تحقيقات وتقارير

عدم الاستقرار في مصر يلقي بظلاله السالبة على الاستثمارات المصرية بالسودان

جعلت العولمة العالم قرية صغيرة بل نافذة يرى من خلالها العالم كل ما يدور في فلك الدول و تلقي الاحداث السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية في اية من الدول بظلالها السالبة على بقيه دول العالم ولان السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة ولان مصر من الدول ذات الثقل الاقتصادي والسياسي فان ما يحدث فيها من تطورات سياسية صاخبة يؤثر سلبا على بقية الدول خاصة دول الجوار وبصفة اخص على السودان لما يربط البلدين من حبل سري متين لا تنفك احدى الدولتين (مصر والسودان ) تدوران في فلك ذاك الرابط القوي وما يحدث من مصر من تطورات سياسية حتما يلقي بظلاله على السودان وعلى الاقتصاد السوداني لذا فان اخبار اليوم تفرد صفحات الاحداث المصرية وتنقب مع الخبراء والمختصين تداعيات تلك الاحداث على الاقتصاد السوداني فماذا قال الخبراء ؟

ثقل اقتصادي كبير :

يري رئيس القطاع الاقتصادي بوزارة المالية وشئون المستهلك بولاية الخرطوم د.عادل عبد العزيز ان مصر تعتبر من الدول المحورية في المنطقة وقال بانها ذات ثقل اقتصادي واضح بالنظر الى الناتج المحلي الاجمالي الكبير وبالنظر الى عدد السكان الذي يمثل سوقا للدول المجاورة بل لدول العالم فمصر على سبيل المثال تعتبر الدولة الاولى المستورة للقمح في العالم والاهمية القصوى لمصر تتمثل في اشرافها على قناه السويس وهو ممر مائي بالغ الاهمية من الناحيتين الاستراتيجية والاقتصادية كما وتعتبر مصر من اكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي وقال د.عادل في حديثه لاخبار اليوم ان مصر تعتبر للسودان مصدرا للكثير من الواردات مثل الحلويات والبلاستيك والالمونيوم وخراطيم المياه والري والمعدات الزراعية والمكتبية وغيرها من السلع التي تستورد من مصر في اطار التجارة الحرة او في اطار التجارة الحدودية كما وتعتبر مصر مستوردا مهما للسودان خاصة في مجال استيراد الجمال ولحوم الابقار المذبوحة وحب البطيخ و الصمغ العربي والسلع الاخرى كما وتمثل ايضا مقاما للسياحة العلاجية والترفيهية للسودانيين

اثار ضارة على الاستثمارات المصرية بالسودان :

و يسترسل عبد العزيز :لهذه العوامل جميعا فان الاضطرابات السياسية في مصر تنعكس سلبا على الدول المحيطة بها وعلى راسها السودان وقال ان مسالة عدم الاستقرار الاقتصادي في مصر تترتب عليها اثارا ضارة على الاستثمارات المصرية الحالية في السودان والاستثمارات المتوقعة حيث تم التخطيط لمشروعات تكامل اقتصادي ضخم بين السودان ومصر خلال فترة الرئيس المعزول محمد مرسي حيث منح السودان مصر حوالى 2 مليون متر مربع في المنطقة الصناعية بالجيلي لاقامة صناعات مصرية في السودان كما تم منح 500 الف فدان في الولاية الشمالية كمرحلة اولى للشراكة الزراعية في مجال زراعة القمح وتم فتح فرع للبنك الاهلي المصري بالسودان وتخصيص مبالغ مقدرة بالعملات الاجنبية لهذا الفرع لتنشيط حركة الاستثمار والتجارة بين البلدين يبدو ان كل هذا سوف يتوقف بسبب التطورات السياسية في مصر وهذا يعد خسارة للاقتصاد في كلا القطرين

تغيير وجهة الترانزيت :

ويشاركه الراي رئيس اللجنة الاقتصادية بالانابة بالمجلس الوطني د.بابكر محمد توم ويشير للنشاطات الاستثمارية المصرية الكبيرة بالسودان من شركات استيراد وتصدير وعمالة مصرية ومصارف قد تاثرت بالاحداث السياسية بمصر حتى ان بعض المصارف المصرية بالسودان قامت بتاجيل اجتماعات مجالس اداراتها ويبين التوم ان كثيرا من السودانيين يتوجهون لمصر لغرض السياحة والعلاج وهذا بدوره ينعش الاقتصاد بمصر ويحرك سوق العمل بالسودان بيد ان مصر الان لم تعد امنة مما يجعل الكثيرين يغيرون وجهة الترانزيت الى الاردن وغيرها من الدول والشاهد ان الدخل الرئيسي لمصر ياتي عبر السياحة التي تاثرت تاثيرا كبيرا بالتطورات السياسية ولاول مرة نجد ان الجنيه المصري تختل قيمته وتتدهور باكثر من 10% و بضعف السياحة ستضطر كثير من الفنادق الى الاغلاق وكذلك الشقق المفروشة والشقق الفندقية والشاليهات وقال ان تلك النشاطات ترتبط بها عمالة كبيرة مما سينعكس سلبا على المواطن المصري واذا لم تستقر الامور فسيمتد الاثر الى قناه السويس وتتاثر السلع السودانية التى تصدر الى مصر وكذلك الواردات ويتغير سعر الصرف اضافة لتاثر الاستثمارات المشتركة وتاجيل المنافع المشتركة . وقال بابكر نتمنى ان تستقر الامور بمصر وتعود العلاقات التجارية والاقتصادية مع العالم وينطلق الاقتصاد المصري بافضل مما كان عليه سابقا مصر

آثار محدودة

الخبير الاقتصادي د. محمد إبراهيم كبج إستبعد فرضية ورود أية آثار سالبة أو موجبة على الاقتصاد السوداني جراء الأحداث الجارية في الساحة المصرية أو حتى على صعيد العلاقات الاقتصادية بين الخرطوم والقاهرة لافتاً إلى أن العلاقات التاريخية بينهما تؤكد أن كلا الطرفين لا يحتاج إلى الآخر إقتصادياً .

