حوارات ولقاءات

اللواء دانيال كودي يفتح مستودع اسراره ويدلي بالمثير

[JUSTIFY]الداخل الى منزل اللواء دانيال كودي بالدروشاب اول ما يلحظ مشهد ذلك التعايش الغريب بين ثلاث ( كلب ، غزال ، أرنب ) جميعهم يرعى في مكان واحد ويتنافسوا على وده كل يريد الفوز به . واللواء دانيال فخور بهذا النموذج من التعايش الذي حققه بين هذه الحيوانات الثلاثة وهذا ما اكده لنا ونحن نضع جهاز التسجيل امامه لإدارة هذا الحوار بقوله : ” انا قدرت اخلق تعايش وسلامي في بيتي حتى على مستوى الحيوانات ” ، إلا أنه أشار بحسرة شديدة الى ان بعض ابناء جلدته من جنوب كردفان حاولوا افشال كل محاولاته في تحقيق السلام لأهله من خلال محاولاتهم لشق الحزب وفبركة التقارير والأكاذيب لدى قيادة الدولة ضده هذا وغيره من الأسرار التي يبوح بها لأول مرة .

هل جنوب كردفان تعيش ازمة قيادة سواء داخل الحركة الشعبية او المؤتمر الوطني ؟ هناك ازمة قيادة حقيقية في جنوب كردفان داخل المؤتمر الوطني بصفة خاصة اما الفعاليات السياسية الأخرى ليست لديها مشكلة في هذا الجانب بقدر ما يعاني المؤتمر الوطني من مشكلة انعدام قيادة حقيقة كاملة الدسم وليست قيادة منقادة خالية من الصلاحيات كما هو موجود الآن .

ألهذا لا يتحملون مسؤولية إدارة ملف أزمتها ؟ السبب ان اخوتنا في المؤتمر الوطني من ابناء وبنات جنوب كردفان ليس لديهم افق ورؤية وتصور واضح لحل قضية الحرب والسلام في الولاية او التعامل معها بإعتبار انهم يمثلون قيادة جنوب كردفان في السلطة المركزية والدليل على ذلك اختيار الوالي الجديد كل الفعاليات السياسية باركت اختيار الوالي ومشت معه للولاية وحضرت استقباله لكن كل قيادات جنوب كردفان في المؤتمر الوطني الممسكين بملفها في المركز لم تذهب لتشارك في احتفال استقبال الوالي الجديد رغم ان الوالي تم اختياره من قيادة المؤتمر الوطني العليا فكان لزاما عليهم ان يحترموا قرار قيادتهم ويتقبلوه بإعتباره قرار حزب .

ما إنعكاسات ذلك على العلاقة بين الوالي وهذه القيادات . اخشى ان تحدث تقاطعات بين برامج الوالي الجديد وأجندة هذه القيادات وتستمر متلازمة فشل الولاية في جنوب كردفان ومقاطعتها للمشاركة في تنصيب مؤشر سالب ان الفترة القادمة لن تشهد توافق داخل الوطني في الولاية وبالتالي البرنامج الذي طرحه الوالي لن يجد الأرضية والجو المناسب لينمو ويجني شعب جنوب كردفان ثماره .
ألا تعاني الحركة الشعبية من ذات الخلل ؟ الحركة الشعبية في جنوب كردفان تتقاسمها ثلاثة تيارات وهي تيار حزب السلام الذي فيه نحن وهو موجود في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وهناك التيار المناصر للحرب وموجود في محليات ام دورين وبرام وهيبان وهؤلاء تحت رحمة قوات الجبهة الثورية وقطاع الشمال وبينهما تيار ثالث متردد لم يستطيع الإنضمام لقطاع الشمال ولا حزب تيار السلام وهذه المجموعة ليس لها تمثيل ولا قيادة واضحة ولكنهم اقرب لتيار السلام وأغلبهم من الذين ثبتوا بعد احداث 6/6 ولم ينحازوا لمعسكر الحرب وهم اقرب لتيار حزب السلام .

