حوارات ولقاءات
القيادي بالتيار العام لحزب الأمة القومي د.”آدم موسى مادبو”
{هل لديكم الثقل بحيث يصمد أي حزب جديد لكم ويواصل مسيرته ؟ – تكوين الحزب يحتاج لإمكانات مادية كبيرة، ومعرفة ثقلنا، ولو أخذنا برأي (الصادق المهدي) القائل بأن كل هؤلاء لا قيمة لهم معناها لاطريقة لنا لإنشاء حزب، ولكني أعتقد أن كل الخارجين من (حزب الأمة القومي) هم من أغلب أقاليم السودان، كما أنهم قياديون مثل (الصادق المهدي) تماما، فيهم نواب الرئيس ورؤساء مكتب سياسي ورؤساء لجان تنفيذية، هؤلاء كان لهم مواقع أساسية، وبالتالي في حال تكوين حزبنا سيكون مؤثراً تأثيراً كبيراً. { مجموعة كبيرة في التيار العام عادت إلي حزب الأمة بقيادة “محمد عبد الله الدومة” المرشح لمنصب الأمين العام، في المؤتمر العام السابع الذي خرجتم بسبب نتائجه… فلماذا تتمترس أنت في موقفك هذا؟ – لقد كان قرار المكتب السياسي أن لا نحضر الهيئة المركزية، ولكن بعض الإخوان ومنهم من ذكرتهم أنت، قرروا حضور الهيئة المركزية والرجوع للحزب، ولكن في ظل الظروف الموجودة الآن في الحزب فإنهم لن يستمروا، لأشياء لم يتم تنفيذها. {يقول مراقبون إن جل نشاطك يستند على الهجوم على السيد “الصادق المهدي” وأسرته. تارة تصفه بالمغرور ومرة تنتقد كل ما يفعل؟ – (شوف تاريخياً أنا لي في حزب الأمة أربعون سنة)، وبهذه السنوات تنقلت في كل المواقع الأساسية في الحزب ما عدا منصب الرئيس، فقد شغلت مسؤوليات نائب الرئيس رئيس المكتب السياسي وخلافه، وهذا كله لم يأتِ عبر التعيين بل بالإختيارمن الهيئة المركزية، والشخص الذي يتم إختياره في كل المواقع وفي الهيئة المركزية يكون له تأثير ورأي. الهجوم على (الصادق المهدي) أنا لا أعتبره هجوماً، بل هي مقترحات إذا تم الإستجابة لها فإنها تصحح من مسار الحزب، والصادق الآن له (40) سنة، فهي (كفاية) ومن الضروري أن يترك رئاسة الحزب، وهو يرفض قرارات الهيئة المركزية الخاصة بإسقاط النظام، ويريد إصلاح النظام، وحتى تذكرة (التحرير) هذه لم يعرضها على المكتب السياسي، لقد أصبح مغتراً بنفسه ودكتاتوراً. {ألا تقدح مواقفك الحالية في تاريخك السياسي، فأنت كنت الرجل الثاني في الحزب؟ – كلا، أنا أصلاً بعد عودتي من الولايات المتحدة كنت مع الإمام “الهادي”، ووقتها كان يوجد جناحان للحزب. جناح الصادق المهدي والجناح الآخر الذي كنت منضماً له، ولكن بعد إنضمامي له كونا الحزب وفي مؤسات الحزب نتفق ونختلف، وما أعترض عليه أساسا هو عدم الإلتزام بالمؤسسية والدكتاتورية وفرض الرأي. صحيح إنه أمر قديم ولكنه لم يصل إلى ماوصل إليه الآن، الصادق حينما خرج في حكم نميري لم يخطرنا نحن في المكتب السياسي، وحينما وقع إتفاق (جيبوتي) مع حكومة (الإنقاذ) لم يخطرنا بذلك، فباتت الأمور تأخذ شكل السلطوية والدكتاتورية بأكثر مما يجب، ولذلك باتت الإختلافات موجودة، وحينما كنت في إطار الحزب كنا لا نتحدث لأننا ملزمون بقراراته، أما الآن ونحن خارجه وسنتكلم، وزمان حينما كنت عضواً بالمكتب السياسي ونائب الرئيس حتى لو حدثت أخطاء فأنا مجبور لمناقشتها داخل مؤسسة الحزب، لكني الآن خارج الحزب. {البعض يقول إنك مدفوع من قبل (المؤتمر الوطني) لتكسير حزب الأمة القومي… ما صحة هذا الإتهام؟ – (حزب الأمة بكسر في نفسو براهو وما محتاج لي “مادبو” ولا لي المؤتمر الوطني عشان يكسروا)، والآن أصحابه أنفسهم تشتتوا، وباتت هناك تيارات وأحزاب وشباب رافضة وتعمل وحدها دون أن تقع تحت مسئولية أشخاص. أخطاء “الصادق المهدي” وأخطاء حزب الأمة هي التي جعلت الناس بعيدين. أما بالنسبة للمؤتمر الوطني فأنا لم أشارك في كل الحكومات العسكرية أو الانقلابات الشمولية الدكتاتورية، وحتى حزب الأمة لو رتب لانقلاب عسكري أو شارك في حكومة أنا لست معها، ولذلك هي ليست قضية خاصة بالمؤتمر الوطني وإنما بالنظرية الديمقراطية والانقضاض عليها وتكوين حكومة عسكرية، ولذلك الحكومات العسكرية كلها أنا لست معها، وصحيح المؤتمر الوطني مهما كان، حزب سياسي ومرجعيته الإخوان المسلمين، وأنا أعرف عدداً كبيراً منهم في الفترة السياسية السابقة، وعلاقاتنا الخاصة علاقات ممتدة ولكن هم يعرفون أني غير موافق على أنظمة عسكرية وغير موافق على ذلك، ولكنهم لا تأثير لهم بقضية حزب الأمة، وحزب الأمة يكسر في نفسه وغير محتاج للمؤتمر الوطني ولا “مادبو” ليكسره.
