تحقيقات وتقارير

العصا السعودية ترتفع في مواجهة الجزرة الإيرانية

[JUSTIFY]ربما هي المرة الأولى التي تعترض فيها المملكة العربية السعودية التي تربطها علاقات جيدة مع السودان طائرة الرئيس “عمر البشير” وتمنعها من مواصلة رحلتها إلى “طهران” التي كان من المفترض أن يزورها بمناسبة تنصيب الرئيس الإيراني الجديد “حسن روحاني” ، والحادثة برمتها وبشكلها الصادم للحكومة السودانية ربما تمثل علامة فارقة في تاريخ علاقات البلدين على الرغم من التأكيدات التي دائما ماتصدر من البلدين وبخاصة من الجانب السوداني بأن علاقاتهما في أفضل حالاتها بينما تأتي واقعة الطا ئرة لتمثل منعطفاً جديداً .
ووفقا لإذاعة أم درمان فإن طائرة الرئيس التي كانت متوجهة إلى طهران، عادت إلى الخرطوم اضطراريًا، بعد أن منعت السلطات السعودية عبورها لأجوائها رغم الإبلاغ عن وجود الرئيس على متنها،وحلقت الطائرة لقرابة الساعة، جرت خلالها اتصالات بين قائدها والشركة التابعة لها وبين سلطات الطيران السعودي بمطار جدة قبل أن يتم قطع الاتصال، بحسب الإذاعة ، وكان مقررًا أن تمضي زيارة الرئيس إلي إيران قدما في زيارة رسمية تستغرق يومين يشارك خلالها في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد لمهام منصبه، ويرافقه خلال الزيارة وفد رفيع المستوى، وكان في وداعه بالمطار سفير إيران بالخرطوم،ووفقا للسكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية” عماد سيد أحمد” فإن السلطات السعودية لم تعط إيضاحات لقرارها، ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات السعودية، والحدث لايبدو وفق مراقبين له علاقة بموضوع المحكمة الجنائية الدولية، وسبق وأن زار الرئيس “البشير” نيجيريا الشهر الماضي للمشاركة في قمة إفريقية معنية بمكافحة (الإيدز) و(الملاريا) ، وقالت الحكومة النيجيرية وقتها إن قادة الاتحاد الأفريقي اتفقوا على عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بالرئيس “البشير”، ورفضت الحكومة النيجيرية حينها دعوات منظمات مجتمع مدني نيجيرية بالقبض على “البشير” وتسليمه للمحكمة حال وصوله الى نيجيريا، وحتي الساعة ليس من الواضح ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد غيرت مواقفها تجاه “البشير”، إذ أنه ظل يزورها باستمرار ويعبر أجواءها دونما إعتراض غير أن (الرياض) ظلت علي موقفها المعترض على زيادة التقارب بين الخرطوم وطهران، بينما ظلت الحكومة على تأكيداتها بأن علاقاتها بإيران ليست موجهة ضد أحد خاصة دو ل الخليج العربي، وإنها تطمح إلى علاقات استراتيجية مع (إيران).
الموقف الإيراني من الواقعة والذي عبر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “عباس عراقجي”مازال في طور التكوين حيث قال إن بلاده مازالت تجمع المزيد من التفاصيل دون أن يشير إلى السعودية باعتبارها الدولة التي منعت الطائرة، وأضاف في طهران (لقد أبلغتنا السفارة السودانية في طهران بأن إحدى الدول الواقعة في طريق رحلة الرئيس البشير” لم تعط لطائرته الإذن بدخول مجالها الجوي).”
ويأتي حدث منع طائرة الرئيس”البشير” المرور من الأجواء السعودية مرورا إلى طهران لتحمل معان ودلالا ت سياسية بالغة الأهمية عن “ثيرموميتر” علاقة السودان والسعودية التي تدخل فيها تقاطعات وتشابكات أهمها على الإطلاق العلاقة القوية للسودان بإيران الدولة العدو للمملكة العربية السعودية، حيث يتحكم عداء مطلق علاقات الطرفين ذوي التوجهات الفكرية والمذهبية حادة العداء، ومعروف أن هذا الصراع إمتد منهما إلى مساحات واسعة من الساحة السورية التي تدعم طهران نظامها ، بينما تدعم المملكة قوى المعارضة المسلحة التي تهدف