إلا أنه اعتبر في حديثه لـ ( أخبار اليوم ) أن تدخل الجيش المصري في الشأن السياسي مؤشر لعودة نظام حسني مبارك بصورة او أخرى من خلال أحد رموز النظام المعروفين لافتاً إلى أن العلاقات بين السودان ومصر في عهد مبارك لم تكن على الوجه الأفضل برغم العديد من الانشطة المشتركة واتفاقيات التعاون بينهما مشيراً إلى أن الجانب المصري كان يستأثر بنصيب الأسد من الفوائد التي تعود من التعاون مع السودان وذلك بفضل عشوائية اتخاذ القرارات هنا .

السودان لم يستفد من العلاقة مع مصر

وقال كبج إنه بالرغم من ان السودان لعب دورا كبيراً في دخول مصر للكوميسا وفتح لها أسواقاً كبيرة في شرق ووسط إفريقيا إلا ان السودان لم يستفد من هذا الأمر أي شيء وزاد إن دخول الصناعة المصرية للسودان سبب أضراراً كبيرة على الصناعة السودانية التي أصبحت لا تستطيع منافسة المنتجات المصرية التي يتمتع منتجها بقيمة منخفضة للكهرباء التي تعادل ثلث تكلفة الانتاج للمنتج السوداني .

وأضاف أعتقد أنه بعد محاولة إغتيال مبارك تمت العديد من التسويات لصالح الجانب المصري من بينها سد مروي الذي خلق نوعاً من الأمن للجانب لمصر من الخطر الذي كان يتهددها في حال حدوث إي إنهيار للسد العالي .

التعامل بحكمة بعيداً عن الاستقطاب

أما الخبير الاقتصادي د. الفاتح عثمان محجوب فقد وافق علي ما ذهب إليه كبج من عدم تأثر الاقتصاد على المستوى الثنائي بين السودان ومصر جراء الاحداث التي تشهدها ساحة الآخيرة وعزا ذلك في حديثه لـ ( أخبار اليوم ) إلى أنها ظلت ضئيلة وفي أسوأ حالاتها بشكل عام من حيث التبادل التجاري أو التعاون الاقتصادي لافتاً في ذات الوقت إلى أن مصر أكثر حاجة إلى السودان من حاجته إليها .

إلا أن د. الفاتح حذر من مغبة أن ينساق السودان وراء موجة الاستقطاب الحاد التي تشهدها الساحة وإنقسام الدول العربية بين مؤيد لمرسي أو مؤيد للسيسي وخاصة دول الخليج التي للسودان معها مصالح إقتصادية وتجارية منوهاً إلى ضرورة التعامل بحكمة بالغة في هذا الخصوص حتى لا تفقد البلاد مصالحها مع أي من الدول مثل قطر أو السعودية المطالبتين بعودة مرسي أو الامارات التي أعلنت تأييدها للجيش والسيسي .

الاتفاقيات باقية

وحول مصير الاتفاقيات الموقعة بين الخرطوم والقاهرة إبان عهد مرسي فإن الفاتح يؤكد أنها لن تتأثر بذهاب مرسي أو عودته أو صعود أي نظام آخر إلى الحكم طالما هي موقعة في إطار دولة ودولة وليس بين نظام ونظام او حزب وحزب وقال إنه من المعروف إن نظام مرسي لم يجد الفرصة ليحكم مصر بالشكل الكامل وأن الدولة المصرية بمؤسساتها ظلت هي الحاكمة وزاد بأن السودان ليس مهماً لديه من يحكم مصر والعكس لدى مصر لذلك بغض النظر عن الأنظمة الحاكمة تبقى المصالح الاستراتيجية هي الأقوى .

تاثير سياسي فقط

وقال استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور حسن علي الساعوري اقتصاديا لا اتوقع ان تكون هنالك تاثيرات اقتصادية فالتعاون الاقتصادي مع مصر ليس بالدرجة التي يمكن ان تحدث اثرا اقتصاديا فهو مجرد تعامل تجاري فقط

اما التداعيات فمن المتوقع ان تكون سياسية اذا استمر النظام العسكري فلن تكون العلاقات طيبة بين البلدين خاصة في الفترة الاولى لمصر

لسنا نعتمد على مصر اقتصاديا :

ويرى استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية د ..حمد حاوي ان تداعيات الاحداث في مصر تاثيرها على السودان في الغالب هو تاثير سياسي فقط لان المسالة ترتبط بسقوط او استمرارية حكم الاسلاميين كما وانه ليس هنالك تكامل اقتصادي بين البلدين حتى في حكم مرسي لم يكن هنالك تحول جذري او تغيرات اقتصادية وقال نعم هنالك حديث عن مشاريع مشتركة في الشمالية وبعض المناطق لكن عمليا ليس هنالك عمل حتى الان وليس هنالك اعتماد متبادل بين البلدين ولسنا نعتمد على مصر في الغذاء . استطلاع :ناهد اوشي :محمود النور:ايمان ادم :الخرطوم:اخبار اليوم

تعليق واحد

  1. [SIZE=4][B]استثمارات مصر في السودان ياه الفول والطعمية , وهل السماء تمطر ذهب ام الحدية بترمي كتاكيت [/B][/SIZE]