{كيف قرأت دعوة الحكومة لأبناء دارفور لتحمل المسؤولية من أجل حل قضية الإقليم؟ – الحديث بأن على أهل دارفور تحمل المسؤولية لحل مشاكلهم بأنفسهم، وغيره هذا لا يحل أزمة دارفور، ولا يحقق الأمن والسلام، وإنما يتحققان بمجموعة من الأشياء، أهمها أن تستجيب الحكومة لطلبات أهل دارفور المنطقية والواضحة والتي تتمثل في (6) قرارات أولها أن يكون النائب الأول لرئيس الجمهورية من أبناء دارفور على أن يكون من خارج (المؤتمر الوطني)، وأن تعود الإدارة الأهلية لسابق عهدها وبكامل صلاحياتها المالية والإدارية والقضائية، ثالثاً أن تكون للقوات النظامية المقدرة والفعالية لوقف الإعتداءات التي تتم في المنطقة، ورابعاً أن تحل الحكومة مليشياتها من دفاع شعبي وحرس وطني ومجاهدين وغيرهم، وأن يكون لأهل دارفور وليس لأبناء دارفور في (لمؤتمر الوطني) وجود فاعل في الحكومة المركزية ومؤسساتها وشركاتها، وأخيراً أن تعاد (الحواكير) لأهلها الحقيقيين بعد أن قسمت لمجموعات مختلفة. { ألا تعتقد أن هذه المطالب فيها إجحاف لبقية أقاليم السودان خاصة وأن لدارفور وجوداً كبيراً في الجهاز التنفيذي، علاوة على نائب الرئيس، هي محاصصة ربما تدفع بأقاليم أخرى لأن تتقدم بمطالب مشابهة ويتفتت السودان؟ – صحيح أن أبناء دارفور ممثلون في الأجهزة المركزية، وفي بعض المؤسسات ولكن هؤلاء هم أبناء دارفور من أبناء (المؤتمر الوطني)، أنا لا أتحدث عن هؤلاء فهم جزء من الحكومة. { مقاطعة: ماهي الحكمة أن يكونوا من خارج المؤتمر الوطني؟ – الحكمة أن أبناء دارفور في (المؤتمر الوطني) ملتزمون بسياسات المؤتمر الوطني، ولكن أبناء دارفور من خارجه سواء كانوا من حملة السلاح أو من المعارضين فهؤلاء غير ملتزمين بسياساته. صحيح أن ما أعطي لأهل دارفور يفترض أن يعطى لبقية الأقاليم، على سبيل المثال، لومنح دارفور إقليم، فالمفروض أن تمنح الأقاليم الأخرى الستة ذات الأمر، وهي أقاليم الشمال والشرق والخرطوم وكردفان والأوسط ، وأن تمنح نفس الإستحقاقات في الحكومة المركزية والمؤسسات، ونحن لا نريد أن تمنح دارفور إستحقاقات أكثر من الآخرين، بأية حال من الأحوال. { البعض يقول إن (المحاصصة) هذه تعتبر جزءً من أزمة الحكم في السودان؟ – هذا يعتبر حلاً لأننا نتحدث الآن عن (الفدرالية)، أنا لا أفهم الفدرالية كيف ستكون، ولكن ما أعرفه أن مفهوم (الفدرالية) العام بما فيه تجربة (الولايات المتحدة الأمريكية)، بأن لكل إقليم حكومته ومؤسساته وبرلمانه، بينما تبقى الحكومة المركزية مسؤولة عن الشأن العام الكبير مثل الدفاع، المالية، الخارجية، هذه هي فكرة (الفدرالية) وأنت لو لاحظت أيضا ستجد بعض المواقع الأساسية من إقليم معين، وذلك يعتبر تهميشاً لبقية الأقاليم.
{ يرى مراقبون أن أبناء دارفور باتوا يبتزون السلطة الحاكمة هل ذلك صحيح؟ – صحيح أنا موافق، وبرأيي أن أبناء المناطق الأخرى يفترض أن تكون لهم ذات المطالب، ولا أدري لماذا يصمت أبناء الأقاليم الأخرى، هم صامتون ويشعرون بأن المسؤوليات كلها لإقليم واحد، أنا أعتقد أن مطالبة أبناء دارفور بهذه المطالب لا تعني حرمان الآخرين بل على العكس، لابد أن يطالبوا الآخرين أن يأخذوا نفس المسؤوليات . { ولكن أين الحل السياسي في ظل الابتزاز وذلك لن يحل القضية في النهاية؟ – إذا تقصد حل قضية دارفور فحلها واضح، مجملة في النقاط الست التي ذكرتها لك، عبر الحوار بين حملة السلاح والحكومة وأيضاً مع المعارضين الآخرين، بحيث يتم الإتفاق على صيغة يتم تطبيقها على دارفور وغيرها. { كيف تري (الجبهة الثورية) ؟ – الجبهة الثورية تريد تغيير النظام بالقوة، ولكن تصريحاتها الأخيرة تبدلت، وبدأت تتحدث عن حوار لحل مشاكل السودان، وهذا توجه وطرح جديد، الحكومة أيضاً يجب أن لا ترفض مبدأ الحوار.
صحيفة المجهر السياسي
صلاح حمد مضوي