تحقيقات وتقارير

جماعة دعاة الشريعة بالسودان :تهديدات بإمكانية اللجوء لعمليات استشهادية للمرة الأولى في السودان

مقطع الفيديو الذي بثته مؤسسة «الهجرتين» الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة، الجمعة الماضية، وإعلانهم تشكيل «جماعة دعاة الشريعة بالسودان وإماطته اللثام عن أهداف الجماعة ودواعي تكوينها والتي نسبوها للظروف الأمنية والاقتصادية الحالية المقرونة بالهجمة الصهيو صليبية على الإسلام التي تنفذها الجبهة الثورية في هجمتها على الإسلام في السودان»
لعل هذا الإعلان يمثل نقطة مهمة تثير الاهتمام الكبير حول بداية ظهور تنظيم القاعدة في السودان الذي تشمل أهدافه إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة، وقد امتد ذلك بعد أن أقام أسامة بن لادن في السودان بين عامي 1992 و1996 مع عدد من كبار مساعديه، بما في ذلك سيف العدل القائد العسكري للتنظيم الذي اتهمته الولايات المتحدة فيما بعد بإنشاء معسكرات تدريب للقاعدة هناك، وذلك عندما استضافتهم الحكومة السودانية التي جاء بها الإسلاميون بزعامة الدكتور حسن الترابي عام 1989، ثم غادر بن لادن السودان عام 1996 بعد الضغط الدولي على الخرطوم لا سيما بضغط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. السنوات الأربع التي قضاها بن لادن في السودان يبدو للعيان أنها شكلت محطة مهمة في رحلته نحو القاعدة والجهاد الأممي، حيث أنشأ شبكة معقدة تداخلت فيها الأعمال مع الأيديولوجيا وتطويع الناشطين.
ومن هنا يبرز التساؤل؛ هل كانت هذه الفترة كافية لإيجاد خلايا تنتمي لتنظيم القاعدة في السودان، خاصة بعد إعلان الذراع الطلابي لتنظيم القاعدة في جامعة الخرطوم في العاشر من يناير من هذا العام تحت مسمى «السلف الجهادي في بلاد النيلين» وتحدث فيها طلاب ملتحون وبشعور رأس مرسلة وظهر التنظيم السلفي الجهادي علناً في البلاد مع انطلاق التظاهرات الاحتجاجية التى نددت بالإساءة للرسول «صلى الله عليه وسلم» وأضافت الجماعة أنها تختلف مع جماعة أنصار السنة في جزئيات محددة ولكنهم لا يكفرونها، وأشاروا إلى أنهم دعوا العلمانيين للحوار.
كل هذه التقاطعات أبرزها الشيخ أحمد مالك ـ وكيل وزارة الأوقاف السابق ـ خلال حديثه لــ «الإنتباهة» بتشكيكه في هذا الإعلان، وقال مالك: حسب معرفتي بالتيار الإسلامي الذي لا علاقة له بالقاعدة، فالقاعدة الجهادية الإسلامية بعيدة عن التطرف والتكفير، وعما يسمى بالعمليات التطرفية التي تتم وسط المسلمين..
وفيما يتعلق بالمحاولات الأخيرة التي يصفها بعض المراقبين أنها محاولات فردية لشباب معظمها يصب في اتجاه الدفاع عن الشريعة والدين والسودان والهجمة الصهيونية الشرسة التي يتعرض لها، والتي أشار إليها مالك خلال حديثه أن المقصود منه إشانة السمعة وإدخال الحكومة في مواجهات مع هذه المجموعات الإسلامية..
وفي هذا السياق، قال المهتم بشؤون الجماعات الإسلامية في السودان، الأستاذ محمد عبد العزيز لجريدة «أخبار العرب» في كندا في منتصف سبتمبر الماضي، إنه يصعب القول بأن هناك تنظيماً باسم القاعدة في السودان بشكلها الحركي، واصفاً الشكل الحالي بـ «عناصر مؤمنة بأفكار القاعدة تعمل دون تنظيم مركزي في شكل خلايا تتلقي أفكارها وخططها عبر النت».
لعل هذا الظهور العلني وما حوته أطروحتهم من تهديدات بإمكانية اللجوء لعمليات استشهادية للمرة الأولى في السودان أثار المزيد من علامات الاستفهام حول حقيقة وضع القاعدة ومنسوبيها في السودان، خاصة وأن هذه المجموعات السلفية الجهادية شاركوا ضمن القوى الإسلامية الأخرى، وربما كان انفعالهم بالأحداث أكبر لطبيعة الكراهية العميقة للغرب عموماً.
وحسب مراقبين، فإن السودان يتعرض لحملة صليبية وصهيونية شرسة جداً، وهي ما دعت الأستاذ مالك إلى دعوة الناس بضرورة وحدة الصف الوطني لمواجهة هذه الحملة التي قضت على العديد من الدول الإسلامية والتي نتجت عن الفتنة ما بين المجموعات الإسلامية والكيانات التي تدافع عن الحكومة، وأكد أن الدعاية السلبية في وسائل الإعلام المختلفة والأجهزة التخابرية المختلفة تجعل المجتمع المسلم يقتل بعضه بعضاً ويموت الأبرياء فيه..
إذن ما يتعرض له السودان من تفتيت يرمي في الجانب العقدي والفكري قبل السياسي، وهو مؤشر خطير يهدد حتى الأحزاب العلمانية الموجودة في الساحة السياسية..
الخرطوم: ربــــاب علـــــي -الانتباهة

