أغنية الطمبور مثل المرحوم الفنان النعام آدم والمرحوم الفنان محمد كرم الله والفنان محمد جبارة وغيرهم.
ولعلّ إرتباط القرير بعبقرية الشعر والشعراء والابداع والمبدعين خلق منها محوراً لمساجلات لطيفة بين شعرائها وشاعرهم الكبير المرحوم حسن الدابى…
ولعلّ ألطف تلك المساجلات التى جرها اليه الشاعر الكبير السر عثمان الطيب حيث قال له:
مالك طلت ياليل الحزانة فيك إزداد سهرنا وزاد شقانا
ياحمد سعيد جاتك أمانة تنشد بيت قصيد فوق الازانا
ود الدابى قول شعرك وأشرح فيه مخرجتا ودوانا
وقد استجاب الشاعر الكبير حسن الدابى وأنشد بأبيات لاتقل لطافة وظرافة:
صداك شكوك المنى وبكيت فتق لى جروح بعد طبت وشفيت
سلامتك يا السرير قالوا ابتليت فوق دروبنا الشايكة ليه حفيان مشيت
قبلك بى وراهن كم شقيت من دموع عينى كم اتجرع رويت
لى قاضيهن أتظلم شكيت تضيع حصالتى والربح اصلو كيت
وصيتى انا ليك تنفذا ياريت وتفوز بى جايزتن تصبح بخيت
انظروا كيف تجلت عبقرية المكان « القرير» فى هذا النظم الشعرى الجميل.
القرير وسد مروي:
تبعد مدينة القرير من سد مروى حوالى 20 كيلومتر وقد ألقى سد مروى بظلاله الايجابية الاقتصادية والاجتماعية شأن كل المدن والمناطق والقرى حول السد، وقد نعمت القرير بالمزيد من خدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء وذلك يدخل فى اطار المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية الكبيرة فقد كان سد مروى ملحمة وطنية خالدة وفى ذات الوقت تقدم للمجتمع من حولها خدمات واوجه رعايه تسهم فى تطوره ونمائه.
القرير مدينة هجين:
برغم ان غالب سكان القرير من الشايقية الا ان الواقع يقول أنهم تصاهروا وتمازجوا مع المجموعات الأخرى التى قاسمتهم السكن وسبل كسب العيش فى القرير… فالقرير مدينة هجين معاوية أبو قرون–صحيفة الوطن