تحقيقات وتقارير

موت جون قرنق هل مهدة لانفصال الجنوب


[JUSTIFY]اليوم الأربعاء 31 يوليو 2013م تحل الذكرى الثامنة لوفاة الدكتور جون قرنق دى مبيور النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسبق رئيس الحركة الشعبية والتى حدثت نتيجة تحطم حادثة الطائرة الرئاسية اليوغندية.
هذه الحادثة كان لها مابعدها حيث أحدثت ردود فعل على المدى القصير والمدى البعيد.
فعلى المدى القصير فعقب اعلان الوفاة عمت ارجاء السودان المختلفة موجات حزن شديد على القائد جون قرنق الذى لم يمضى على توليه المنصب الرفيع الشهر حتى لقى نهايته بتلك الصورة المأسوية اذ لم يمضى على توقيعه على اتفاقية السلام الشامل فى 9 يناير 2005م اكثر من سته اشهر وبضعة اسابيع. وقد حدثت الكثير من ردود الفعل الغاضبة بين الاوساط الجنوبية حيث عبر الكثيرون منهم فى العاصمة الخرطوم وعاصمة الجنوب جوبا وبقية المدن الجنوبية والسودانية عن غضبه بصورة أدت لفقدان العديد من الارواح البرئية كما تم اتلاف الكثير من المحال التجارية والشركات والصيدليات والمرافق العامة وتحطيم وحرق السيارات الخاصة بالمواطنين الذين لاذنب لهم فى الحادثة…ودخلت البلاد من أقصاها الى أدناها فى حالة احتقان سياسى واجتماعى وأمنى وكانت نذر المواجهات بين المواطنين الشماليين والجنوبيين ان تحدث المزيد من الشرخ فى جدار العلاقات بين الشمال والجنوب وقد زادت احداث الاثنين الاول من أغسطس 2005م والتى عرفت باحداث « الاثنين الدامية» من فجوة الثقة بين شطرى البلد الواحد وقتها.
العقلاء وتهدئة الخواطر:
ايام الاثنين 1/8/2005م والايام التى تلتها حتى يوم الخميس 4/8/2005م كانت اياماً عصيبة على كل السودان حيث أعلنت حالة حظر التجوال فى الخرطوم وجوبا وملكال وواو وبانتيو والرنك وكوستى وربك والابيض واويل فيما اعلن حظر التجوال الجزئى فى مناطق أخرى من الشمال والجنوب.
وفور وقوع الكثير من الاحتكاكات فى الشمال والجنوب بين المواطنين فقد بذلت قوات الشرطة والاجهزة الأمنية جهوداً مضنية فى اعادة الامن والتعايش والسلام الاجتماعى حيث استخدمت الكثير من الوسائل لتهدئة الخواطر وذلك عبر مخاطبة المواطنين بواسطة العلماء وائمة المساجد وسلاطين القبائل الجنوبية وذلك عبر اجهزة الاعلام ومكبرات الصوت فى مناطق الاحتقان.
وقد لعب العقلاء فى الجنوب والشمال أدوار مقدرة فى تهدئة الخواطر، ولعلّ الخطاب المؤثر الذى نقلته الاذاعة السودانية والقنوات التلفازية الاخرى بصوت ارملة الراحل قرنق ربيكا قرنق قد أسهم فى تهدئة الغاضبين حيث قالت « قرنق مات انا متاكدة إنو مات وهو مطمئن لانه جاء بالسلام ساعدونا على المحافظة على السلام لأنو لو السلام فات جون بيكون ما مرتاح»
موت قرنق أين الحقيقة:
الحقيقة التى لاجدال فيها هى الدكتور جون قرنق دى مبيور فى رحلته الاولى ليوغندا بعد توليه المنصب الرئاسى الرفيع كانت فى إطار تعزيز وترسيخ السلام باعتبار ان يوغندا كانت معادلاً مهماً فى عملية السلام… ففى الجمعة 29 يوليو 2005م بدأ رحلته ليوغندا والتى وصفتها أجهزة الاعلام المحلية والاقليمية والعالمية وقتها بانها تأتى فى سياق إيجاد معالجة للقضاء على جيش الرب باعتباره أحد مهددات السلام فى السودان وذلك لتمدد بعض أعماله العدائية للحكومة اليوغندية داخل الحدود السودانية. وكان الدكتور جون قرنق وجه تحذيراً لقائد جيش الرب لجوزيف كونى وطالبه بمغادرة جنوب السودان حتى تنعم البلاد بالسلام وقال له « لن تختبئ هناك كثيراً لاننا نريد الأمن والاستقرار»
وفى مساء السبت 30 يوليو 2005م تحركت الطائرة الرئاسية اليوغندية تحمل الدكتور جون قرنق النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق من يوغندا فى اتجاه جنوب السودان والذى كان سيتجه الى منتجع « نيوسايد» لآداء بعض المهام الخاصة بترتيبات سياسية خاصة بالحركة الشعبية.