‫3 تعليقات

  1. المفروض الانسان يعلم احكام الجهاد ثم يبحث عن الشهاده ان كان هو طالب للجنه لكن عدم العلم مع من يدعوا العلم وهم جهله يدخلهم النار

  2. العمليات الاستشهادية اتنفذت فعلا في السودان خلال التسعينيات بواسطة الشهيد علي عبد الفتاح والدبابين الابرار

  3. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الله تعالى في محكم تنزيله : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) إن حياة المسلم كلها جهاد سواء أكان ذلك قتالا لإعداء الله ورسوله أو كان ذلك مصانعة لظروف الحياة حتى يكتسب عيشا حلالا له ولمن يعول . لكن جهاد الأعداء يأتي في المقدمة لأنه يوفر الأمن والأمان ومن دونهما لا عيش ولا حياة . وحينما تعجز الدولة عن حماية الدين والوطن ( كما نراه الآن واضحا جليا ممثلا في الإنتهاكات الصارخة لأعداء الله ورسوله في دارفور وكردفان والنيل الأزرق حتى العاصمة لم تسلم منهم هتكا للأعراض وسلبا للحقوق وفوق كل ذلك حربا على الدين ) يصبح الأمر واجبا على الجميع ويصير الجهاد حينها فرض عين على كل مسلم وما شهدناه في أم روابه وخاصة في أبي كرشولة ليس ببعيد عنا وقد تمايزت الصفوف لتصبح صفين لا ثالث لهما صف يدعو إلى الله وآخر يدعو إلى الطاغوت. كم إحترت في أمرنا نحن أهل السودان إذ كيف نرضى بهذا الحال الذي نحن فيه ونترك الأمر كله للدولة التي هي أضعف حالا من أي دولة عرفناها منذ العصور الوسطى ! كما أن الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا لم يعد من مهامها ! بل فيها من المسئولين من أخذ على عاتقه تقويض كل الجهود التي من شأنها المساهمة في قيام دولة الإسلام في السودان أو تطبيق الشريعة فيه. إني شاهدت الفيديو الخاص بإعلان دعاة الشريعة في اليوتيوب وليس فيه كلمة باطل بل كله حق وحقيقة بل أجزم أن هذا الشعور وهذه الفكرة تراود عقول مئات الألوف من شباب بلادي الطاهر المحب لدينه ووطنه وجماعة دعاة الشريعة هؤلاء مجرد غيض من فيض وبداية السيل قطرة بإذن الله سبحانه وتعالى . وأقول للأعداء ليس هنالك شيئا واحدا يدل على أن هذه الجماعة تنتمي إلى القاعدة أو تنظيم سلفي خارجي لكنها يمكن أن تعبر عما يجيش به قلب المسلم السوداني وأقول لهم خسئتم ولن تستطيعوا وقف هذا العمل الطيب بإذن الله وأذكرهم بقول الله جل شأنه : ( . قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (صدق الله العظبم . وأسأل الله لي ولكم الهداية