إلى الإطاحة بالنظام هناك، إلى الساحة المصرية والتي كان الموقف السعودي فيها مفاجئا لكثيرين حيث إنحازت إلى قوى التغيير الشعبية التي دعمها الجيش وأطيح فيها بنظام حكم الإخوان المسلمين، ونقل عن مسؤولين سعوديين أن حكم الإخوان المسلمين غير مرحب به على الإطلاق سواء في منطقة الخليج أو في بقية الدول العربية، كما تواترت أنباء شبه مؤكدة نقلت عن دوائر سعودية أن المملكة العربية السعودية جاهزة لدفع (5) مليار دولار للسودانيين في حال تطبيقهم السيناريو المصري الذي اقتلع حكم الإخوان في مصر ودعمته السعودية بمايقارب ذات المبلغ أو يساويه، ولكن مراقبين سياسيين أرجعوا الموقف السعودي الجديد المفاجئ والصادم للحكومة السودانية إلى إستمرار الحكومة في تحالفها مع إيران وبخاصة وفقا لهؤلاء المراقبين أنها تواجه مايشبه الحصار الدبلوماسي والسياسي المكتوم وغير المعلن، وفي هذا الملف كانت جماعات سلفية سودانية تتلقى الدعم المادي والفكري من المملكة السعودية شنت حملة كبيرة لما أسمته مكافحة المد “الرافضي” تقصد”الشيعة” ،وتقول هذه الجماعات ان السودان يشهد مدا شيعيا كبيرا تسكت عنه الحكومة، وبالضرورة فإن هذا الموقف يتناغم مع الموقف السعودي إن لم يكن تحت رعايته ورضائه، وكانت هذه الجماعات قالت إن عشرات “الحسينيات” الشيعية باتت منتشرة في السودان بدعم مباشر من “إيران”،والموقف السعودي من نظام الإخوان في مصر لايتفق بالضرورة مع الموقف السوداني الداعم له بقوة، لمايربط الحكومة السودانية بنظام الإخوان المصري من وحدة الفكرة والهدف.
ويري المحلل السياسي الدكتور “صفوت فانوس” أن منع طائرة الرئيس “البشير” من الذهاب إلى إيران” عبر قفل الأجواء في وجه الطائرة الرئاسية بأنه موقف سياسي بالأساس وليس له علاقة بأي ظرف فني يخص الطائرة أو الملاحة الجوية أو ماشابه، ويفسر “فانوس” الموقف السعودي بأنه يدل على إعتراض المملكة على مشاركة السودان في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد ، وفي الإطار الأوسع يعكس تحفظ السعودية وإمتعاضها من تطورالعلاقات السودانية الإيرانية، عادا الموقف بأنه يرسل رسالة إلى القيادة السودانية من خلال موقف مثل الذي حدث، ويدلل على ذلك بأنه لو كان خللا إداريا أو خطأ فنيا لكان من السهل معالجته وقتيا عبر إجراء إتصال مباشر بالسلطات السعودية في ذات اللحظة، أو عبر السفير السوداني في المملكة للتخلي عن الخلل الإجرائي ، ويرى مراقبون أن القنوات الدبلوماسية عادة ماتكون الوسيلة المناسبة لإيصال الرسائل بين البلدان ، ولكن “فانوس” يقول قياسا إلى ماحدث من الواضح أن المملكة بعثت برسائل إلى الحكومة السودانية بمطالبها قبل واقعة الطائرة، ويبدو أنها لم تتلق الرد أو الإستجابة المطلوبة، والمطلوب في هذه الرسائل هو تنامي العلاقات السودانية الإيرانية ،ويشير إلى رسائل بعثت بها المملكة عبر التيار السلفي المدعوم من المملكة حول تنامي المد الشيعي في السودان، ولكن لم تجد إشاراتها تلك الإستجابة المطلوبة، وفي خاتمة إفادته يشيرالدكتور “صفوت فانوس” إلى أمر مهم وهو أن العلاقات السودانية السعودية وصلت إلى مرحلة مفصلية فإما بالأخير أن يختار السودان علاقات جيدة مع السعودية وبقية دول الخليج ،أو أن يختار إيران، فهنا بالذات لايمكن للسودان الجمع في علاقته بين هذين الطرفين.
وفي السياق يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الإسلامية البروفسير “صلاح الدين الدومة” ان الحدث يقرأ في زوايا مجملة ، ولايصح أن ينظر إليه بشكل مجتزئ في زاوية علاقة السودان بإيران ، ويقول إنه بات ينظر للسودان على أنه يتحدى المجتمع الدولي ، وذلك أمر يحتاج إلى إمكانات كبيرة.

