نيويورك تايمز: السيسي أكد في 2005 أن العالم العربي بحاجة إلى خلق نسخته الخاصة من الديمقراطية
وطبقًا لـ”ستيفين جيراس” أحد أساتذته بالكلية فإن بحث السيسي، الذي بدا منجذبا لدورة تتعلق بالعلاقات المدنية العسكرية، أظهر مدى تأثر الجنرال المصري بالحرب الأمريكية في العراق على أفكاره، حيث انتقد المحاولات الأمريكية لفرض الديمقراطية على المنطقة، كما انتقد ممارسات الحكومات الاستبدادية، مؤكدًا “أن هذه الحكومات تُزوِّر الانتخابات وتسيطر على وسائل الإعلام باستخدام الترهيب الصريح وأن من يتعدى حدوده من رجال الدين مع الحكومة غالبًا ما يتم سجنه دون محاكمة”.
وأوضح السيسي في بحثه “أن العالم العربي بحاجة إلى خلق نسخته الخاصة من الديمقراطية”، مشيرًا إلى أن “المؤسسات الدينية المعتدلة والتعليم والتخفيف من حدة الفقر هي عناصر حاسمة في هذا الصدد”، واقترح السيسي أن “يتم إدماج الجماعات الإسلامية المتشددة في هذه العملية” في إشارة للتحول الديمقراطي.
وتابعت الصحيفة، أن الفريق السيسي، عمل بعد أن تولى مسؤولية وزارة الدفاع على رفع الروح المعنوية للجيش المصري، الذي كان لا يزال محبطًا من انتقادات إدارة المجلس العسكري السابق للمرحلة الانتقالية، وفي سبيل ذلك، رفع رواتب ومعاشات العسكريين، وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي الذي يبدأ عمله في الخامسة صباحًا، يقوم بزيارة الجنود يوميًا وأداء بعض التدريبات معهم خلال العروض العامة.
وأوضحت الصحيفة، أنه في الوقت الذي انهارت فيه شعبية الرئيس السابق مرسي قبل عزله، فإن السيسي أظهر براعة سياسية في مواجهة التطورات السياسية ووسع دائرة أصدقائه. وأشارت إلى أنه أشيع عن السيسي أنه أثناء عضويته في المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوي، لعبه دور “همزة الوصل” في المفاوضات مع الإخوان، كما نقلت الصحيفة عن أحد ضباط الجيش قوله: “إن السيسي قدم للضباط أفضل تدريب كما اعتمد أسلوبا جديدا تجاه المشاكل الإدارية وأظهر للضباط التقدير المالي وهم لم يكونوا يطمحوا في أكثر من ذلك.
وذكرت الصحيفة، دور السيسي في حل بعض الأزمات حيث دعا كبار مسؤولي الشرطة على العشاء لمناقشة إضراب رجال الشرطة، كما أرسل مبعوثين للتفاوض بشأن مطالبهم، علاوة على إرساله قافلة من شاحنات عسكرية محملة بأفران ومعدات المطبخ للمدينة الجامعية لجامعة الأزهر بعد إصابة عدد من الطلاب بالتسمم العام الماضي، وبسبب تلك المبادرات فإن جماعة الإخوان اتهمت السيسي بالعمل على تقويض الرئيس، خاصة أنه في أعقاب تصاعد الأزمة السياسية مع الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012، دعا علانية القادة السياسيين إلى الحوار، واتهمه أحد مساعدي مرسى بالخيانة، قائلا: “إن الجنرال اجتمع مع النشطاء الذين يرغبون فى الإطاحة بالرئيس”.
ونوهت الصحيفة إلى أن غضب السيسي ربما بدأ خلال الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العام الماضي، عندما وجد نفسه جالسا بالقرب من طارق الزمر، الذي اشترك في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط قوله: “بدلا من الجلوس مع الضباط، اضطر الفريق السيسي للجلوس مع قاتل السادات”.
كتب : محمد البلاسي: elwatannews
[/JUSTIFY]