هل لك ان تقوم أنت ومن معك بإقناع حاملي السلاح بحكم ارتباطكم السابق بالحركة ومقاتليها ؟ نحن عندنا المقدرة أن نقنع اخوتنا بفك ارتباطهم بالجبهة الثورية وقطاع الشمال وان يركزوا على المطالب التي من اجلها حملوا السلاح ولا ينشغلوا بالقضايا الإنصرافية لأن هذا طمس لمعالم قضيتهم وعلينا ان نجلس نحن ابناء جبال النوبة مع بعض ونجيب على سؤال ماذا نريد وكيل نصل إليه دون ان ننجر وراء اجندات الآخرين والرئيس في احتفالية ابوكرشولا قال ان النوبة عندهم مطالب ومظلومين وهذا إعتراف من الدولة بأن هناك ظلم واقع على انسان جبال النوبة وانا شخصياً مظلوم .

أنت الآن زعيم ولا ينطبق عليك وصف مظلوم ! انا مش زعيم انا انسان مبادر لأن هناك ظلم واقع على انسان جبال النوبة وشرحت موقع هذا الظلم وبالتالي الناس ايدت ما ذهبت اليه بأنه كلام صحيح .. أما زعامة الحزب هي جاءت لتفاعلات اهل القضية والبرنامج الذي نحن ماضين فيه بأننا نريد السلام .

كيف تفسر صمت المجتمع الدولي والقوى السياسية السودانية حيال ما يجري في جنوب كردفان ؟ رؤية البعض ان المجتمع الدولي صامت عن قضية الحرب في جنوب كردفان غير صحيحة لأن قضية جبال النوبة بعد عام 1994 ظهرت في الساحة السياسية السودانية والمجتمع الإقليمي والدولي وإنضمامنا للحركة الشعبية وحملنا للسلاح كان لإبراز هذه القضية والآن المجتمع المحلي والدولي عرف ان هناك قضي في جبال النوبة وهناك ظلم واقع على مواطنيها وظل متفاعل معهم حتى الآن بإعتبار هناك قضية قضية في جبال النوبة .
ما دام الأمر كذلك ما سبب انعدام رؤية استراتيجية واضحة لأبناء جنوب كردفان للتعامل مع قضيتها يعني متى تتولون ملفها ؟ هذا ما نصبوا إليه وأبناء جنوب كردفان ليسوا في حاجة لملف لحل القضية لانهم يعرفون كيف تحل فقط في حاجة لثقة الدولة في مقدراتهم وترك المكايدات بينهم .
السلطة لا تعطيهم مساحة حتى يتحركوا وانا كمثال كل الشعب السوداني يعلم انني رفضت الحرب وقلنا ان رسالتنا وصلت للمجتمع الدولي بأن هناك مشكلة في جنوب كردفان وهذه مرحلة انتهت بإتفاق نيفاشا تبقى المرحلة الثانية حل المشكلة جذرياً وهذا لا تحتاج لبندقية وانما اعمال المنطق والحكمة والتعامل بعقلانية معها وطرحت مبادرة في هذا الصدد للحزب الحاكم وبينت كل الخطوط المطلوب ان اتحرك فيها داخليا وخارجياً لكن للأسف لم أجد المعينات والمساحة الكافية للحركة لانجح هذه المبادرة .