تقرير: صلاح حمد مضوي

[/JUSTIFY]

‫8 تعليقات

  1. صفوت فانوس يصطاد في المياه العكرة
    لأنه بأي حال من الأحوال لا ينتمي للسودان قلباً وقالباً
    هو في الأساس مصري الجنسية ومسيحي والجنسية السودانية استثناء فقط وهو في الحقيقة يظهر خلاف ما يبطن وفي حقيقته يكره الاسلام والمسلمين
    وطالما أن بلادنا بلاد الاباحية السياسية فأمثال صفوت فانوس – وهايلي الخبير في الطيران وغيرهم كثيرون يرتعون ويسرحون ويمرحون في السودان
    ويجدون من يصدقهم فعلى السودان السلام .

  2. ياخي والله حكومتنا غبية او تتغابى مش عارف ياخي ماذا نستفيد من ايران غير الزوبعة الفاضية لماذا لا ننظر لمصالحنا قبل كل شئ ياخي مصالحنا مع السعودية والخليج اكبر من ايران حوالي 8مليون سوداني يعملون بدول الخليج معززين مكرمين لماذا هذا الغباء ىيا بشير يا احمق

  3. لو بالفعل هناك قيادة حكيمة في السودان وتراعي مصالح بلدها ومواطنها فيجب عليها عدم الجري وراء إيران الشيعية خاصة وان كل الشعب السوداني سني بالفطرة وفي رأيي ان تمسك الحكومة الإيرانية بالعلاقات مع السودان فقط من أجل نشر المذهب الشيعي في السودان ومحاصرة الاسلام السني : اما عن المصالح فلا توجد مصالح مشتركة بين السودان وإيران وكان الأحري بالحكومة السودانية مراعاة مصالح بلدها والإستثمار الخليجي يمكن ان يفيد الشعب السوداني اكثر من علاقات لا نعرف ماهيتها مع دولة منبوذة من كل دول العالم ويكفينا مناطحة للعالم لا نملك لها مقدرات

  4. [SIZE=7][SIZE=6]الحكومة السودانية تسبح عكس التيار وهي ايضا تسير عكس الجماع العربي بتواصلها القوي مع ايران , دون وضع الاعتبار للخطر الشيعي والذي بات ينخر في الجسد السوداني دون ان تنبث الحكومة ببنت شفاء كأنها راضية عما يحدث .لا ادري لماذا هل لاعتبارات سياسية واجندة خافية علي الجميع ام لاعتبارات اخري تحركاها مصالح بعض صقور الحكومة السودانية [/SIZE][/SIZE]

