رأي ومقالات

سِر كمال عمر ” المذاع ” !

[JUSTIFY]قبل نحو سبع سنوات أقام كتاب يحمل اسم (السر) للكاتبة الأسترالية روندا بايرن الدنيا ولم يقعدها حتى أدرك الناس سره ،الكتاب الذي حقق مبيعات هائلة بلغت ملايين النسخ، وتصدَّر قوائم الكتب الأفضل مبيعاً في المجتمعات الغربية، وتُرجم إلى أكثر من ثلاثين لغة من لغات العالم الحية، كان يتحدث في أسلوب روائي عن السر الذي أخفاه بعض الناس عن العامة لكي يستأثروا بالمنافع العظيمة التي تأتي من وراء تطبيق هذا السر الذي إن أفلح الشخص في تطبيقه لم يُحِل شيء دونه وتحقيق كل أحلامه حتى المستحيلة منها والتي يظن أنها لا يمكن أن تتحقق ،ذلك السر الأسطوري الذي أذهل عالم القراء حيناً من الزمن قبل أن يدركوا أنه لم يكن إلا مجرد عملية سيكولوجية يطلق عليها أهل السر (قانون الجذب الفكري) ،وها هو الأستاذ كمال عمر نائب أمين المؤتمر الشعبي يقول في مؤتمر صحفي إنهم بصدد وضع استراتيجية جديدة لاسقاط النظام، وأنهم لن يجعلوا الموضوع مقصوراً على ولاية الخرطوم،وسيلجأون إلى بقية المدن والولايات في التصعيد بغرض اسقاط النظام ،وبعد أن مضى كثيراً في تفاصيل حديثه ،عاد وأكد من جديد أنهم أعدوا رؤية متكاملة وقاموا بالترتيب لها وأنها ستأتي أكلها هذه المرة، لكنهم لن يعلنوا عنها وسيستعينون على قضاء حوائجهم بالكتمان ،فالسؤال هنا ما الذي أبقى عليه كمال عمر من الأسرار حتى يدعي كتمانه ؟ أو فلنقل أوليس الحديث عن وجود سر يُعد في حد ذاته إشاعة ونشراً له ؟ أوليس لفت النظر إلى مجرد وجود السر مدعاة لفضحه ولو عن طريق التفكير والتخمين والتحليل ناهيك عن وجود أجهزة معنية بالمعلومات تترصد مثل هذا الحديث إن لم تكن تعلمه أصلاً ،وإذا افترضنا أن الذي قيل من تصدير محاولات التظاهر إلى الولايات هو ليس جزءاً من السر ،فماذا يكون السر إذاً ؟ فقديماً سمعنا قول عُبيد الله (إذا كان لي سرٌ فحدثته العدا … وضاق به صدري، فللناس أعذَرُ، هو السر ما أستودعته وكتمته ،وليس بسر حين يفشو ويظهر) .. وبمجرد أن يغادر السر جوف صاحبه فلن يصبح سراً بحسب ما ينسب إلى عمرو بن العاص (سرك أسيرك فان افشيته صرت أسيره ) ، فهل توصل المؤتمر الشعبي إلى استراتيجية جديدة تستطيع اسقاط النظام ؟ وأين هي من خطة تحالف المعارضة الذي ينتمي إليه المسماة بخطة المائة يوم لاسقاط النظام ؟ وهل هي من طبيعة العمل السياسي المحض أم أنها تنطوي على أعمال أخرى ؟

حاشية : لم يتبق مسلك لم تسلكه المعارضة حتى الآن في محاولة اسقاط النظام بما فيها الشعبي ،ولو تأملنا سره لما وجدناه خارجاً من تكتيكات الثورات العربية المعاصرة التي شاهدناها ،وهو لن يعدو كونه مجرد أسطورة (قانون جذب فكري) للإقناع بقوة برامجه.

صحيفة الرأي العام
مرتضي شطه[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. هذا رجل متخلف … كثير الجعجعة … لا يستطيع إقناع حتى نفسه…هل هذه أشكال ساسة وسياسيين …وهل من الحكمة ،والكياسة ،والنجاح ،أن تكون بهذا الحال ؟

  2. أنا كنت مؤتمر شعبي وأكن الاحترام الترابي لكن الزول دا المدعو كمال عمر أجبرني اترك الشعبي لانه ينطبق فيه المثل القائل القلم ملبزيل بلم ودا لو ما سكت بفركش الشعبي لانه باختصار عوير وعنده غبينه بحاول افشها بس برعونه شينه خلية دبلوماسي