هل هناك جهات تتخوف من ان تسحب منها البساط ؟ شوف اقول ليك قيادة الدولة وقيادة المؤتمر الوطني ممثلة في الرئيس البشير ونوابه ليس لديهم ادنى شك بأنني اريد المساهمة في حل القضية لكن للأسف قيادات جنوب كردفان داخل الوطني لا يريدون لدانيال ان يتولى قيادة زمام المبادرة في حل القضية لذلك سعوا بكل الوسائل لتكسير كل مجاديفي بداية من محاولتهم لشق الحزب ونجحوا في ذلك لحد ما وقاموا بفبركة تقارير كاذبة لقيادتهم او قل اولياء نعمتهم تحمل معلومات خاطئة حتى تشكك قيادة الدولة في المساعي التي اقوم بها من خلال حزب الحركة الشعبية تيار السلام في وقت استطعت ان ابقي كل المنتسبين للحركة الشعبية في اي موقع في السودان لصالح قطاع الشمال الذي احسن قيادته بذلك ولجأت للتجنيد القسري للأطفال في المناطق التي يسيطرون عليها في البرام وامدورين وهيبان .. المهم حاولوا اضعاف الحزب وحرق شخصية دانيال بالتقارير الملفقة والكاذبة .
ما المطلوب من الدولة حتى يعمل دانيال وحزبه بكامل طاقته ؟ انا اطلب منها كثير من الاشياء لانني اريد ان اتحرك انا نجحت في اقناع مجموعة من ابناء النوبة في الجيش الشعبي ويريدون السلام ونسقت معهم للقائهم خارج جوبا لكن هزمتنا الإمكانيات في الوصول اليهم .. وهناك مجموعة من القوات المقاتلة الآن داخل السودان اتفقنا معهم بواسطة افراد تابعين لنا في الإستخبارات العسكرية للجيش الشعبي ووقعنا معهم اتفاق مبدئي وهم مجموعة فيها اكثر من ثلاثين ضابط و 600 عسكري بأسلحتهم وعتادتهم في النهاية فشل هذا الانجار الذي لم يتبقى منه إلا إعلان انسلاخهم والإنضمام الى تيار السلام بسبب الإمكانيات . ولعلمك الآن في داخل الخرطوم آلاف من أفراد الجيش الشعبي ف أمبدة والحاج يوسف والكلاكلات وغيرها من انحاء العاصمة من الذين رفضوا الحرب لكننا عاجزين عن احتوائهم بسبب شح الإمكانيات رغم انني طلبت معينات لحصر كل الذين رفضوا الحرب من افراد الجيش الشعي حتى يتم توفيق اوضاعهم وهم يأتوا ليبلغوني ويسألون كيف يكون وضعهم لكن امكانياتي لا تسمح لعمل شي لهم لأنني عاجز ان اعمل شيئاً لنفسي .
هل ابلغت الرئيس بذلك ؟ نعم هذا الكلام ابلغته للسيد الرئيس نفسه بأن هناك اعداد كبيرة من افراد الجيش الشعبي الرافضين للحرب وهم في إنتظار توفيق اوضاعهم لضمان سلامة جانبهم والرئيس وعد بتكوين لجنة من حزبنا والإستخبارات والأمن .

كيف تقرأ عملية تكوين لجنة سياسية بإسم ابناء النوبة داخل المؤتمر الوطني ؟ افشل لجنة عملها المؤتمر الوطني هي لجنة ابنا جبال النوبة بعد ان تحولت لمسرح للدسائس والكيد بالآخرين وهي اساس المشاكل التي نواجها هم من يسعى لإضعاف وسق الحركة وفبركة واعطاء معلومات خاطئة لقيادة الدولة وهم الأصل في تبادل الأكاذيب بيني وبين قيادة الدولة .

ما طبيعة هذه الاكاذيب ؟ بمعنى ان يقدموا معلومات لا أساس لها من الصحة لقياداتهم والأجهزة الأمنية حسب ما يروق لهواهم ، ويجيبوا لي قرارات مفبركة من الدولة والأجهزة الأمنية بأن الدولة قالت كذا وكذا ، وفي النهاية تكتشف انو الكلام ده لا قالته الدولة ولا حزب المؤتمر الوطني ولا الأجهزة الامنية ، وبيكون كلام مفبرك لخدمة مصالحهم الشخصية .

قل رئيس اللنجنة يعلم بذلك ؟ انا قلت هذا حتى يعلم أن هناك فئران تلعب من ورائه وهو ” مسطح ” وما عارف ما يقوم به مساعديه .

صحيفة الأهرام اليوم
ع.ش
[/JUSTIFY]