  5. [JUSTIFY][COLOR=#001CFF][FONT=Comic Sans MS][SIZE=5]قبل هذه الحادثة كان هناك موضوعا في نفس الشأن واعتقد دعم الخليجين للانقلابيين في مصر.. وساعتها علقنا وقلنا على حكومتنا الان ان تلعب صالح اوراقها ومساومة الخليج وليس بالتحدي . وقلنا حين دعمت السعودية والامارات الانقلابيين في مصر على حكامنا ان يفهموا الدرس ان الخليج ليس براض عن حكم الاخوان وقد صرحوا بذلك علنا وفي كثير من المناسبات اذن يا حكومتنا عليكم بوضع الملفات على الطاولة مع الخليج اما بدعم سخي يخرج البلاد من ازماتها مقابل وقف التعاون مع ايران او جعله دبلوماسيا فقط . او اما ان تشذ الحكومة وتعلنها صراحة انها ضد الخليج وضد كل شيء يعادي ايران ومرحبا بها شريكا في الاستثمار في السودان .. فلا يمكن ان يساومنا الخليج بقطع العلاقة مع ايران وفي نفس الوقت يحجم عن الدعم كما قدمه للمصريين باستثناء قطر ..
    الخليج الان بين نارين المد الشيعي من طرف والاخوان المسلمين وربما تحالفهم مع القاعدة من طرف اخر وهذا هو البعبع الذي يخيف الخليج ,, فالسعودية والامارات والتيارات السلفية تدعم التيار السلفي في السودان وكذلك الجماعات الدينية وهي بالطبع لها وصلا واتصالا بالاخوان الذين هم غير مرحب بهم خليجيا فالسعودية محتاجة لدعم هؤلاء في وجه المد الشيعي وفي نفس الوقت تخشى من تواصلهم مع اخوان مصر والجزائر وتقوية شوكة الاخوان في الخليج وساعتها لايعلم بالعاقبة الا الله
    ونصيحة مرة اخرى ان يكون اللعب بالمكشوف وعلى الطاولة اما الدول الخليجية . و الدعم واما ايران .. وصدقوني ان الايام حبلى وليس كل الامر في صالح دول الخليج وانما حتما ستحدث لها هزات [/SIZE][/FONT][/COLOR][/JUSTIFY]

  6. السعودية منعت عبور الـــــدابي ههههههه ولانسيتوا خيانة نظام البشير اللي الدابي احد اعضاءه مثل مامرت شحنات الامونيا قناة السويس لان مصر فاقده عقلها لاهي ناصرية صفوية ولاهي ناصرية عربية ولاهي اخونجية علشان نعرف من وين خرير المييه! ههههههههههع

  7. سيسالكم الله يوم القيامة لم توادون من يسب أصحاب رسول الله صلي الله علية وسلم ويطعن في أمهات المؤمنين.

  8. [SIZE=4]الحكومة السودانية المتمثلة في التيار الاخواني كما قال الاخوة يسبحون ضد التيار منذ مجئ حكومة الانقاذ وحتى الان تتكالب على السودان الكوارث واحدة تلو الاخرى السياسية والعسكرية والطبيعية والشعب فقد صبره تماما ولم يتبقى منه سوى الثورة والحراك الشعبي لاقتلاع هذا النظام الفاقد للبوصلة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية ، كيف بدولة محاصرة مثل ايران ومنبوذة دولياً يهرول نحوه الحكومة السودانية وفي نفس الوقت ايران لديها عداوات شديدة مع دول الخليج وبالمنقطة برمتها ، الواجب على الحكومة ان تنظر الى مصالح الشعب السوداني والبحث عن آلية منظمة للخروج من الازمة التي تعصف بنا من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، لقد فشل نظام بشير خارجيا في الماضي ومستمر في فشله والان اضاف اليه الفشل الداخلي واصبح المواطن السوداني البسيط في مفترق طرق ، إما ثورة شعبية عارمة تقتلع هذا النظام من جذوره وياتي بنظام جديد وعندها يتسلق الانتهازيون من الاحزاب المعارضة وينتهزون الفرصة ليفرضوا ارائهم البالية او ترك الحكومة الحالية كما هي وبالتالي تزداد الامر من سوء الى الاسواء.[/SIZE]