تحقيقات وتقارير

فضائيات السودان في رمضان.. مضى نصف الزمن!!

[JUSTIFY]رمضان شهر الخيرات والنعم هو موسم الفضائيات التي تكون في سبات عميق تنتفض منه في شهر رجب متفاجئة فتبدأ في سلق برامج لا علاقة لها بالشهر الفضيل دون ان توزن حتى الجرعة، وللاسف معظمها تتنافس في برامج الغناء التي يأتي توقيتها في وقت مزعج ولا يتناسب مع الروحانيات، فكل الفضائيات اختارت بلا استثناء الوقت المتزامن مع الافطار وبعده لتصدح الاغاني بمختلف انواعها في الوقت الذي تقام فيها صلاة المغرب ويتجهز الناس لصلاة العشاء، فتشكل ملهاة ومصدر إزعاج كبيراً لمن زهد في اي شيء يجرح صومه! وبالنسبة لقناة النيل الازرق تبث برنامج «أغاني وأغاني» الذي يحاول من العام الماضي تغيير جلده وارجاع الألق الذي بدأ به، ورغم اني لست من رواده ولا أميل الى الاستماع للاغاني في وقت عظيم كتلك الساعات، الا انك تجبر لأن الكثيرين يعتبرونها برامج ترويح للنفس، فتشاهد منها او تسمع، وهذا الموسم شاهدت وجوهاً جديدة بعد عملية الإقصاء للكل الا من رحم ربي، ولا يتم توزيع الاغنيات بشكل متساوٍ لكل الجالسين، واعتبر فهيمة نجمة هذا الموسم بلا منازع، ويبدو ان معتز صباحي سيظل نادماً في ما تبقى من عمره على مشاركته في هذا البرنامج الذي سحب رصيده كمطرب له صوت عميق وأغنيات جماهيرية، لكن بعيداً عن اللوك الذي ظهر به فإن اداءه كان اضعف كثيراً من امكاناته، وحلقة محمود كانت مهزلة حاسبهم عليها الحواتة بشدة، وعموما البعد عن مسببات الضغط افضل، وهذا ما نصحت به كل من يكتب من زملائي ليشكو من برنامج «أغاني وأغاني».

ولم تبتعد بقية الفضائيات عن برامج الغناء والهجيج، فمازال «بنات حواء» يواصل عروضه متنقلاً من هارموني الى قوون بنفس التوقيت المزعج الذي تبث فيه النيل الازرق «أغاني وأغاني» بخلاف انه برنامج دلوكة يضم فطاحلة اغاني البنات فقد القه برحيل امنا حواء كما اصبح اسم البرنامج.

وقناة الشروق لم تبتعد كثيراً عن الخط، فهي تبث اغنيات في شكل توثيق لفنان كما كان العام الماضي مع الراحل وردي، واصبح هذا العام مع صلاح ابن البادية، وحتى قنوات الصف الثاني قلدت الكبيرة كما فعلت قناه الخرطوم بسهرات عقد الجلاد مراهنة على شعبية الفرقة متناسية تخبط القناة الذي ظهر في النحس الذي اصاب السهرة فلم تجد حتى حظها من المتابعة.
الفضائية القومية نوم العوافي احياناً رحمة اذا لم تزحمنا ببرنامج اغاني يخدش صيام اليوم ويشتت الانظار من صلاة القيام، فيمكن ان نقول لم ينجح احد، ويبدو واضحاً جداً فيها غياب مدير القناة القومية ابراهيم الصديق الرجل صاحب المبادرات والافكار الذي بذهابه فقدت القناة القومية آخر عكاز لها وكبت دون وجيع.
وعندما أدير قناة «إم. بي. سي» واتابع منذ الساعة الخامسة حتى موعد الاذان ما تبثه من برامج اعرف اننا في رمضان، واشعر بروحانياته، وابحث عن شيء شبيه في فضائياتنا يكون غير مستنسخ ويكون ليس «برنامج أغاني»!![/JUSTIFY]

تقرير :: سارة شرف الدين
صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد