تحقيقات وتقارير

طه يتكلم … من المقصود بلباس الطاغية ؟

[JUSTIFY] ما ان يخرج الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان على الملأ وهما يتحدثان في امور البلاد تجد الجميع يحسنون السمع لمعرفة اين تسير الطرق السياسية في الفترات المقبلة ترى كيف تقرأ النخب السياسية في البلاد ماجاء بين السطور في حديث النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وهويشدد على تفعيل المواثيق بدءاً من الدستور والقوانين التي تؤطر للتداول السلمي للسلطة في ظل المواعين القانونية رافضا بقوة أي خروج على القانون

قابلت بعض النخب السياسية السودانية الحديث بشئ من الحذر بل انها افصحت صراحة عن توجسها واعتبرت الحديث يحمل مضامين ومدلولات وحمال اوجه عديدة لا تخرج من تسلط الحزب الحاكم وتحكيم قبضته الامنية ،ويجعل كل جهة تحور معاني المفردات بأنها المقصودة كأنما تلبس طاقية الحديث بخاصيتها ، لكنّ هناك تفاؤلا بد على اخرين وهم يفسرونه بالتوجه الاكثر عمقا لحل ازمات البلاد من ناحيتهم يعتقدون صورة ايجابية للحكومة في معالجة القضايا كأنما التفتت لاصطياد الازمات بـ(الجبادة) علي الطريقة البلدية في اصطياد السمك .
نائب الرئيس علي عثمان خرج امس الاول من داخل البرلمان يدعو إلى ضرورة تقوية أجهزة الدولة، لتحمي الحقوق حيث ما حدث لها تجاوز مطالبا بتوحيد الارادة لرفض مبدأ التسليح وأن لايكون ذلك محلا للمناورة السياسية، كما طالب بتقوية أجهزة الدولة وأن لا تكون أجهزة للقمع بل للردع لحماية الحقوق دون تجاوز.

يعتقد القيادي المعروف بحزب الامة القومي عبدالجليل الباشا في كلمات مغتضبة ان البلاد تمر بأزمات وتحديات وان الحل يكمن في توحيد الصف الداخلي ممايتطلب من الحكومة ان تتبني طرحا واضحا لمعالجة القضايا والمشاكل بصورة جذرية وطرحها للقوي السياسية لدراستها وابداء الرأي حولها، وخلاف ذاك فإن اي حديث لايخرج من كونه استهلاكا سياسيا حسبما اشار اليه الباشا .لافتا الى انه في حالة لجوء الحكومة الى الحلول الامنية بعيدا عن السياسية تعد من باب (تجريب المجرب) وتأزيم للواقع المعاش.
غير ان القيادي البارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل علي السيد بدا لي غير متفائل ايضا وهو ينظر الي حديث طه في انه يحمل عدة اوجه وبأمكان اية جهة ان تحول الحديث لها وزاد ( خت الكلام كده اي جهة عايزة تلبس الطاقية تلبسها )، وان الحكومة ضاقت ذرعا ويعتقد ان الحكومة تضمر نية ان تعيد حالة الطواري بصورة عامة ، وحرض السيد المعارضة بأن تترك العمل في العلن لمواجهة النظام ، لافتا الى ان الحكومة يزعجها العمل السري وتخشاه كما انها باتت تعمل الف حساب للشعب الذي يريد مواجهة النظام وتغييره.
بينما تأتي رؤية طه في تحريض الشباب على القيام بنفرة أكثر عمقاً وقرباً من الجمهور، وخاصة أصحاب المصلحة، والعمل على إدارة حوار مع المواطنين فيما يليهم من أمور، مشددا على ضرورة التأكيد على وجود سقف للدولة يحافظ الجميع فيه سواء في الحكومة أو خارجها، وكل القوى السياسية، والفعاليات التي تعبّر عنه سياسياً، على كيان الدولة كمؤسسة لافتا الي أن أي خروج على الدولة لا يوجد له ما يبرّره مطلقاً، لذلك لا بد أن تجتمع الإرادة الوطنية في رفض مظاهر التسلح والتفلت، مؤكداً أن هذا الأمر يُعد حاسماً وناجزاً، وليس هنالك مجال للمناورة السياسية.

وهنا يتفاءل المحلل السياسي عبدالله ادم خاطر في ان الدولة تتجه بصورة ايجابية نحو الحلول وقال ان البلاد لايمكن باي حال من الاحوال ان تمضي حياتها مثل هذة الحياة القاسية، موضحا ان الحكومة واخيرا بدأت تتجه نحو الحلول علي طريقة اصطياد الاسماك بواسطة الجبادة، وينصح الدولة بأهمية جمع السلاح تحديدا من ايادي الذين قال انها قامت بتسليحهم من قبل واصبحوا يتوسعون ويمتلكون نفوذا واسعا، ويحض الحكومة على الجلوس مع حملة السلاح بكل الوسائل والطرق من خلال الوساطات الدولية والاقليمية وصولا لسلام شامل عبر تفاوض سلس وترك المجال للتعايش السلمي وسط المجتمه خاصة تلك القبائل المتناطحة بسبب الحروب وهنا يشير الي ان العملية السياسية تتوسع وتذهب في اتجاه التحول الديمقراطي عكس ما ظل ينفيه معارضو وخصوم النظام ، وحول عدم وضوح رؤية المؤتمر الوطني التي افصح عنها خصوم السياسة قال ان هناك معالم للتراضي الوطني في هذة المرحلة الحاسمة من عمر البلاد ولابد من ان تكتمل ويكتفي في خاتمة قوله (خلونا نمشي لقدام ، ولابد من ان ندعم مثل هذا الخط الذي بدأت تسلكه الان، والتفاتها نحو حل ازمات البلاد).
ومثلما امتدح خاطر التفات الدولة للسماع الي وجهات نظر مختلفة والجلوس الى القبائل المتحاربة وبالامس حملت الانباء ان طه قد شدد على أهمية معالجة الصراعات القبليّة معالجة جذرية، من خلا البحث حول جذور المشكلة الأساسية التي أفضت إلى مثل هذا النزاع.

وبما ان طه يحث نواب البرلمان على أن يتواصلوا مع المواطنين ويستمعوا إلى رؤاهم فيما يتعلق بأداء الدولة جميعاً، والإجراءات التي تتبعها الدولة،يرحب الخبير القانوني غازي سليمان بهذا الحديث وهو يقول لـ(الصحافة) ان حديث السيد نائب الرئيس يجب الترحيب يه من اغلب المواطنين الذين يحسنون الظن في سلطة الانقاذ ويحلمون بأن توفر لهم سبل حياة كريمة،حاثا قيادات الحكومة صاحبة القرار ان تصدر توجيهات حاسمة وقاطعة للاجهزة الملتصقة بالمواطن ومساعدتهم بدلا عن التنكيل والاضهاد الماثل الذي يواجه الشعب وهم يحتكون مع منسوبي الحكومة داخل المحليات، واجهزة الجبايات وغيرها من المرافق الخدمية التابعة للدولة، وقال غازي ارجو ان يتحول حديث طه من نظري وترجمته الى واقع عملي . وحول تفسير البعض لحديث طه في انه يأخذ منحي التضييق الامني يعتقد غازي ان الانقاذ ان قبلت المعارضة ام ابت فهي نظام لايتعامل بالقبضة الامنية بدليل مايكتب عنها في الصحف، ومايقال لها في الاجتماعات. [/JUSTIFY]

تقرير:فاطمة رابح
صحيفة الصحافة

تعليق واحد