وفى الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم فقد برج المراقبة الاتصال بالطائرة وعرفت السلطات اليوغندية ان طائرة الدكتور جون قرنق فقدت إلا أنها لم تخطر الحكومة السودانية بذلك الا فى تمام الساعة التاسعة من مساء اليوم التالى اى يوم 31/7/2005م عبر اتصال هاتفى من الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى للرئيس السودانى عمر حسن أحمد البشير.
الحكومة السودانية تحركات متعددة:
فور الاتصال الرسمى بين الرئيس اليوغندى والرئيس عمر البشير أعلنت الحكومة السودانية حالة تأهب داخلية حيث فتحت خطاً ساخناً بين رئاسة الجمهورية السودانية ورئاسة الجمهورية اليوغندية وعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة لمناقشة ملابسات وفاة النائب الأول للرئيس وتداعيات ذلك وتأثيراته مسيرة السلام. كما أجرت رئاسة الجمهورية اتصالات مكثفة مع قيادة الحركة الشعبية علاوة على اتصالات أخرى أجرتها رئاسة الجمهورية مع الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقى حيث طلبت المساعدة فى البحث عن طائرة النائب الاول لرئيس الجمهورية التى فقدت.
الغموض تتوالى خيوطه:
فى هذه الاجواء المليئة بالغموض والاجواء الملبده بالالم والحسرة والحزن نتيجة تحطم الطائرة الرئاسية اليوغندية والتى على متنها النائب الاول للرئيس السودانى وطاقمها اليوغندى خرجت بعض التصريحات من الرئيس اليوغندى يورى موسفينى حيث قال: « ان تحطم المروحية التى تقل الراحل جون قرنق قد لايكون ناجماً عن حادث» وفى ذات الوقت قال الرئيس اليوغندى « ان المروحية كانت مجهزة جيداً وهى مروحيتى التى انتقل بها دائماً لكننى لم استبعد اى احتمال» وهذ الحديث للرئيس اليوغندى يورى موسيفينى يناقض ما أوردته بعض الصحف الافريقية حول الحادثة حيث أوردت صحيفة « ذا نيو تايمز» الرواندية شكوكاً حول صلاحية المروحية الرئاسية اليوغندية للملاحة الجوية وقالت نفس الصحيفة ان مصدراً يوغندياً مقرباً ذكر ان المروحية اليوغندية mi-17»الروسية الصنع والتى اقلت الراحل الدكتور جون قرنق ثم تحطمت به غير صالحة للطيران وتعرضت لستة حوادث تحطم خلال الاشهر الماضية كان آخرها فى منطقة « بوناتو غاردن» بمقاطعة « ويكسيو» .
مرة أخرى اين الحقيقة:
ما زال السؤال المحورى حول هذه الحادثة قائماً اين الحقيقة؟ وتتفرع منه اسئلة أخرى لاتقل عنه اهمية:
هل مهدت هذه الحادثة المأسوية لانفصال الجنوب السودانى فيما بعد فى يوليو 2011م؟ بمعنى ان هذه الحادثة حدثت بعد ان تيقنت الجهات المتربصة بالسودان بوحدوية الدكتور جون قرنق والذى ظهرت شعبيته ووحدويته فى الاستقبال التاريخى الذى وجده لحظة هبوط الطائرة المقلة له بعد التوقيع على اتفاقية السلام.
اين تقرير لجنة التحقيق الذى شكلتها الحكومة والتى وافقت عليها قيادة الحركة الشعبية وكانت برئاسة مولانا ابيل الير وهل ماتسرب منها صحيح ودقيق؟
وتبقى الحقيقة غائبة:
هذه الحادثة التى كان لها مابعدها من احداث آنية ولاحقة تبقى حقيقتها غائبة ولكن لابد من سبر غورها لانها ستكون جزءً من التاريخ السودانى فالحادثة ومهما كانت الدوافع منها القت بظلال كثيفة على المشهد السودانى الحالى وربما المشهد المستقبلي.

صحيفة الوطن [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. يا مثقفين السودان من سياسين وطلاب وصحفين ويا ماسكين بزمام الامر فى بلد من زمن الاستعمار مجروح لا زال الجرج ينزف دم اتركوالكلام الوحده والانفصال واعملوا كى يلحق السودان بركب الامم او الدول المتقدمه او الناميه كل معارض يريدقسمة الثروه والسولطه بلدبها اراضى زراعيه وبها نيل وتستورد كل الحبوب الغذائيه المفروض يمسكوا وزير الزراعه يعملوا فيه كماكان يعمل الانجليز او المستعمر فى المزارعين فى عهد الاستعمارلكن هذا زمن المجاملات والترضيه عشان معارض صار وزيراومستشارلا يعلموا الانفصال فى المصلحة البلد او فى ضررهاحتى قال الدولار مرق من اليدورفض ان يدخل فى جب البنك (من يسمع )