رأي ومقالات

د.عبدالماجد عبدالقادر : يعني شنو لو حلّ الحكومة!!

[JUSTIFY]كثيرٌ من صحف الأمس أصبحت وهي تهلل وتكبر وبعضها كاد أن يقول «هلالويا» لرئيس جنوب السودان لأنه حلَّ الحكومة «بتاعتو».. والبعض ربما قال «الله أكبر» وهو يتلقى خبر أن سلفا كير قد أقال مشار أو أرسل بعضهم إلى التحقيق.
أولاً يجب ألاّ يهمنا في كثير أو قليل إن كان سلفا كير ميارديت قد «رفت» كل الطاقم العامل معه أو أتى بطاقم جديد لنج.. فهو أمرٌ لا علاقة لنا به.. فلن يضيف لنا جديداً إن كان النائب الأول الجنوبي اسمه مشار أو مجوك أو فنجوك أوكجوك أو جوك جوك أو ما جوك.. ولن يفرق معانا إن كانت حكومة الجنوب بها ثلاثمائة وزير أو فيها وزيرين بس.. فنحن لا ناقة لنا ولا جمل فيما يفعلون بأنفسهم.. وعلينا أن نتذكر دائماً أن باقان «بتاعهم» وهو يعلن نتيجة الاستفتاء التي صوتوا لها بنسبة مئوية وصلت تسعة وتسعين بالمائة قد قال بكل البذاءة واللؤم الذي يختزنه من عهد طفولته الأولى التي قضاها في شمال السودان قال «باي باي للإسلام، باي ياي للعروبة، باي باي لوسخ الخرطوم، باي باي للمندكورو» ويقال إنه «تحت تحت» كان يقول «المندكورو أولاد الكلب» وآخرون يقولون إنه كان يقول «المندكورو أولاد …».

ولهذا فقد كان في ذهاب الجنوبيين من حيث أتوا راحة نفسية لنا ولهم.. فليبقوا هناك في أماكنهم وليعيّنوا من الوزراء ما شاءوا فليس لنا كبير شأن بما يفعلون في أنفسهم..
وبالطبع لا نستبعد أن يكون تغيير حكومة الجنوب ما هو إلاّ «مناورة» و«التفاف» و«مسرحية» مقصود بها خداع دولة السودان.. فالمعروف أن «الناس ديل» كل أفعالهم وتحركاتهم عبارة عن رد فعل على ما يحدث عندنا.. وهم لا يزالون يتصرفون فقط في مقابل تصرفاتنا ويفعلون رداً على فعلنا.. فهم حتى الآن لم يستوعبوا أنهم صاروا شعباً في دولة أخرى.. ولن يدخل بالطبع في رؤوسهم ولن يستوعبوا فكرة أن يكونوا حكاماً.. ولهذا فهم دائماً ينتظرون منا الفعل لكي يقوموا بممارسة رد الفعل.. وقد ظل هذا دأبهم خلال الستين عاماً الماضية حتى تطبعوا على ذلك ورسخ في عقولهم.. فهم إما أنهم متمردون في الغابة أو أنهم مقيمون في انتظار أن يتمردوا.. ويستوي في ذلك عمالهم وموظفوهم.. ولم تخرج رؤوسهم فكرة أنهم متمردون وسيظل هذا الفهم عالقاً بأذهانهم للمائة سنة القادمة وحتى يولد جيل جديد يستطيع أن يستوعب معنى الاستقلالية والتحرر الوطني..

ولذلك نرى أن يغير سلفا كير حكومته فهو بالطبع أمر قد يكون مؤقتاً أو قد يكون جزءاً من المسرحيات التي يقترحها عليهم أسيادهم الإسرائيليون ليخدعونا بها في السودان. ويسوقونا في اتجاه التخدير حتى نعتقد أن مجموعة سلفا كير قد أبعدت الصقور.. وأننا إن شاء الله سوف نتعامل مع الحمائم وأن الحمائم سوف تفرد علينا أجنحتها وسوف تغرد لنا و«تغنى لنا نشيد الطيور».. وعند ذلك سوف تقوم الخلايا النائمة من «أولادنا» الموالين للحركة الشعبية ببث الأشعار وأغاني الحب وقصائد الريدة القديمة في حق الجنوب والجنوبيين وتدعونا إلى «تجسير» العلاقات و«ترميم» عرى التواصل ثم ينتهي الأمر بتوقيع اتفاقية جديدة يقول أحد بنودها إننا سوف نفتح أنابيب البترول وإن الأنابيب المفتوحة لن يتم قفلها حتى لو فعل الجنوبيون «السبعة وذمتها».. وعندها أيضاً يكون الجنوبيون قد حصلوا على حق العمل والحركة والتملك والمواطنة.. وأصلاً لا يزال هناك أربعة ملايين جنوبي يتحاومون في السودان يأكلون ويشربون ويلبسون ويرقصون ثم يتوالدون ليصل عددهم إلى عشرة ملايين خلال أربعة أعوام ويكون عندها تعدادهم أكثر من نصف السكان ثم نبدأ مشواراً ومشروعاً جديداً للاستفتاء أو الفصل للجنوب الثاني.

والخلاصة يا جماعة أننا يجب أن لا نعطي لما يحدث في الجنوب أي أهمية فلن يستفيد شعبنا من معرفة تفاصيل أخبارهم اللهم إلا فيما يتعلق بالقضايا المشتركة مثل مياه النيل.. وفيما عدا ذلك فلا شأن لنا إذا سقط باقان أو حكم فرتكان أو توفي إلى رحمة مولاه ميارديت أو انتقل إلى الرفيق الأعلى ديم ماجوك أو انكسرت كراع ملوال دينق أو ماتت أبقار كلمنت أمبورو أوبوث ديو.
ومن الناحية الأخرى فنحن نعرف فقط شيئاً واحداً هو أن يقوم الجنوبيون بفك الارتباط مع قطاع الشمال ومع الفرقة التاسعة والعاشرة وأن يبتعدوا عن حدودنا في مقابل فتح الأنابيب وأن يبعدوا شرورهم عن النيل الأزرق وكردفان ودارفور وفي النهاية «يختونا» .. وهذا يشمل ترحيل العالق منهم هنا ومن كل الولايات وترحيل طلابهم وتلاميذهم.. وكفانا دوشة واللهم فكنا من مصيبة الجنوبيين.. إنك سمع مجيب.[/JUSTIFY]

د.عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد

  1. يا شماليي السودان. لا تحلموا وتغرقوا في الأمنيات بشأن التغييرات الجارية في جنوب السودان، فهؤلاء في المقام الأول والأخير ثوار مهروا بأرواحهم ودماءهم مسيرة نضال وكفاح ثوري أستمر لنصف قرن بالتام والكمال، ومن أجل هدف محدد بدقة منتاهية، هدف واحد وأوحد غير قابل للتراجع، إلا هو تحرير كامل تراب السودان من نظام الفصل العنصري لأقلية الجلابة الحاكم (منذ 1956 وحتى تاريخه) . وما تحرير أرض جنوب السودان إلا مرحلة أولى لالتقاط الأنفاس، تمهيداً لبناء جيش وطني عملاق من كل أطياف الأغلبية الزنجية المهمشة، توطئة لأنطلاق وتحرير كل شبر من تراب سودان المليون ميل مربع من ربق وجور حكم أقلية الجلابة الدموي والشنيع. بالتالي فأن أي تغيير يحدث في جنوب السودان سيكون لصالح هذا الهدف المقدس.